المحتوى الرئيسى

استنبات الأعلاف.. طفرة في إنتاج اللحوم وتوفير مساحات الأراضي الزراعية

03/31 14:31

أراد أن يكون له السبق في مجال إنتاج الشعير الأخضر بطريقة الاستنبات، وهي طريقة مبتكرة لإنتاج العلف الأخضر من بذور الشعير، دون الحاجة إلى تربة زراعية، بنسبة بروتين عالية تفوق نسبته في البرسيم، الدكتور أشرف عمران رئيس المجلس العربي للأمن المائى والغذائي، أحد المهتمين بتكنولوجيا الإنتاج الزراعي الحديث، قرر أن يسلك طريقا مختلفا حتى يصل في نهاية مطافه إلى حلمه الذي طال انتظاره، والمتمثل في تحقيق اكتفاء ذاتي من القمح إلى جانب تقليص المساحات المنزرعة بالأعلاف الخضراء، والتي تعتمد في أسلوب زراعته على الري بالغمر، ما من شأنه أن يهدر مليارات المكعبات من المياه.

طريقة حديثة في الزراعة يتبعها خبير الزراعة الحديثة، يتمكن من خلالها الحصول على مجموع خضري طازج في مساحة صغيرة بكميات كبيرة تصل إلى أضعاف ما يجري زراعته في البيئة الخارجية والتي تتطلب وجود تربة يجري غمرها بالمياه، إضافة إلى أن المجموع الجذري ينمو دون استعمال وسط لنمو البذور، ما يمكن من زراعته في الغرف المغلقة.

يروي "عمران" الأسباب التي دفعته إلى تلك الفكرة ويقول إنه رأى أن إهدار المياه سيؤثر بشكل كبير على مصر في القريب العاجل، ومن ثم دفعه هذا الشعور إلى محاولة تطبيق ما قام بتنفيذه في إندونيسيا بالتعاون مع حكومة سنغافورة، في مصر حتى يتسنى له الحد من هدر المياه وزيادة إنتاج اللحوم التي تحتوي على البروتين أحد عناصر الأمن الغذائى المهمة: "كمية البروتين التي يتناولها المواطن المصري 15 جراما يوميا، بانخفاض يصل إلى 55 جراما عن النسب العالمية، حاولت أوصل بالنسبة دي إلى 24 جراما كمرحلة أولى، ومن هنا كان لازم أدور على زراعة جديدة تكون علف للحيوان، وبالتالي أقدر أربي حيوانات أكتر بسعر أقل للكيلو، وبكده أبقى حافظت على المياه، وكمان زودت نصيب الفرد من البروتين بدون هدر للمياه وده كان سبب في فكرة الاستنبات المعتمد في أسلوب زراعته على الرش وليس الغمر".

يشير رئيس المجلس العربي للأمن المائى والغذائي، إلى أن الأمن الغذائي في العالم العربي، أحد أهم الأولويات التي يجب الاهتمام بها، بل أصبح قضية أمن قومي لأنه يعتبر من أقوى وسائل الضغط الأوروبي على الدول العربية سواء بالمنع أو باستثمار الجوع بتقديم مساعدات غذائية "مشبوهة النية" لمحاصيل التهجين الجيني التي ترفض أوروبا استخدامها إلا بعد تجربتها خلال ثلاث أجيال، حيث يجري تصدير المحاصيل المهجنة وراثيا إلى دول فقيرة تقدم لها تلك المحاصيل على هيئة مساعدات.

وأشار إلى أن أهم تلك المحاصيل هي الحبوب والتي تعتبر من أكثر محاصيل التهجين الجيني، لكونها غذاء أساسي للبشر، لذلك كان لابد من البحث عن طرق يمكن من خلالها زيادة المساحات المزروعة من القمح بدلا من استيراده ما يؤثر بدوره علي صحة المواطن وعلى أمن واستقرار البلاد، حيث لا يمكن لأي بلد كان أن يتمتع باستقلال دون أن يكون قادرا على إنتاج محاصيله الاستراتيجيه بنفسه: "التوسع في زراعة القمح تقف أمامه مشكلة إنتاج اللحوم والتي تتطلب ضرورة وجود مساحات منزرعة بالبرسيم والذرة، وخامات الأعلاف".

وعن فكرة استنبات الشعير بدون تربة يقول "عمران" إنها زراعة الأعلاف طوال العام مع ثبات جودة المنتج ومن ثم ثبات جودة صحة الحيوان واللحوم المنتجة: "هقدر أوفر مياه بنسبة ممكن توصل إلى 90%، وكمان هوفر أسمدة بنسبة تصل إلى 85%".

عمران: استنبات الشعير يوفر مساحة زراعة أعلاف الحيوانات بنسبة 95%

يؤكد الخبير الزراعي أن تقنية استنبات الشعير ستوفر مساحة الأراضي المزروعة بأعلاف الحيوانات بنسبة تزيد عن 95%، إلى جانب بدائل لإنتاج اللحوم محليا، بالإضافة إلى تحقيق أعلى معدل كفاءة للإدارة المتكاملة لعنصر المياه وكذلك التربة.

وأوضح أن الشعير المستنبت يحقق زيادة ملحوظة في وزن الحيوان، ويحسن من خواص الجودة من حيث اللون والطعم، كما أنه يزيد من كمية الحليب، وتقبل عليه جميع الحيوانات نظرا لأن مذاقه مستساغ".

وأشار الدكتور أشرف عمران، إلى أن الشعير المستنبت خال من الإصفرار، وخال من الإصابات المرضية، كما أنه يخلو أيضا من الفطريات والبكتريا التي تسبب ضررا أو تسمما للحيوان، ويمكن أن يخزن في غرفة داخل المزرعة بها إضاءة وتهوية جيدة، والتحكم بالحرارة داخلها حتى لا تتجاوز 24 درجة مئوية ما يؤثر بدوره علي الإنتاج والنموز

ويشير الخبير الزراعي إلى أنه جرى تسويق الشعير المستنبت على أنه الحل الأمثل لمواجهة التصحر إلا أنه يحتاج إلى استثمارات عالية وخبرة فنية متخصصة حتى تتمكن من التعامل بشكل احترافي مع المحصول.

ويقترح "عمران" التوصية بتغذية الأغنام بشكل يومي بالشعير المستنبت بمعدل 3 كيلو للرأس الواحد، لأنه يزيد من معدل اكتساب الوزن في التسمين بمعدل قد يصل في كثير من الأحيان إلى 250 كيلو جراما يوميا: "بيزود النشاط الجنسي للحملان الذكور مما يبكر من وصولها البلوغ الجنسي، كما أنه يرفع نسبة الحليب لدى الأمهات، ويمكن أن تتناوله جميع المراحل العمرية دون أي أعراض جانبية.

يعرف مصطفى مرزوق مهندس زراعي، الشعير المستنبت ويقول: "شعير تزرع بذوره على المخلفات النباتية سواء كان تبن قمح أو شعيرا أو أي مخلفات نباتية أخرى، مع الاستغناء التام عن التربة".

يرى "مرزوق" أن فكرة استنبات الشعير تعد أحد الحلول العملية لمواجهة نقص المياه، إلى جانب كونها أيضا حلا مثاليا للتخلص من مخلفات النباتات والتي تسبب أزمات مستمرة لدى المزارعين كل عام: "مش محتاج مساحات كبيرة لأن التوسع بيكون رأسي، بعمل عدة أرفف فوق بعض 4 أو 5  حسب الارتفاع، ده غير إنه كاره للمياه ويجري ريه بالرش، من 2 إلى 3 مرات، بالإضافة إلى أنه سهل الهضم بالنسبة للحيوان، وبيحتوي على مجموعة من الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لتغذية الحيوانات، وبه نسبة عالية من البروتين، ومفيد لتغذية الأبقار الحلابة، وذلك بفضل احتوائه على مدرات للحليب  كونه غنياً بالإنزيمات المدرة للحليب".

ويتابع: "بيوفر الوقت والجهد حيث إنه لايحتاج إلى مجهود مثل زراعة الارض".

ويشير "مرزوق" إلى أنه من ضمن مزايا مستنبت الشعير أنه لا يحتاج إلى غرف تحكم أو تكنولوجيا حديثة حيث يجري استنبات الشعير حسب الإمكانيات المتاحة للمربي وفي أي مكان وتحت الظروف الجوية الطبيعية، كما يمكن استنباته تحت الأشجار أو في أطراف الحقول، حيث لا يشغل مساحة كبيرة.

ويقول سيد مدني محمود رئيس قسم إرشاد زراعي: "الشعير المستنبت على التبن تمتاز المادة العلفية الناتجة منه بزيادة وزنها عدة أضعاف ونسبة الألياف بها تصل إلى 25%، وارتفاع كميات المركبات الغذائية المهضومة للعلف الناتج تصل إلى 30% عن المادة الأصلية، كما يمكن تغذية الحيوانات المجترة من الأغنام والماعز والأبل والأبقار والأرانب، على أن توزع الكمية المقررة للحيوان على مرتين أو ثلاث مرات يوميا، ويقدم الشعير الأخضر وماعليه من تبن معا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل