فيروس كورونا.. لماذا تسابق الدول الوقت لتصنيع أجهزة التنفس؟

لايزال فيروس كورونا المستجد covid -19، يثير الذعر في أنحاء العالم مع ارتفاع أعداد الوفيات والحالات المصابة بما يفوق الإمكانات الطبية لكثير من الدول في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمر أول أمس الجمعة، شركتي تصنيع السيارات العملاقتين "فورد" و"جنرال موتورز" بالبدء في تصنيع أجهزة تنفس اصطناعي، للمساعدة في تخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات للرعاية بمصابي كوفيد-19.

وتعد أجهزة التنفس الصناعي أحد وسائل العلاج من الفيروس حيث يتسبب في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي تنتج عن التهاب القصبة الهوائية، وتؤدي إلى عدم تمكن الجسم من الحصول على الأكسجين الكافي حتى يتمكن من البقاء حياً، وفي هذه المرحلة قد تتوقف الكلى عن تنظيف الدم وق تؤدي إلى أضرار ببطانة الأمعاء.

ونشر موقع business insider تقريرا حديثا لتعريف الجمهور بأهمية جهاز التنفس الصناعي، وما هي وظيفته، ولماذا تحشد الدول امكانات كبرى لكي تحاول توفيره لمواجهة فيروس كورونا.

جهاز التنفس الصناعي عبارة عن جهاز تنفس يساعد في تأدية الرئة لوظائفها، وغالبًا ما تكون أجهزة التهوية ضرورية للمرضى الذين يعانون من صعوبة في التنفس نتيجة التهابات الجهاز التنفسي الحادة، ويساهم في إنقاذ حياتهم.

كما يتم استخدام هذه الأجهزة بشكل شائع أثناء الجراحة الروتينية للحفاظ على عمل الرئتين أثناء خضوع المريض للتخدير العام.

ويمكن أن تؤدي التهابات الجهاز التنفسي الحادة، مثل الالتهاب الرئوي أو الأنفلونزا أو الفيروس التاجي كورونا، إلى صعوبة في التنفس، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين وزيادة ثاني أكسيد الكربون في الجسم - مما يؤدي إلى تلف الأعضاء الحيوية إذا تُرك دون علاج، وأجهزة التنفس الصناعي هي آلات تنفس ميكانيكية يمكنها المساعدة في عمل وظائف الرئة لدى هؤلاء المرضى بالتهابات الجهاز التنفسي.

كيف يعمل جهاز التنفس الصناعي ؟

جهاز التنفس الصناعي يعمل على توصيل الهواء إلى الرئتين، والمساعدة في تقليل المستويات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون في الجسم، وعادة ما يتم توصيل الجهاز بالمريض من خلال أنبوب يتم إدخاله في الفم أو الأنف وأسفل القصبة الهوائية، وهذا يسمح لجهاز التنفس الصناعي بنقل الهواء من وإلى الرئتين.

ويقول الدكتور بارشون لاهيجي، طبيب وأخصائي الرعاية المركزية: "جهاز التنفس الصناعي قادر على دعم إحساس المريض بالتنفس، وبدء عملية التنفس عن طريق دفع الهواء إلى الرئتين مثل البالون".

وتُستخدم أجهزة التنفس الصناعي بشكل روتيني أثناء العمليات الجراحية الشائعة، للحفاظ على عمل الرئتين بينما يخضع شخص ما للتخدير الكلي، كما أنها تستخدم إذا كان المريض يعاني من الالتهاب الرئوي، وضعف في وظائف الرئة.

وأضاف لاهيجي: "في تلك المواقف الحرجة، إذا لم تكن العلاجات الطبية قد تؤدي إلى نتيجة قريبة، يوضع للمريض أنبوب تنفس لتتولي استكمال عملية الرئة لفترة تبقي المريض على قيد الحياة حتى إيجاد العلاج".

وتعتمد المدة التي قد يحتاجها شخص ما على جهاز التنفس الصناعي على شدة حالته، ويمكن أن تتراوح من بضع ساعات إلى عدة أسابيع، وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من فشل في الجهاز التنفسي، قد تكون أجهزة التنفس الصناعي ضرورية للاستخدام على المدى الطويل على مدار سنوات، وفي هذه الحالة يمكن استخدامها خارج المستشفى في مرافق الرعاية طويلة المدى.

أهميتها في مواجهة كورونا

وأجهزة التنفس الصناعي ضرورية لمرضى فيروس كورونا COVID-19 في وحدة العناية المركزة، لأنه يتسبب في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف الرئة والالتهابات التي تجعل عملية التنفس أكثر صعوبة.

ويقول لاهيجي: "دور غرف الرعاية وأجهزة التنفس الصناعي هامة لهذه النوعية من المرضى، وقد تمثل المنقذ لحياتهم، لأنهم لا يستطيعون التنفس بشكل طبيعي".

في دراسة واسعة النطاق نُشرت في فبراير2020، تم فيها فحص خصائص الفيروس التاجي في ووهان، وجد الباحثون أن 5٪ من بين 1099 مريضًا أثبتت إصابتهم بالفيروس تتطلب إصابتهم لوضهم في غرفة للرعاية الصحية، و 2.3٪ يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعي.