هل تقضى "الكولونيا" على فيروس كورونا القاتل؟ - فالصو

هل تقضى "الكولونيا" على فيروس كورونا القاتل؟ - فالصو

منذ 4 سنوات

هل تقضى "الكولونيا" على فيروس كورونا القاتل؟ - فالصو

عندما هبّت رياح فيروس كورونا على بلادهم، استنجد الأتراك بتقليدهم القديم "الكولونيا" يقيهم من إجراءات رسمية يرونها فقط شكلية لا تسمن ولا تقى من وباء.\nوللكولونيا مكانة مهمة فى يوميات الأتراك وتقاليدهم، فهى رمز لحسن الضيافة والنظافة، كما أنها ترش على الأيدى والوجه فى صالونات الحلاقة والمطاعم وفى الحافلات أيضا أو عند زيارة مريض فى المستشفى.\nوبتقديمها لضيوفهم، أدرك الأتراك أنهم لا يرحبون فقط بمن يدق بابهم بالرائحة الزكية، بل يوفرون له معقما يقيهم من شر كورونا، فباتت الطوابير تمتد أمام متاجر البيع فى ربوع البلاد للحصول على الكولونيا.\nويقول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى إن الأمر خرج عن سيطرة أصحاب المتاجر الذين لم يعد بمقدورهم تلبية الطلب المتزايد على هذا التقليد القديم.\nوتحتوى الكولونيا التركية على مركب الإيثانول الذى ينتمى إلى فصيلة الكحوليات، وتتعدد روائحها فمنها ما هو بالليمون والياسمين والعنبر والخزامى والتبغ.\nووفق استطلاع رأى أجراه معهد "إيبسوس" التركي، فإن 88 % من الأتراك يستخدمون معقمات أو الكولونيا للحماية من فيروس كورونا. لكن الأمر بات صعب الآن فى العثور عليها مع زيادة الطلب.\nزيادة فى الطلب على هذا التقليد الشعبى القديم، أفرزت معها سوقا سوداء رفعت من أسعار الكولونيا فى البلاد.\nيجيب الأستاذ الجامعى بولند أرطغرل العضو فى الجمعية التركية لعلم الأحياء المجهرى السريرى والأمراض المعدية، بأن محتوى الكحول قادر على ذلك، وذلك من خلال مهاجمة غلافه الفيروسي.\nويفسر قوله بأن الكحول من المذيبات القوية ولذلك فهى قادرة على القضاء على الغشاء الليبيدى فى الفيروس\nوتقول الإحصاءات المعلنة من طرف سلطات أردوغان، إن تركيا سجلت 2433 إصابة و٥٩ حالة وفاة بفيروس كورونا، لكن المعارضة وحقوقيين يتحدثون عن أرقام أكبر من ذلك بكثير لاسيما داخل السجون التى تكتظ بالنزلاء وسط إهمال طبى يسود المكان.\nوعند بداية تفشى الفيروس، عمد المسؤولون الأتراك إلى رسم صورة وردية للوضع المنهار، بالإشارة إلى أن معظم المصابين يتماثلون للشفاء ويجرى تقديم الدعم الطبى اللازم لهم.\nكما أن وزير الصحة، حرص فى بداية الأمر على على عدم تقديم أية معطيات حول المصابين، ولا عن مواقعهم، ورفض الرد على أسئلة الصحفيين بهذا الخصوص، متعللا بخصوصية المرضى، مع أن جل بلدان العالم وضعت تطبيقات عبر الانترنت توضح خارطة تواجد المصابين بالمدن.\nلكن قطاع كبير من المجتمع التركى يعلم أن الوضع أسوأ بكثير، والكثير يخشى الاحتجاج أو حتى كتابة تدوينة أو تغريدة عبر مواقع التواصل، لأن كل من يفكر بذلك يجد نفسه معتقلا بتهمة جديدة ملفقة تتعلق بالفيروس.\nوهى التهمة التى اعتقلت على إثرها، بالأمس، أجهزة الأمن أكثر من أربعمائة شخص، بزعم مشاركتهم منشورات "استفزازية" حول كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فى مؤشر يعكس عجز سلطات أردوغان على مواجهة الحقيقة، ويترجم سياسة التعتيم التى تنتهجها الحكومة.\nوأمام الإجراءات التى تتخذها سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان، لمواجهة فيروس كورونا، تقف الكولونيا فى خطوط الدفاع الأولى عن الأتراك

الخبر من المصدر