المحتوى الرئيسى

الدرس الأمريكي في التراجع أمام كوفيد-19

04/03 08:47

تحت العنوان أعلاه، كتب الكسندر ريزنيكوف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول أهون الشرور حسب فهم  ترامب للتعامل مع وباء كورونا.

وجاء في المقال: بعد أن وصل عدد الحالات في المثلث الذي تشكله ولايتا ماريلاند وفيرجينيا المتجاورتين، مع كولومبيا، إلى 3500 في نهاية مارس، أصدر حكام الكيانات الإقليمية قرارا يطالب السكان بالبقاء في منازلهم بعد الساعة 8:00 مساء. الحديث يدور، عمليا، عن حظر للتجول. وهو إجراء استثنائي من حيث اتساع الجغرافيا وعدد السكان.

في الوقت نفسه، لا يمكن عدم ملاحظة كيف أن "الديمقراطية المتقدمة" بدت عاجزة في مكافحة الفيروس: فهناك اعتقاد قوي بأن أولئك الذين في السلطة لا يزالون مهتمين أكثر باحترام الحقوق المدنية من ضمان السلامة البدنية للمواطنين. خلاف ذلك، كيف يمكن تفسير.. أن حظر التجول لا ينطبق على المشردين مثلا؟

وثمة سؤال آخر يتعلق بآفاق العولمة. يشير النقص في المطهرات والسلع الأخرى التي تشتد الحاجة إليها الآن إلى أن تقليص الإنتاج في البلاد من أجل زيادة الأرباح إلى أقصى حد هو مسار كارثي يمكن، في ظل ظروف معينة، مثل الحالة الراهنة، أن يوصل دولة مزدهرة اقتصاديا إلى حافة الكارثة. فإذا ما أُغلقت الصين غدا بصورة نهائية "بسبب فيروس كورونا"، فستعم الفوضى الاقتصاد الأمريكي.

لا يمكن للوضع الحالي أن يستمر إلى ما لا نهاية. فإذا لم نتخذ إجراءات تنظيمية وصحية استثنائية، والأهم من ذلك فعالة الآن، فقد نغدو شهودا على انهيار عام لم يعرفه العالم المعاصر حتى الآن.

من خلال إدراك ذلك وتقييم الخطر المحدق بالمجتمع، يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لفتح" البلاد بحلول الثلاثين من أبريل، على الرغم من رأي المتشككين. أما الفكرة التي عبر عنها، والتي تفيد بأن موت 150-200 ألف أمريكي مع خطر فقدان مليوني مواطن بوصفها أهون الشرور، فتبدو مستهترة، وغنية عن التعليق. إنما غريزة الحفاظ على الذات تملي بوضوح الحاجة إلى العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن، مع مراعاة جميع الاحتياطات اللازمة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تابعوا RT علىRT

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل