المحتوى الرئيسى

مسح الوجه بعد الدعاء بدعة أم سنة؟.. العلماء يحسمون الجدل

03/30 04:00

مسح الوجه بعد الدعاء بدعة أم سنة. . سؤال يبحث عنه كثيرون، وأجابت عنه لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك ".

وأوضحت لجنة الفتوى أن الفقهاء نصّوا على استحباب مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء. 

واستندت  " اللجنة" إلى قول الشيخ النّفراوي في " الفواكه الدواني": «ويستحب أن يمسح وجهه بيديه عقبه -أي: الدعاء- كما كان يفعله عليه الصلاة والسلام».

واشارت أيضًا إلى قول الإمام النووي في " المجموع": « ومن آداب الدعاء كونه في الأوقات والأماكن والأحوال الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجهه بعد فراغه وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة».

وأكدت اللجنة أنه بناء على ما سبق فإن مسح الوجه باليدين بعد الدعاء جائزٌ ولا حرج فيه.

من جانبه،  نبه الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى، أن مسح الوجه بعد الدعاء أمر حسن ومستحب وفيه تبرك بالكلام الجميل الذي نادى الداعي به ربه واستبشار بالقبول.

واستدل " وسام"  في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: " هل مسح الوجه بعد الدعاء يعد من الجهل والبدعة؟"  بما  رواه الإمام البخاري عن أم المؤمنين عَائِشَةَ - رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ' كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " .

جدير بالذكر أن دار الإفتاء ذكرت أن الدعاء مقربة عظيمة تظهر حقيقة التوجه واللجوء لله- سبحانه وتعالى- وفيه إعلان العبد عن فقره وضعفه والاعتراف بقدرة الله على كل شيء، كم ان الله- تعالى- حث على الدعاء وأمر به في أكثر من موضع بالقرآن الكريم .

وأضافت دار الإفتاء في فتوى لها على موقعها الرسمي أن مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، من القنوت في الصلاة عند الشافعية، وقال به القاضي ابو الطيب والشيخ ابو محمد الجويني، وهو المعتمد من مذهب الإمام أحمد كما سبق نقله عن العلامة البهوتي، وبناء عليه فإن مسح الوجه باليدين بعد الدعاء جائز ولا شيء فيه بل هو جملة آداب الدعاء ومستحباته التي ذكرها العلماء في كتبهم.

اقرأ أيضاً: 

الفرق بين الامن والسلامة.. داعية إسلامي يوضح 

منها الصحة.. ٣ نعم من ملكها لم يفوته شيء من الدنيا 

دعاء رفع الوباء عن البلاد 

أسباب معينة للدَّاعي على تحقيق الإجابة

يوجد عدد من الأسباب التي يستحب مراعتها لاستجابة الدعاء، أبرزها: 

الإخلاص في الدعاء، وهو أهمُّ الآداب وأعظمُها، وأمرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالإخلاص في الدعاء؛ فقال سبحانه: «وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ» [الأعراف: 29]، والإخلاص في الدُّعاء هو الاعتقاد الجازم بأنَّ المدعوَّ وهو اللهُ عزَّ وجلَّ هو القادر وحدَهُ على قضاء حاجتِه، والبعد عن مُرَاءاة الخَلْقِ بذلك.

التَّوبة من جميع المعاصي، والرجوع إلى الله تعالى؛ فإنَّ المعاصيَ من الأسباب الرئيسة لحَجْبِ الدُّعاء؛ فينبغي للدَّاعي أن يُبَادر للتَّوبة والاستغفار قبل دعائه؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ على لسان نوح عليه السلام: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا» [نوح: 10 - 12].

التضرُّعُ والخشوعُ والتذلُّلُ، والرَّغبةُ والرَّهبةُ، وهذا هو رُوحُ الدُّعاء ولُبُّه ومقصوده؛ قال الله عزَّ وجلَّ: «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» [الأعراف: 55]. 

الإلحاح والتَّكرار، وعدم الضَّجَر والملل: ويحصلُ الإلحاح بتَكرار الدُّعاء مرَّتَيْن أو ثلاثٍ، والاقتصار على الثلاث أفضل؛ اتِّباعًا لسُنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى ابن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «كان يُعْجِبُهُ أن يَدْعُوَ ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا» (رواه أبو داود والنَّسائيُّ).

الدُّعاء حالَ الرَّخاء، والإكثار منه في وقت اليُسْر والسَّعَة؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» [رواه أحمد].

التوسُّل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، في أوَّل الدُّعاء أو آخره؛ قال تعالى: «وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا» [الأعراف: 180]. 7- اختيار جوامع الكَلِم، وأحسن الدُّعاء وأجمعه وأبينه، وخيرُ الدُّعاء دعاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويجوز الدُّعاء بغيره مما يخصُّ الإنسانُ به نفسَه من حاجاتٍ.

استقبال القِبْلَة، والدُّعاء على حال طهارةٍ، واسفتتاح الدُّعاء بالثَّناء على الله عزَّ وجلَّ وحمدِه، والصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ورَفْعِ اليدينِ حالَ الدًّعاء؛ فعن سلمانَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِىٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا» [رواه أبو داود].

اقرأ أيضاً:

للوقاية من الأمراض.. خالد الجندي يكشف عن 22 كلمة تحمي من وباء كورونا

دعاء الشفاء من كل داء.. 10 أدوية ربانية.. رددها لمن تريد

آداب الدعاء وسُنَنه

وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعض السُّنن والآداب أثناء الدعاء، منها:

الحرص على الطهارة عند الدعاء.

افتتاح الدعاء بالثناء على الله جلّ جلاله والصلاة على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

استخدام أسماء الله الحسنى في الدعاء، فينتقي الإنسان منها ما يناسب دعواه؛ فإذا كان داعيًا بالرزق فليسأل الله باسمه الرزّاق، وإن كان داعيًا بالشفاء فليسأل الله باسمه الشافي وهكذا.

ومن السُّنن أيضًا إخفاء الدعاء، بأن يجتهد الإنسان بالدعاء لله سبحانه وتعالى خِفيةً دون أن يراه أو يسمعه أحد، فذلك أدعى للإخلاص وأرجى في تحصيله، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى عبده ورسوله زكريا عليه السلام، فقال: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا).

من سنن الدعاء أيضًا تحرّي الأوقات والأماكن التي تكون الإجابة فيها أرجى من غيرها، مثل: وقت السّحر، وليالي رمضان المبارك، والمسجد الحرام، والصفا والمروة، ومنها أيضًا الدعاء لله عز وجل والالتجاء إليه في وقت الرخاء لا في وقت الشدّة فقط، فهذا حال الصالحين، أمّا، قال الله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ).

اقرأ أيضاً: 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل