كورونا يغير عادات الصنايعية.. "الحظر خلانا نشتغل يوم الأحد"

بعد إعلان الحكومة بتطبيق الحظر الكامل على أصحاب الأنشطة الصناعية يومي الجمعة والسبت الماضيين، اضطر عدد من الصنايعية إلى تغيير عاداتهم في العمل، والنزول للعمل في إجازتهم الأسبوعية المعتادة يوم الأحد، لأول مرة، كي تحسب لهم يوميتهم بعد أن أصبح العمل 5 أيام فقط أسبوعيا بدلا من 6 أيام، مشيرين إلى خفض اليومية نظرا لانتهاء العمل في الخامسة مساءا وفقا لقرارات الحكومة.

"الحظر خلانا ناخد يومين إجازة بدل يوم واحد، وقبضنا بقى 5 أيام بدل 6 أيام"، بهذه الكلمات بدأ هاني معوض، صاحب الـ44 عاما، عامل بأحد ورش بيع الإطارات بمنطقة الدقي، وأحد سكان منطقة المطرية، إذ يعمل بها منذ سنوات عدة، ولم يتعرض لتغيير أجازته الأسبوعية المعتادة من قب.

ويقول لـ"الوطن": "أول مرة في حياتي من يوم ما اشتغلت الشغلانة دي، أنزل شغل يوم الحد، لإنها الأجازة الأسبوعية المعروفة في المهنة"، مضيفا أن الحظر اليومي خفض من ساعات عمله داخل الورشة، مما جعل صاحب العمل يخفض من اليومية، إذ أن مواعيد انتهاء العمل أصبحت في تمام الخامسة مساء.

وأضاف: "في الأيام العادية كان يومنا بيبدأ من 9 الصبح لحد 9 أو 10 بليل حسب ضغط الشغل، لكن دلوقتي الساعة تيجي 5 الكل بيروح بيته".

وتابع هاني أن عدد العاملين بالورشة حوالي 4 عمال، ولكن نظرا للظروف الحالية، ويجرى تقسيم باقي أيام الأسبوع بواقع عاملين فقط يوميا.

وأنهى حديثه: "إحنا بنشتغل باليومية والفترة دي وضعنا بقى صعب، لأن اليوم اللى بننزل فيه الورشة هو اللى بنقبض يوميته".

مجموعة من الشكمانات الحديدية، تراصت بجوار بعضها البعض، أمام ورشة صغيرة بأحد الشوارع الشهيرة بمنطقة الدقي، جلس أمامها رمضان كمال، بملامح ستينية، يقطن بمنطقة فيصل، على كرسي خشبي، ينتظر قدوم الزبائن إليه، إذ اضطر إلى النزول للعمل يوم الأحد على غير عادته، بعد الإعلان عن حظر فتح المحلات يومي الجمعة والسبت، وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ بداية عمله بالمهنة.

وأوضح رمضان لـ"الوطن": "أول مرة في حياتي أنزل أشتغل يوم الحد، لأنه معروف عند أغلب الصنايعية أنه إجازة رسمي".

وأضاف، أنه يعمل بالورشة بمفرده، نظرا لهدوء الإقبال عليه: "الشغل في الورشة اليومين دول نايم خالص، وصاحب الورشة مش هيجيب صنايعية تاخد يومية على الفاضي".

وأنهى رمضان حديثه، بقوله: "لو موضوع حظر الجمعة والسبت مطول، مفروض يكون لينا استثناء وننزل شغلنا حتى لو نص يوم، أحسن من مفيش".

لم يختلف الوضع كثيرا داخل أحد ورش بيع إطارات السيارات، بمنطقة الدقي، إذ تغيرت العادات المتبعة داخلها، ونزل جميع الصنايعية إلى الورشة، بعد خضوعهم للحظر الكامل اليومين الماضيين، فيقول أحمد راضي، في آواخر العشرينات، وأحد العاملين بالورشة، من سكان منطقة كوبري الخشب: "إحنا حوالي 10 عمال في الورشة، ونزلنا كلنا النهاردة الشغل لأن صعب يكون فيه 3 أيام من غير يومية".