العالم يحتفي بأبطاله الخارقين.. الأطباء والفرق الطبية والبحثية محل تقدير.. مصر ترفع البدل ومكافآت استثنائية.. بريطانيا تمد إقامتهم وأسرهم.. وزير خارجية أمريكا يرسل تحياته.. والبابا فرنسيس يصلي لأجلهم

تحشد الدول مجمل طاقاتها الآن لمكافحة فيروس كورونا وتخفيض أضراره، وتسعى للاستفادة بكل الكفاءات حتى يحتفظ أي بلد بقدرته على التحدى والصمود والخروج بعد الأزمة أكثر ثقة بنفسه ومستقبله.

والأزمة التى تشهدها دول العالم، جراء انتشار وباء فيروس كورونا، جعلتها تفتح الباب لسفر الأطباء لها، مع تسهيلات غير مسبوقة، فمثلا: الولايات المتحدة الأمريكية فتحت باب سفر الأطباء لها دون معادلة، وإجراء تلك المعادلة يحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة، وألمانيا أيضا أصبحت دون معادلة، مع إعلانها تقليل مستوى إجادة اللغة، كل ذلك محاولة من تلك الدول فى علاج نقص أعداد الأطباء لديها

ووصل الأمر ببعض الدول إلى محاولة سرقة الأطباء والعاملين في المجال الصحي من الدول الأخرى وأعلنت الكثير منها عن تقديم تسهيلات بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها، للأجانب العاملين في القطاع الصحي؛ ونقل موقع وزارة الخارجية الأمريكية، أن أمريكا تشجع قدوم العاملين في المجال الصحي؛ للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة، لاسيما للراغبين في العمل على أراضيها.

الحفاظ  على جيش مصر الأبيض

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبات عديدة عن التقدير لجميع العاملين في القطاع الصحي في مصر، والذين يتصدرون جهود الدولة لمواجهة فيروس كورونا.

ووجه الرئيس السيسي هذا الأسبوع بزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75% عن القيمة الحالية، بما يشمل الأطباء العاملين بالمستشفيات الجامعية، وذلك بتكلفة إجمالية قدرها حوالي 2,25 مليار جنيه، فضلًا عن إنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية.

كما وجه الرئيس بصرف مكافآت استثنائية لجميع العاملين حاليًا بمستشفيات العزل والحميات والصدر والمعامل المركزية على مستوى الجمهورية، على أن تصرف تلك المكافآت الاستثنائية من صندوق تحيا مصر.

كما طالب الرئيس بسرعة استكشاف إمكانية التصنيع المحلي للمستلزمات والأجهزة الطبية التي تواجه نقصًا حادًا على المستوى العالمي، وذلك وفق المعايير الدولية، فضلًا عن العمل على استكمال أي نقص في المستلزمات الطبية والكوادر البشرية الطبية في مختلف مراكز تقديم الخدمات الصحية في مصر.

من جانبه، أكد السفير الصيني لدى مصر، أن الصين سوف تقوم بتوريد  الدفعة الثانية من المستلزمات الطبية والكمامات N95 والملابس الوقائية لمصر، انطلاقا من علاقات الصداقة التي تربط الشعبين، وقال إن فريقا طبيا سيصل للعمل جنبا إلى جنب مع الأطباء المصريين لمكافحة فيروس كورونا.

جهود دولية لمساعدة الدول المنكوبة

وأرسلت كوبا أكثر من 50 طبيبا متخصصا، لديهم خبرات متراكمة فى مكافحة الأوبئة بدول أفريقية ولاتينية مثل «إيبولا»، قالوا لدى هبوطهم فى مطار إيطالى وهم يحملون صور الزعيم الكوبى الراحل فيدل كاسترو وأعلام بلادهم: نحن لسنا أبطالا خارقين، بل أطباء ثوريون.

وكانت الرسالة الرمزية أن كوبا المحاصرة نجحت فى صياغة واحدة من أهم التجارب الطبية والعلمية فى العالم، وأن ما أحرزته من تقدم طبى وعلمى ملك للبشرية كلها.

وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن الأطباء الذين يحملون تأشيرات عمل في المملكة المتحدة والمقرر انتهاء صلاحيتها قبل 1 أكتوبر سيتم تمديدها تلقائيًا لمدة عام حتى يتمكنوا من "التركيز على مكافحة فيروسات التاجية" لهم ولأسرهم.

ومنذ ستينيات القرن الماضي استثمرت كوبا في التعليم، خصوصا في المجال الصحي، وقد بات تصدير الأطباء يمثل دعامة مهمة لاقتصادها ودبلوماسيتها.

في الجانب الدبلوماسي، عكست كوبا من خلال "سفراء الطب" أنها ليست جزيرة منعزلة ومتخلفة كما تصورها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب. وقد برهنت الطواقم الطبية الكوبية على كفاءتها وقدمت خدمات جليلة في العديد من المناطق المنكوبة بآسيا وأفريقيا والأمريكيتين.

وفي الجانب الاقتصادي، يعد الأطباء أهم بضاعة تصدرها هافانا إلى العالم، حيث تجني من ذلك أرباحا تتجاوز 11 مليار دولار سنويا.

وحاليا، يوجد أزيد من 45 ألف طبيب كوبي في 67 دولة في مختلف القارات إلى جانب عشرات الآلاف من الممرضين والفنيين والمسعفين. ففي بوليفيا يوجد أكثر من 700 اختصاصي كوبي في مختلف محافظات البلاد وبعضهم يعمل في مناطق نائية.

وكذلك، يعمل مئات الأطباء الكوبيين في هايتي الفقيرة جدا، وفي تيمور الشرقية يعمل 182 اختصاصيا وفنيا من كوبا. وفي الفترة من 1963 إلى 2004 أنشأت كوبا مرافق صحية في كل من اليمن وغينيا وإثيوبيا وغينيا بيساو وأوغندا وغانا وغامبيا وغينيا الاستوائية.

ووفق بيانات حديثة لوزارة الصحة الكوبية، فإن 2500 من أطبائها يعلمون في 32 دولة أفريقية بينهم المئات في جنوب أفريقيا وحدها. ويرافق هؤلاء الأطباء حوالي 2000 من المسعفين والممرضين والفنيين.