المحتوى الرئيسى

دبلوماسية الكمامات.. مواجهته مسئولية دولية وإيد واحدة.. لــــ كورونا وجهة نظر أخرى في الصراعات.. ولا صوت يعلو فوق مواجهة انتشار الفيروس وضمان بقاء الجنس البشري.. وخبراء: الوباء يقرب جهود المتصارعين

03/28 13:12

مصطلح جديد ظهر في الأوساط الإعلامية العالمية هو مصطلح "دبلوماسية كورونا" أو "دبلوماسية الكمامات"، فالبعض يظن أنه سيوحد العالم، خاصة أنه قد يقرب جهود المتصارعين ليتعاونوا لتطويق هذا الوباء وتجسير هوة بعض العلاقات المتوترة في الكرة الأرضية، وضرورة التعامل مع وضع فيروس كورونا الجديد كقضية صحة عامة وليس مشكلة عرقية أو دبلوماسية دولية.

هذا النوع الجديد من الدبلوماسية على صلة بالدبلوماسية الوقائية، حيث إنها أزمة إنسانية تهدد البشرية بالكامل، وتدفع بافتراض أحقية أواصر التعاون بينها إلى مصاف الصفوف الأولى لآليات وأدوات إدارة الأزمة عالميا.

وفي السبيل التصدي للأزمة الإنسانية، ظهرت أنماط جديدة من التعاون بين دول لا توجد بينها علاقات، فالصين ترسل الأطباء ممن لديهم خبرة جيدة في مكافحة فيروس كورونا والمساعدات الطبية للعديد من البلدان مثل إيطاليا وإيران والعراق وأفريقيا جنوب الصحراء، كما قدمت النمسا 70 طنًا من المساعدات الطبية للصين في ذروة تفشي فيروس كورونا، وأيضا حسبما قال الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد إن جهاز الموساد قام بشراء 100 ألف قطعة لفحص كورونا من بلدين لا علاقات دبلوماسية بينهما وبين إسرائيل.

خطر يهدد العالم بأكمله 

من جانبه، قال السفير الكويتي جمال النصافي في مقال له: "إننا نلاحظ اليوم أن العالم كله بدأ باتباع هذه الدبلوماسيه الوقائية ”Preventieve Deplomacy”، إنما ليس بسبب خطر خارجي يتهدد دولة ما، بل بسبب خطر بات يهدد العالم كله وهو خطر انتشار وباء كورونا، الأمر الذي دفع جميع الدول بلا استثناء لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية أراضيها وشعوبها من خطر انتشار هذا الوباء فيها".

وأكد السفير أن هذه الإجراءات عادة ما تكون أحادية الجانب تتخذها الدول والتي تدخل ضمن مسائل السيادة فيها والتي لا تقبل فيها أي نقاش، وتسعى كل دولة من خلالها لتحصين نفسها والمقيمين فيها من مثل هذا الوباء سريع الانتشار! كوقف خطوط الطيران وغلق الحدود الدولية، وتعليق سفر مواطنيها، وإجلاء رعاياها سيما في الدول الموبوءة، ووقف تأشيرات الدخول، وإلغاء المؤتمرات الدولية وحصر مشاركة مسئوليها بهذه الاجتماعات، إلا للضرورة القصوى، وتحصين نفسها داخليًا بتوفير المواد الغذائية ووسائل الوقاية والعلاج من هذا الوباء.

إجراءات أحادية لصالح الإنسانية

وأضاف جمال النصافي أن هذا النمط من الدبلوماسية الوقائية هنا، في مثل هذه الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدول، ليس موجها ضد الدول أو الشعوب الأخرى، بقدر ماهي إجراءات وقائية لتحصن الدولة نفسها من خطر انتشار مثل هذا الوباء فيها، ولمساعدة الدول الأخرى في القضاء على ظاهرة الوباء هذه.

وأوضح أن هذه الإجراءات لا تعني انكفاء الدول على نفسها، لأن مواجهة هذا الوباء اليوم مسئولية دولية، تستوجب تضافر الجهود والتفاهم والتعاون وتواصل مستمر مع عواصم المجتمع الدولي.

وأشار إلى أنه وبعد غلق الحدود وتوقف الملاحة الجوية والبرية والبحرية، لابد لهذه الدبلوماسية أن تنتهج نهج الاحتواء، ليس من خلال الزيارات المكوكية لشرح قضيتك، أو من خلال الخطب والكلمات والحملات الإعلامية وعقد التحالفات وعمل اللوبيات، (كما في الدبلوماسية الوقائية المتعارف عليها من في حالات الأخطار الخارجية)، فالوضع يختلف هنا مع اختلاف العدو وطبيعته، حيث من خلال هذه الدبلوماسية اليوم، لابد من تقديم الدعم اللازم للدول الأخرى التي تشهد أكثر انتشارًا لهذا الوباء سواء دعمًا ماديا أو تقنيا أو بالخبرات والطاقات البشرية المتوفرة لديها، فكلما تم حصار هذا الوباء في دول الجوار كلما انعكس ذالك على الدول الأخرى، فالتعاون هنا هو لمحاصرة هذا الوباء ومد يد العون بالمعدات والتمويل.

إنسانية مصر

الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في أكثر من مناسبة تضامن مصر حكومة وشعبا مع الدول الأكثر إصابة في جائحة كورونا، وهو ما أكده في اتصال هاتفي مع الرئيس مون جيه إن، رئيس كوريا الجنوبية، للتأكيد على دعم مصر لكوريا حكومة وشعبا في مواجهة فيروس "كورونا"، مؤكدًا الثقة في قدرة الدولة الكورية على تجاوز هذه المحنة، والتطلع للتعاون المشترك من خلال السلطات الصحية في البلدين لتعزيز الجهود وتبادل الخبرات في مكافحة هذا المرض المستجد.

وأجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضي اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الصينى شى جين بينج.

وأشاد الرئيس السيسي خلال الاتصال بما حققته الصين من نجاح لافت فى احتواء انتشار فيروس كورونا، معربًا عن التطلع لتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الصحية بالبلدين للاستفادة من آليات إدارة أزمة كورونا فى الصين على مختلف المستويات.

ومن جانبه، أعرب الرئيس الصينى عن امتنان الصين حكومةً وشعبًا لمساندة مصر السريعة لها فى أزمة فيروس كورونا، والتى عكست خصوصية ومتانة علاقات الأخوة والصداقة التى تجمع البلدين، وذلك فى إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمعهما، مؤكدا الاستعداد الكامل للصين لتقديم ما لديها من إمكانيات وتجارب لمصر فى مجال مكافحة انتشار فيروس كورونا.

كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تضامن مصر حكومة وشعبا مع ألمانيا في أزمة انتشار فيروس "كوفيد-19"، وذلك في اتصال هاتفي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال بيان رئاسي إن الرئيس السيسي أعرب عن تطلعه لتبادل الخبرات والتنسيق بين جهات تقديم الرعاية الصحية بالبلدين في إطار الجهود الدولية لاحتواء انتشار الفيروس.

كما أعرب الرئيس خلال الاتصال برئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عن خالص التعازي في ضحايا فيروس كورونا في إيطاليا، مؤكدًا دعم وتضامن مصر حكومةً وشعبًا مع حكومة وشعب إيطاليا الصديق، والاستعداد التام لتقديم ما يمكن من دعم لتجاوز هذه المحنة.

وأعرب رئيس الوزراء الايطالي عن خالص تقديره وامتنانه للموقف المصري الداعم لإيطاليا في هذه الأزمة مما يعكس عمق العلاقات الثنائية المتبادلة بين الجانبين على كافة المستويات، متطلعًا إلى التعاون المشترك في مجال تبادل الخبرات والتنسيق بين السلطات المختصة في البلدين في إطار الجهود الدولية لمكافحة الفيروس.

العالم يتجاوز الخلافات

من جانبه، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون، يقترح فيها تطوير العلاقات بين البلدين، عارضًا مساعدة واشنطن في مكافحة وباء كورونا المستجد، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

ونقلت الوكالة عن بيان لشقيقة الزعيم الكوري الشمالي «شرح (ترامب) في الرسالة خطته للدفع قدمًا بالعلاقات بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة، وأعرب عن نيته تقديم مساعدة في مكافحة الأوبئة»، في إشارة واضحة إلى وباء كوفيد-19.

وأرسلت روسيا أكثر من 100 من الأخصائيين الروس مع معداتهم والأجهزة والمواد الطبية لمساعدة إيطاليا على مكافحة عدوى فيروس كورونا  التاجي الجديد.

المساعدات نقلتها تسع طائرات شحن عسكرية تابعة للقوات الجوفضائية الروسية من طراز "ايل ٧٦" أقلعت من مطار تشكالوفسكي (ضواحي موسكو)، وحطت كل الطائرات وعلى متنها الحمولة العاجلة في قاعدة سلاح الجو الإيطالي "براكتيكوس دي ماري"، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا جنوب غرب روما (إيطاليا).

وتمت عملية تسليم مجموعات العلاج والتشخيص المتنقلة مع المعدات المطلوبة مع اتخاذ كل وسائل التعقيم والتطهير المعتمدة.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الكرملين إن "المساعدة الروسية لإيطاليا في مواجهة فيروس كورونا غير مشروطة، وغير مرتبطة بطلب الحصول على مساعدة مقابلة في رفع العقوبات الأوروبية عن موسكو".

كما أعلنت الصين، أنها أرسلت إلى إيطاليا فريقا من الخبراء، يضم تسعة أعضاء، لمساعدة البلاد على احتواء فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث انتقل الفريق إلى روما من شانجهاي، مصطحبا معه معدات عناية مركزة ومعدات طبية وقائية، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية، حيث نظم عملية إرسال الفريق كل من لجنة الصحة الوطنية والصليب الأحمر الصينى، وهو ثالث فريق خبراء ترسله الصين خارج البلاد بعد فريقين إلى إيران والعراق.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل