المحتوى الرئيسى

الإنفلونزا الإسبانية – دمرت العالم وأجلت كوبا أمريكا وقتلت لاعب نيوكاسل

03/30 21:11

بينما كان العالم يتعافى من آثار الحرب العالمية الأولى المدمّرة في نهايات 1918، لم تدرك البشرية أنها على وشك الانخراط في الكارثة الصحية الأكبر بالتاريخ: الإنفلونزا الإسبانية.

الحرب العُظمى (1914 – 1918) تسببت في مقتل حوالي 20 مليون عسكري ومدني، خسارة بشرية هائلة خلّفتها الحرب التي غيرت فكرة المعارك للأبد، وحصدت الأرواح دون حساب.

وبينما خرج العالم مُنهَكا، تبيّن أن الوباء الأخطر في التاريخ على وشك التفشي.

مع حلول ديسمبر 1920، قُتل ما يقرب من 50 مليون إنسان على وجه الأرض بسبب الإنفلونزا الإسبانية التي أصابت نصف سكان الكرة الأرضية وفقا لبعض التقديرات.

أغلب الدول تجنّبت الإعلان الرسمي عن الخسائر في ذلك الوقت، حتى لا تُضعِف الروح المعنوية لمواطنيها في أعقاب الحرب.

بينما مملكة إسبانيا، التي التزمت الحياد خلال الحرب، أعلنت بشفافية عن أعداد المصابين، ليكتسب الوباء التسمية الإسبانية، رغم أن إسبانيا بريئة منه، إذ لم تكن البؤرة الأولى للوباء كما هو الحال مع الصين في فيروس كورونا اليوم.

في كل الأحوال، لم تكن إسبانيا لتتستر أبدا على الإنفلونزا المميتة، خصوصا مع إصابة عاهلها: الملك ألفونسو الثالث عشر –المشهور كرويًا بإسباغه لقب "ملكي" على ريال مدريد وعدة أندية أخرى-.

هذا الوباء ورغم وحشيته، فإنه لم يجمّد كرة القدم كما فعل فيروس كورونا بعد 100 عام، ليس تقليلا من تأثيره، وإنما لأن عدة عوامل أخرى فرضت هذا التعامل حينها.

أهم هذه العوامل، هي عدم لعب مسابقات نظامية على مدار العام في ذلك العهد كما هو الحال اليوم.

كما أن الحرب تسببت في شل الرياضة في العديد من البلدان، كما حدث في إنجلترا التي عاشت على مسابقات المقاطعات والمناطق بتلك الفترة.

لذا، كانت كرة القدم تبحث عن طريق العودة مع تفشي الإنفلونزا الإسبانية.

في إنجلترا، أصيب ثنائي تشيلسي توم لوجان، وهاري فورد أصيب بالعدوى، لكنهما تعافيا.

حظ لم يحالف الاسكتلندي أنجوس دوجلاس لاعب نيوكاسل يونايتد وقتها، الذي داهمته الإنفلونزا الإسبانية، وتوفي على إثرها عن 29 عاما.

في الأسابيع الماضية، تدافعت كل البطولات الصيفية المجمعة هربا إلى العام التالي -2021- لتجنب التعارض مع فيروس كورونا، مصير ينطبق على كأس الأمم الأوروبية، وكوبا أمريكا، ودورة الألعاب الأولمبية.

لكن عام 1918، لم يكن هناك وجود لمسابقات كرة القدم الدولية سوى في بقعة واحدة من كوكب الأرض: أمريكا الجنوبية.

كوبا أمريكا التي انطلقت عام 1916، أقيمت بشكل سنوي منتظم حتى 1927، باستثناء عام واحد: 1918 عام الإنفلونزا الإسبانية.

تلك النسخة كان مقررا إقامتها في البرازيل، لكن الدولة الناطقة بالبرتغالية عرفت تفشي الإنفلونزا الإسبانية بين مواطنيها، لتتأجل النسخة إلى العام التالي.

ومن بين الخسائر البشرية العديدة للبرازيل بفعل الوباء، سقط رودريجز ألفيش.. رئيس البلاد!

بالعودة مرة أخرى إلى قارة أوروبا، إلى إسبانيا التي حُكم عليها حمل اسم الوباء إلى الأبد، فكرة القدم لُعبَت دون عواقب في بلد سيعرف مقتل 150 ألفا جراء الإنفلونزا.

كأس ملك إسبانيا عرف ذاك العام تتويج الفريق الباسكي ريال أونيون على حساب ريال مدريد.

لكن حدث ذلك مايو من العام 1918 قبل أن تتصاعد أعداد المصابين، كما حدث في أكتوبر من نفس العام مثلا، إذ سجلت كتالونيا في أحد أيامه أكثر من 45 حالة وفاة، ووصلت سريعا إلى 289 ضحية في الأيام التالية.

لذا، قرر حاكم كتالونيا تأجيل مباريات بطولة كتالونيا ليوم 17 أكتوبر، وإغلاق المسارح ودور السينما، والقيام بأعمال التطهير.

القرار لم يُقنع إدارة برشلونة التي ترأسها جوان جامبر –مؤسس النادي-، فعقد أفراد البلاوجرانا اجتماعا مع منافسهم في ذلك اليوم، أتليتك دي ساباديّ، واستقرا على عدم وجود خطورة في خوض المباراة، لأنها تُلعَب في مكان مفتوح لا يساعد على انتقال العدوى.

حاكم كتالونيا رضخ، وسمح بلعب مباريات تلك الجولة في المسابقة التي كانت تحظى بأهمية كبيرة عند مشجعي برشلونة.

لكن في نهاية الأمر، سيخسر برشلونة ذلك اللقب لاحقا بسبب سقوطه في ملعب غريمه التاريخي إسبانيول بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل