المحتوى الرئيسى

بعد دعوة السعودية لاجتماع طارئ... خبراء يؤكدون ضرورة انضمام أمريكا لـ"أوبك+"

04/03 17:57

في الأمس، الثاني من أبريل/ نيسان، دعت المملكة العربية السعودية، إلى عقد اجتماع عاجل لدول "أوبك +" للتوصل لاتفاق يعيد التوازن إلى سوق النفط.

وقال ترامب، في تغريدة على "تويتر" أمس الخميس، "تحدثت للتو مع صديقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تحدث مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين، وأتوقع وآمل أن يخفضا إنتاجهما بنحو 10 ملايين برميل، وربما أكثر من ذلك بكثير، إذا حدث ذلك، سيكون رائع لصناعة النفط والغاز!".

وأتبع ترامب هذه التغريدة بأخرى ليعلن "أن خفض السعودية وروسيا لإنتاج النفط قد يكون بمقدار 15 مليون برميل".

بعد تغريدة ترامب وفي نفس اليوم، نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول أسعار النفط.

وقال الكرملين في وقت سابق، إن الدول المنتجة للنفط لم تبحث أي اتفاقات محددة أو مجردة بخلاف صيغة اتفاق أوبك+ لكبح الإمدادات الذي انتهى أجله في نهاية الشهر الماضي.

خبراء في مجال الطاقة والنفط يرون أن الولايات المتحدة ستكون مجبرة على الدخول في تحالف أوبك بلس، خاصة أنها ستكون الخاسر الأكبر في حال الإنتاج المفتوح، نظرا لارتفاع تكلفة إنتاج النفط الصخري، كما أنها كانت تعمل على زيادة نسبة التصدير التي ستتراجع مع ارتفاع الفائض في السوق العالمي.

من ناحيته قال الدكتور راشد أبانمي، رئيس مركز دراسات الطاقة والنفط بالسعودية، إن الأيام الماضية التي تلت عدم الاتفاق على تخفيض الانتاج دخلت الأسعار في هبوط حر وانخفاض كبير.

كيف استفادت أمريكا السنوات الماضية؟ 

وتابع "منظمة أوبك+ وعلى مدى الثلاث سنوات من تحالفها بتوازن العرض والطلب وتضحيتها بانتاج منخفض، كانت الولايات المتحدة الرابح الكبير من التزام أوبك بلس، وكانت أكبر المنتجين بحوالي 13 مليون برميل يوميا".

كما كانت الولايات المتحدة تصدر بعض الأنواع من البترول الخام، وفي نفس الوقت تستورد أنواع أخرى،حيث كانت اللاعب الحر في السوق العالمية.

ويرى أن تهديد أمريكا بشأن الاتفاق لن يحميها ذلك نفعا، خاصة أن عدم اتفاق دول أوبك بلس، هو بقصد إرغام أمريكا في التحالف، لموازنة السوق، وحتى إن كان دون قصد، فإن المتضرر من ارتباك الأسواق في المقام الأول هو الجانب الأمريكي.

اضطرار الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل ليس فقط كوسيط بين السعودية وروسيا بل كعضو في التحالف مع أوبك بلس، هو ما يراه أبانمي بات واقعا، وأنها ستتحالف وعدد من الدول المنتجة، وذلك لحماية استقرار السوق النفطية.

ويشدد ابانمي على أن هذا التحالف هو المخرج الوحيد للولايات المتحدة بإيقاف تدهور الأسعار، وإعادة التوازن للسوق النفطية،وبذلك ينتهي ماعتادت عليه أمريكا بـ (free ride )، وأن ما بدر من ترامب يشير إلى أن التخفيضات ستكون بحدود 10 ملايين برميل يوميا، وستتوزع التخفيضات على الدول الأعضاء من منظمة أوبك، و ١٢ دولة منتجة، من خارج أوبك، بما فيها روسيا وأمريكا، على أن تكون التخفيضات نسبة وتناسب، من مستوى الإنتاج الحالي.

في ذات الأطار، قال الخبير النفطي العراقي، حمزة الجواهري، إن الاستثمارات التي تم توظيفها في إنتاج النفط الغير تقليدي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، في حين أن كلفة إنتاج هذا النفط الغير تقليدي تتراوح فيما بين 35 دولار للبرميل إلى 80 دولار.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصل  بالملك سلمان وبولي العهد في محاولة لرفع الأسعار، بما يضمن استرجاع تلك الأموال بشكل أكيد.

ويرى أن ما يجري الآن هو عملية ضبط إيقاع الأسواق لتحقيق  الغرض.

وأوضح أن روسيا من البداية أي منذ 3 سنوات، تنادي بسعر ما بين 50 إلى 55 دولارا للبرميل، بحيث يساهم بشكل أكيد بتحقيق هامش ربح معقول للنفط الصخري، والنفط الأخر غير التقليدي. إلا أنه لم يستمع لها أحد.

فيما يبلغ نفط البحار والخلجان ما بين 25 و70 دولارا وفي المناطق الأعمق قد يصل إلى 80 دولارا.

ويرى أن السوق خسر الكثير من المشترين إثر وباء كورونا، بحدود 20 مليون برميل وقد تصل إلى 30 مليون برميل.

وأشار إلى أن السعودية ودول الخليج ضخت نحو 3 ونصف مليون برميل زيادة على المعدلات السابقة، وهو ما يضاعف حجم الأزمة.

وشدد على ضرورة قيام أوبك + بحساب ومتابع شبه يومية للأسواق من أجل ضبط إقاع حركة البيع والشراء، وأن تصدر التوجيهات المناسبة للأعضاء لضبط ومراجعة انتاجهم.

ويرى أنه حال الالتزام بما يتفق عليه يمكن أن ترفع الأسعار إلى المستوى الذي كانت روسيا تنادي به منذ البداية، اي أسعار ما بين 50 إلى 55 دولارا، وأن ذلك يساعد على استقرار الأسعار لفترة طويلة.

في سياق متصل أعلن مصدر مطلع، اليوم الجمعة، أن اجتماع "أوبك+" للدول المنتجة للنفط في 6 نيسان/أبريل، سيبحث خطط إمكانية خفض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميا، ولا يوجد تخصيص حصص حتى الآن، وقد ينضم عدد من الدول الجديدة إلى صيغة "أوبك+".

وقال المصدر لـ"سبوتنيك"، إن "الحديث يدور حول 10 ملايين برميل. ولكن لا يزال غير معروف كيف سيتم توزيع الحصص. وهناك عدد من الدول الجديدة التي تريد الانضمام إلى الصيغة، كل هذا ستتم مناقشته في الاجتماع".

ويشار إلى أن دول "أوبك+" لم تتوصل يوم 6 آذار/ مارس الماضي، لاتفاق على تغيير معايير الصفقة لخفض إنتاج النفط أو تمديده. وبينما اقترحت روسيا الحفاظ على الشروط القائمة، عرضت المملكة العربية السعودية زيادة خفض إنتاج النفط. ونتيجة لذلك، تم رفع القيود المفروضة على إنتاج النفط في الدول الأعضاء في التحالف السابق اعتبارًا من 1 نيسان/أبريل.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل