المحتوى الرئيسى

أستاذ العلوم السياسية: عاصفة التغيير ستجتاح العالم بعد أزمة "كورونا"

04/04 09:59

قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن عاصفة التغيير ستجتاح العالم بعد تجاوز أزمة «كورونا»، والولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر لأن الصين ستنتزع منها المركز الأول اقتصادياً.

وأكد «بدر الدين»، فى حوار لـ«الوطن»، أن فيروس كورونا القاتل سيعيد رسم علاقات أوروبا مع الصين والولايات المتحدة، وسيتراجع الإنفاق العسكرى لصالح البحث العلمى والصحة والمجالات الاجتماعية بعد المصاعب الاقتصادية التى يتعرض لها العالم حالياً.

وأضاف أن حدة الصراعات والخلافات السياسية ستهدأ نسبياً، والاتحاد الأوروبى وحلف الناتو قد يتفككان، مشيراً إلى أن العالم خسر تريليونات الدولارات خلال أسبوعين، والجميع فى سباق مع الزمن من أجل التوصل إلى مصل أو علاج، كما أن الظروف الحالية ستجبر تركيا على تغيير سياسة الإنفاق على المرتزقة، وستتغير موازين القوى فى العالم.. وإلى نص الحوار:

ما توقعاتك للأزمات والخلافات العالمية؟ وهل ستهدأ الصراعات الموجودة فى المنطقة بعد «كورونا»؟

- فى الفترة الحالية كل طرف مشغول بنفسه، لذلك تراجعت حدة التوترات نسبياً، الاهتمام المكثف أصبح لمواجهة هذا الوباء الذى لا يهدد دولة بمفردها، وإنما يهدد العالم كله، وهذا يحدث لأول مرة بهذا الشكل، كنا نسمع عن وباء فى دولة أو اثنتين، فى منطقة أو حتى قارة، إنما بهذا الشكل والآثار، لم يحدث، وهذا يجعل الاهتمام بأى شىء آخر يتراجع نسبياً، العالم كله مشغول، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية، وصولاً إلى الاتحاد الأوروبى، الجميع فى سباق مع الزمن، يريدون اكتشاف علاج أو مصل للفيروس، خصوصاً أن هناك أعباء اقتصادية ضخمة يتحملها وسيتحملها العالم، فالمطارات والموانئ مغلقة، ولا يوجد تصدير ولا استيراد، والمعاملات الاقتصادية الدولية متوقفة، وهناك تقلبات فى أسعار الصرف، وانهيار لأسعار البترول، فسعر البترول وصل فى بعض المناطق إلى 20 دولاراً، بعد أن كان 80، وهذا انهيار يؤثر على العالم كله، كما أن العمالة الموسمية، وأصحاب الأعمال غير المنتظمة، وغيرهم، أجبروا على الجلوس فى منازلهم، ويتقاضون أجراً، وهذا يمثل أعباءً اقتصادية على العالم كله، وفى رأيى كل ما عدا هذا تراجع من حيث الأهمية، لكنه لم ينته، والاهتمام الأكبر لدى العالم ككل خطورة «كورونا»، فالأولويات اختلفت وترتكز الآن على مكافحة الوباء.

هل سيشهد العالم تغيرات بعد «كورونا»؟

- نعم، لن يكون العالم بعد «كورونا» كما كان قبله، ستكون هناك تغيرات على المستوى السياسى والاستراتيجى والعلمى والصحى، وقد يتم إضفاء طابع إنسانى بين الدول، فقد شاهدنا الآن أن الخطر يهدد الجميع، لا فرق بين دولة صغرى وعظمى، والدول التى لديها أساطيل وسلاح نووى وتقدم باتت مهددة إلى حد كبير بهذا الخطر كالولايات المتحدة الأمريكية، لذا من الممكن أن نشهد توجيه مزيد من الأموال والاستثمارات إلى البحث العلمى والصحة والمجالات الاجتماعية أكثر من غيرها، وسيعاد التفكير فى الإنفاق على أسلحة الدمار الشامل والحرب البيولوجية والكيماوية، لذلك سيتغير العالم تغيراً كبيراً، والأولويات ستختلف، لكن الصراعات لن تختفى، ربما تصبح أقل حدة عن ما كان يعرفه العالم من قبل، وربما تكون هناك مساحة للبعد الإنسانى بين الدول، فلا يوجد منتصر ومهزوم فى مواجهة «كورونا».

ما أهم الدروس المستفادة من هذه الأزمة؟

- تغيير الأولويات فى التعامل الدولى، فربما لن تتلخص الحكاية فى وجود قطب يسيطر على الآخرين، ويستنزف ثروات الآخرين، فالعالم خسر تريليونات الدولارات خلال أسبوعين، البورصات انهارت، وتوقفت الحركة بين الدول، والطائرات والمراكب والسفن، والسياحة، السؤال هنا هل يستحق ذلك تغييراً فى الاهتمامات؟ فالجميع فى قارب واحد.

هل من الممكن أن نشهد صراعات جديدة وتختلف موازين القوى فى العالم بعد «كورونا»؟

- بالطبع، سنشهد تغيرات فى موازين القوى، على الأرجح تتجه الصين الآن، وفى فترة زمنية قصيرة، لأن تكون القطب الاقتصادى الأول فى العالم، التحالفات ستتغير، رأينا الآن بدء حدوث تقارب ين الصين وعدد من الدول الأوروبية، فى نفس الوقت بدأ نوع من التباعد بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، كل طرف مشغول بما يحدث له، فالدول الأوروبية تطلعت إلى الصين، وهل هناك مصل أو لقاح يمكن استخدامه، وهى درجة من التقارب لم تكن مألوفة من قبل، وربما نشهد تغيرات تحدث داخل الاتحاد الأوروبى نفسه، فكل دولة من دوله مشغولة بما يحدث فيها، والسؤال هو هل ما حدث من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى الخطوة الأخيرة، أم من الممكن أن يعقب ذلك خروج دول أخرى من الاتحاد الأوروبى؟ فربما يتفكك الاتحاد الأوروبى، وهذا ربما يكون تغيراً آخر فى شكل التحالفات، كما أن حلف الأطلسى «الناتو» بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ربما يتغير، فطبيعة العلاقات والتحالفات سيدخل فيها طرف جديد وهو الصين، سواء كان من الناحية الاقتصادية أو العسكرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل