وقف الحج.. أوبئة قبل كورونا تسببت في إيقاف زيارة بيت الله

إلغاء الحج .. صوتٌ بدأ خافتًا ثم ما لبث أن أخذ يعلو شيئًا فشيئًا، حتى صار مسموعًا وقويًا، وذلك بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، وتحوله إلى جائحة عالمية، والتخوف من أن يتسبب موسم الحج الذي يتجمع فيه الملايين من ستى بقاع الأرض، في أن يكون سببًا في انتشار العدوى ونمائها بحيث تصبح السيطرة على الفيروس مستحيلة.

إلغاء الحج أصبح أمرًا واردًا للغاية بعد أن دعا وزير الحج السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر، دول العالم الإسلامي، للتريث قبل القيام بأي خطط للحج، حتى تتضح الرؤية بشأن كورونا، موضحا أن المملكة على استعداد لخدمة الحجاج، في كل الأحوال، لكن الأولوية هي للحفاظ على سلامتهم.

وفي حال إلغاء موسم الحج بسبب فيروس كورونا، لن تكون المرة الأولى التي يتسبب فيها أحد الأوبئة في إلغاء الحج، حيث كانت المرة الأولى، التي يذكرها "ابن كثير" في "البداية والنهاية"، كانت سنة 357 هجرية، ويقول إن داء الماشري انتشر في مكة المكرّمة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة المكرّمة إلا القليل؛ بل مات أكثر مَن وصل منهم بعد الحج.

وفي مقال نشرها الموقع الرسمي لدارة الملك عبد العزيز السعودية، حول الأوبئة التي تسببت بتعطيل الحج، أشارت إلى أن عام 1246 هجري شهد تفشياً لوباء قادم من الهند، تسبب بمقتل ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الحجاج المتوافدين آنذاك، وتم إيقاف الحج على إثره.