"كذبة أبريل" في زمن كورونا - تحذيرات من الشائعات والأخبار المضللة

"كذبة أبريل" في زمن كورونا - تحذيرات من الشائعات والأخبار المضللة

منذ 4 سنوات

"كذبة أبريل" في زمن كورونا - تحذيرات من الشائعات والأخبار المضللة

يسود نفوس أغلب سكان برلين اليوم شعور بالارتياح لأنّ شهر آذار الذي يحمل آثار مؤلمة من جائحة كورونا قد انتهى، وهم متفائلون ببداية شهر نيسان/ ابريل. ولكن أبريل يبدأ بكذبة كل عام، فماذا عن العام الحالي، هل يستقبل الألمان نيسانهم بالكذبة الشهيرة؟ \nصحيفة "دير تاغس شبيغل" الألمانية نشرت مقالاً ينتقد هذا التقليد في هذا اليوم، بسبب ظروف كورونا معتبرة أنّ ما قبله الجمهور على مدى أعوام باعتباره كذبة بيضاء أو بريئة، يمكن أن يفقد اليوم عنصر امتاعه، لاسيما وأن الأوضاع على مستوى العالم تبدو متوترة بسب تفشي جائحة كورونا، لذا وحسب مقال الصحيفة المذكورة فإن مزاج المزاح والكوميديا يبدو غائباً في هذا الظرف.\nأشارت درسة شاملة إلى أن معدل كذب البشر هو 200 مرة في اليوم، لأسباب متنوعة منها المجاملة والبراغماتية. ويميل الأشخاص الأصغر سنا إلى الكذب أكثر من كبار السن. (12.01.2019)\nالكذبة البيضاء ومجاملة زملاء العمل والتهرب بدبلوماسية من أحد الجيران.. أشكال مختلفة للكذب نتعرض لها في حياتنا اليومية. فكيف يمكن كشف هذه الأكاذيب؟ الحل يقدمه خبراء لغة الجسد! (09.04.2018)\nوعلى المستوى الرسمي، حذرت وزارة الصحة الألمانية من تداول كذبة ابريل بمزح ترتبط بجائحة كورونا، كاشفة أن القصص الخيالية التي تبنى عليها كذبة أول ابريل قد تعمق حالة عدم الوضوح وعدم الاستقرار التي تسود النفوس، بما يمكن أن يستغله البعض لترويج قصص كاذبة.\nويبدو أن كذبة أول ابريل هي أحدث ضحايا جائحة كورونا، ففي دول عديدة، جرى حضر هذه الكذبة بشكل قانوني، فقد حذرت الحكومة التايلاندية من أن إطلاق النكات بشأن فيروس كورونا المستجد بمناسبة "كذبة نيسان/أبريل"، هو أمر يعاقب عليه قانون بالسجن لمدة تصل إلى خمسة أعوام.\nونشرت إدارة العلاقات العامة التابعة للحكومة التايلاندية، رسماً بيانياً على حسابها على موقع "تويتر"، قالت فيه "إنه من المخالف للقانون أن يقوم أي شخص بادعاء إصابته بـ "كوفيد 19" في يوم كذبة نيسان/أبريل هذا العام".\nوفي نفس السياق، قرر غوغل أن يتجاوز تقليده السنوي بإحياء كذبة أول ابريل بسبب جائحة كورونا، و لابد من الإشارة إلى أن غوغل يحيي هذا التقليد منذ عام 2000، وكان من بين مزحه على مدى عقدين، الحديث عن خطة بناء مستعمرات بشرية فوق سطح كوكب المريخ، أو عن إضافة خدمة "غوغل مترجم الحيوانات".\nعربياً، أصدرت محافظ رام الله والبيرة  ليلى غنام تعميماً يمنع تداول الشائعات ضمن ما يطلق عليه كذبة نيسان، أو أي صيغة أخرى. وأكدت المحافظ غنام، حسبما نقلت شبكة راية الاعلامية، "أننا وفي ظل الأزمة وحالة الطوارئ المعلنة لمنع تفشي فايروس كورونا لن نسمح بأي تلاعب بعواطف المواطنين خصوصاً في هذه الظروف الدقيقة". ودعت غنام الجميع الى تحلي بالمسؤولية خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.\nاختلف المتخصصون في أصل اسم شهر "أبريل"، إذ ترجح بعض النظريات اشتقاق الاسم من كلمة لاتينية تعني "التفتح"، ما يشير إلى تفتح الزهور. نظريات أخرى تقول إن الاسم مشتق من كلمة "مشمس". ورغم الاختلاف في أصل الاسم، تبقى التقلبات الجوية هي السمة الأساسية لهذا الشهر.\nتحولت فكرة "كذبة أبريل" لتقليد تتنافس فيه وسائل الإعلام العالمية المختلفة ولم يعد يقتصر على مستوى الأصدقاء أو زملاء العمل فحسب. يرجح الباحثون أن فكرة كذبة أبريل تعود للعام 1618. ومن أشهر كذبات أبريل عبر التاريخ، خبر نمو المعكرونة الاسباغيتي على الأشجار والذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية، وكذلك خبر الإعلان عن نوع جديد من الهامبورغر للعسر (من يتناولوا الطعام باليد اليسرى).\nيحتفل العالم في الثاني عشر من نيسان/أبريل سنويا بيوم الفضاء والذي تهدف الأمم المتحدة من خلاله، للتذكير بالجهود العلمية التي أدت للوصول للفضاء. وتم اختيار هذا اليوم تحديدا لأنه يصادف ذكرى أول رحلة للفضاء قام بها الروسي يوري غاغارين في يوم 12 أبريل عام 1961.\nيشارك الناس في حوالي 190 دولة، في فعاليات ما يعرف بـ"يوم الأرض" في الـ 22 من نيسان/أبريل سنويا، للتذكير بخطورة الانتهاكات التي يتعرض لها كوكبنا. وتأتي فعاليات يوم الأرض لهذا العام تحت شعار "مستقبل وسائل النقل الصديقة للبيئة"، وهو يهدف لحث سكان الأرض على التخلي عن السيارات والاعتماد على وسائل أخرى مثل الدراجات خاصة لقطع المسافات القصيرة.\nمن أجل التوعية بأهمية الكتاب، قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في عام 1995، اختيار الثالث والعشرين من نيسان/أبريل سنويا ليكون اليوم العالمي للكتاب.\nويبدو أن الثالث والعشرين من نيسان/أبريل لا يذكر بأهمية الكتب وحدها، إذ أنه يصادف أيضا ما يسمى بـ"يوم الجعة الألمانية" للتذكير بطرق تصنيع المشروب التقليدي في ألمانيا. يأتي هذا في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى تراجع الإقبال على تناول الجعة في ألمانيا، إذ تراجع معدل استهلاك الفرد للجعة من 146 لترا للفرد في عام 1980، ليسجل 104 لترات في عام 2016.\nبعد الاحتفال بيوم الغابات في آذار/مارس، يشهد شهر أبريل وتحديدا يوم الخامس والعشرين منه، الاحتفال بيوم الشجرة والذي يهدف للتذكير بأهمية الأشجار الممتدة من إنتاج الأوكسجين وحتى دورها في الصناعات الخشبية.\nيشهد نفس تاريخ الاحتفال بيوم الشجرة، إحياء ذكرى أخرى مهمة وهو اليوم العالمي للملاريا، والذي سجلت بيانات منظمة الصحة العالمية، إصابة 216 مليون شخص به (من بينها 445 ألف حالة وفاة) في 91 دولة خلال عام 2016. وتشكو منظمة الصحة العالمية من عدم وجود الدعم المالي الكافي لمواجهة هذا المرض.\nتفتح المصانع والشركات الألمانية، أبوابها لتلميذات المدارس في السادس والعشرين من نيسان/أبريل سنويا، للتعرف على تفاصيل ما يعرف بـ"المهن الرجالية" كالوظائف القائمة على المهارات التقنية والعلمية. تدعم الحكومة الألمانية هذا المشروع بمثال بارز يتمثل في المستشارة أنغيلا ميركل، الحاصلة نفسها على درجة الدكتوراة في الفيزياء.\nتبدأ فعاليات يوم رياضة الـ "تاي شي" في السبت الأخير من أبريل للتذكير بأهمية تمارين التركيز والتأمل الصينية. ويلتقي المهتمون بهذه الرياضة من كل أنحاء العالم، في أكثر من 100 مدينة ويقومون بأداء هذه الرياضة في الأماكن المفتوحة ويقدموا المعلومات والتفاصيل للمهتمين بمعرفة المزيد عنها.\nبررت اليونيسكو اختيار الثلاثين من نيسان/أبريل سنويا كيوم عالمي لموسيقى الجاز بأن هذه الموسيقى قادرة على إزالة الحواجز وخلق الفرص للتفاهم المشترك، مضيفة أن الجاز هو تعبير عن حرية الرأي ورمز على السلام والوحدة.\nليلة فالبورغ، أو ما يعرف بحرق الساحرات، هي الليلة الأخيرة من نيسان/أبريل والتي يرحب المحتفلون بها، بقدوم شهر مايو من خلال الغناء والرقص حول أكوام من الخشب والقش المحروق. وتعود فكرة هذا الاحتفال لتقاليد قديمة في وسط وشمال القارة الأوروبية.

الخبر من المصدر