المحتوى الرئيسى

هل تقضى "الكولونيا" على فيروس كورونا القاتل؟ - فالصو

03/28 09:00

عندما هبّت رياح فيروس كورونا على بلادهم، استنجد الأتراك بتقليدهم القديم "الكولونيا" يقيهم من إجراءات رسمية يرونها فقط شكلية لا تسمن ولا تقى من وباء.

وللكولونيا مكانة مهمة فى يوميات الأتراك وتقاليدهم، فهى رمز لحسن الضيافة والنظافة، كما أنها ترش على الأيدى والوجه فى صالونات الحلاقة والمطاعم وفى الحافلات أيضا أو عند زيارة مريض فى المستشفى.

وبتقديمها لضيوفهم، أدرك الأتراك أنهم لا يرحبون فقط بمن يدق بابهم بالرائحة الزكية، بل يوفرون له معقما يقيهم من شر كورونا، فباتت الطوابير تمتد أمام متاجر البيع فى ربوع البلاد للحصول على الكولونيا.

ويقول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى إن الأمر خرج عن سيطرة أصحاب المتاجر الذين لم يعد بمقدورهم تلبية الطلب المتزايد على هذا التقليد القديم.

وتحتوى الكولونيا التركية على مركب الإيثانول الذى ينتمى إلى فصيلة الكحوليات، وتتعدد روائحها فمنها ما هو بالليمون والياسمين والعنبر والخزامى والتبغ.

ووفق استطلاع رأى أجراه معهد "إيبسوس" التركي، فإن 88 % من الأتراك يستخدمون معقمات أو الكولونيا للحماية من فيروس كورونا. لكن الأمر بات صعب الآن فى العثور عليها مع زيادة الطلب.

زيادة فى الطلب على هذا التقليد الشعبى القديم، أفرزت معها سوقا سوداء رفعت من أسعار الكولونيا فى البلاد.

يجيب الأستاذ الجامعى بولند أرطغرل العضو فى الجمعية التركية لعلم الأحياء المجهرى السريرى والأمراض المعدية، بأن محتوى الكحول قادر على ذلك، وذلك من خلال مهاجمة غلافه الفيروسي.

ويفسر قوله بأن الكحول من المذيبات القوية ولذلك فهى قادرة على القضاء على الغشاء الليبيدى فى الفيروس

وتقول الإحصاءات المعلنة من طرف سلطات أردوغان، إن تركيا سجلت 2433 إصابة و٥٩ حالة وفاة بفيروس كورونا، لكن المعارضة وحقوقيين يتحدثون عن أرقام أكبر من ذلك بكثير لاسيما داخل السجون التى تكتظ بالنزلاء وسط إهمال طبى يسود المكان.

وعند بداية تفشى الفيروس، عمد المسؤولون الأتراك إلى رسم صورة وردية للوضع المنهار، بالإشارة إلى أن معظم المصابين يتماثلون للشفاء ويجرى تقديم الدعم الطبى اللازم لهم.

كما أن وزير الصحة، حرص فى بداية الأمر على على عدم تقديم أية معطيات حول المصابين، ولا عن مواقعهم، ورفض الرد على أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص، متعللا بخصوصية المرضى، مع أن جل بلدان العالم وضعت تطبيقات عبر الانترنت توضح خارطة تواجد المصابين بالمدن.

لكن قطاع كبير من المجتمع التركى يعلم أن الوضع أسوأ بكثير، والكثير يخشى الاحتجاج أو حتى كتابة تدوينة أو تغريدة عبر مواقع التواصل، لأن كل من يفكر بذلك يجد نفسه معتقلا بتهمة جديدة ملفقة تتعلق بالفيروس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل