موقع أمريكي: اتفاقيات مصر في «المتوسط» تثير غضب تركيا

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن توقيع مصر اتفاقية مع 5 شركات عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في السواحل الغربية بالبحر الأبيض المتوسط، يثير غضب تركيا التي تفتقر إلى احتياطياتها النفطية ويكثف من حدة التوترات والمواجهة بين البلدين.

وأشار الموقع، في تقرير نشره أمس الجمعة، إلى أن المنافسة على موارد الغاز قد توسعت بعد قول وزير البترول المصري طارق الملا في منتصف فبراير الماضي أن مصر اتفقت مبدئيًا مع خمس شركات عالمية للتنقيب عن النفط والغاز غرب البحر المتوسط بالمياه العميقة في سبع مناطق.

وذكر الملا، أن الشركات التي تبدأ عمليات البحث الاستكشافي بغرب المتوسط مطلع عام 2021 هي: "بي.بي" البريطانية و"شيفرون" الأمريكية و"توتال" و"إكسون موبيل" الفرنسية، وو"رويال داتش شل"، لافتا أن تلك ستكون المرة الأولى للعمل بتلك المنطقة.

ونقل التقرير عن الدكتور إبراهيم زهران، الخبير الدولى في الغاز والبترول، قوله، إن مصر أصبحت مكتفية ذاتيا في الغاز الطبيعي، ولديها كميات كبيرة من الغاز والنفط، وتقوم بتصدير فائض الكهرباء، حيث حقق ميزان تجارة النفط لديها فائضا قدره 9 ملايين دولار خلال عامي 2018-2019".

وأضاف زهران، أن تركيا ترغب أيضا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بسبب إنتاجها الصناعي، ما يجعل غاز شرق البحر المتوسط أولوية قصوى لأنقرة، للحفاظ على وضعها الإقليمي كما أنه يعكس احتياجات تركيا الأقتصادية، ولكن دائما ما تربط احتياجتها تلك باعتقادات خاطئة تشمل زعمها بأن لها حق في ثروات المنطقة، وهو ما استنكره الخبير البترولي.

وتابع زهران، أن تركيا أدانت الاتفاقات التي توصلت إليها مصر مع شركات النفط الأجنبية الخمس في فبراير، متهمة القاهرة بوضع تركيا في منافسة مباشرة مع كيانات أجنبية تسعى لتعزيز دورها في منطقة الغاز الحيوي، مشيرا إلى توقيع أنقرة مذكرة تفاهم بحرية وعسكرية مثيرة للجدل مع حكومة الوفاق الوطني غير المعتمدة في ليبيا.

وأشار الموقع إلى تصريحات وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بأن الاتفاقية البحرية بين تركيا وحكومة الوفاق سخيفة جغرافيا لأنها تتجاهل وجود جزيرة كريت بين السواحل التركية والليبية وتنتهك بوضوح القانون الدولي، كما وصفتها وزارة الخارجية المصرية بأنها "لاغية وباطلة".

ولفت التقرير، لإبى أن عقد المنتدى الاقتصادى- منتدى غاز شرق المتوسط- في يناير 2019 في القاهرة بمشاركة دول مثل إيطاليا، واليونان، وقبرص، والأردن، وتحالف الدول المنتجة للغاز الطبيعي حول البحر المتوسط للتعاون في استغلال الطاقة في حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، عزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، موضحا أن استبعاد تركيا من المنتدى ساهم في تحفيز أنقرة على التحرك كمحاولة لتعزيز موقفها في المنطقة.

وقال حسين سليمان، الباحث الاقتصادي في مركز الأهرام لـ"المونيتور"، إن موقف تركيا نابع من عجز مزمن في الطاقة، لافتا إلى أن استمرار أنقرة في استيراد 75% من طاقتها يعد مكلفًا للغاية نظرًا لاقتصادها المتدهور.