المحتوى الرئيسى

كتاب في البيت - أنا دروجبا (6).. نهاية جميلة لرحلة تشيلسي.. وحكاية صورة غريبة مع ميسي

03/27 22:28

إيمانا من FilGoal.com بدوره المجتمعي في محاربة فيروس كورونا ومساهمة في حملة (خليك في البيت)، نقدم لكم خدمة ترجمة كتب أبرز النجوم.

والآن مع الحلقة السادسة من كتاب ديديه دروجبا نجم منتخب كوت ديفوار وتشيلسي ومارسيليا السابق.

أمامي مانويل نوير يتحرك يمينا ويسارا ويتقافز ليلمس العارضة محاولا تشتيت تركيزي. والموقف سهل وواضح: لو سجلت ضربة الترجيح تلك نحقق الحلم ويفوز تشيلسي أخيرا بدوري أبطال أوروبا.

ذلك الحلم الذي أدى لرحيل مورينيو وعجز عن تحقيقه أفرام جرانت، لويس سكولاري، جوس هيدينك، كارلو أنشيلوتي وأندريه فيلاس-بواس. الآن نحن على بعد ضربة ترجيح واحدة منه والأمر بيدي أنا.

وأنا أقف على بعد مترين من الكرة وأفكر. لو سددتها كما أحب قوية موجهة في زاوية ودخلت المرمى سأختتم مسيرتي مع تشيلسي بأجمل سيناريو ممكن.

في الحقيقة جال بخاطري أيضا أن ألعب الكرة على طريقة بانينكا حتى أدخل التاريخ لكني قلت لنفسي: ماذا لو ضاعت؟

حسنا سأتحرك بهدوء وأغير طريقة ركضي لمفاجئة نوير ثم لنرى ما يقوله القدر.

أنا ديدييه دروجبا. وحتى أصل لتلك اللحظة في نهائي دوري أبطال أوروبا خضت رحلة طويلة.

حكيت لكم في الحلقات السابقة كم عانيت بعد رحيل مورينيو وكم مرة كنت سأرحل عن تشيلسي بسبب كل من تلى جوزيه بداية بجرانت حتى وصلنا إلى فيلاس بواس.

صدمة في فيلاس بواس

استقبلت تعيين فيلاس-بواس مديرا فنيا لتشيلسي بسعادة كبيرة لأنه صديقي إذ تعود علاقتنا إلى زمن بعيد منذ كان كشافا في بورتو يعمل مع مورينيو ويراقبني وأنا ألعب في مرسيليا.

كذلك كنت أعلم أن طريقة تدريب فيلاس-بواس تتطابق مع اسلوب مورينيو وهو أمر ممتاز حتى لا تتكرر معاناة الفريق مع سكولاري.

لكن للأسف كل هذه البوادر الطيبة انهارت سريعا حين سمعنا قبل بداية الموسم أن فيلاس-بواس يرغب في تجديد دماء الفريق وقد وضع اسمي مع فرانك لامبارد وأشلي كول على لائحة المطلوب مغادرتهم للنادي.

كنت أتفهم أني في الـ34 ويتبقى في عقدي موسم واحد وكذا كان حال لامبارد وكول لكن الطريقة الثورية في محاولة طردنا جعلتنا غير قادرين على قيادة الفريق إذ كيف نتحدث مع الصغار وهم ينتظرون رحيلنا؟

وكيف أشعر بالراحة وأنا أشاهد تشيلسي متعادلا مع ستوك سيتي 0-0 والساعة تشير إلى مرور 80 دقيقة من المباراة وأنا لازلت جالسا على مقاعد البدلاء كأني لاعب غير مهم في حسابات المدير الفني؟

وحقيقة حتى حين طلب مني فيلاس-بواس إجراء عمليات الإحماء لم أشعر إلا بغضب إضافي. هل سأصبح اللاعب الذي يشارك لـ10 دقائق فقط؟

وهكذا للتعرف على إجابات تلك الأسئلة طلبت اجتماعا عاجلا مع المدير الفني.

دروجبا: "أندريه لماذا لعبت 10 دقائق فقط؟ وهل تريد رحيلي؟ أريد منك الصراحة المطلقة".

فيلاس-بواس: "هل تعلم ديدييه أنك لم تتغير قط. نفس القوة والإصرار والشخصية".

دروجبا: "لماذا إذن لم ألعب أندريه؟".

فيلاس-بواس: "لأن فرناندو توريس كان المهاجم الأفضل في معسكر الإعداد".

دروجبا: "في الحقيقة المهاجم الأفضل كان أنيلكا. عموما سؤالي واضح: هل ترى أني مفيد لتشيلسي؟".

لم يجب فيلاس-بواس بشكل واضح، قال كلمات بلا معنى أو ربما هروبه من الإجابة كان تلميحا بأن وقت الرحيل قد حان.

أما المشكلة الثانية في فترة فيلاس-بواس فكانت في فلسفته الفنية.

كان يطالبنا ببناء اللعب من الخلف، من الحارس ثم الدفاع للوسط للهجوم أيا كان الوضع. ولا أريد أن تفهموني بشكل خاطئ أعرف أن هذا أمر جيد وكل شيء، لكنه صعب في الدوري الإنجليزي.

جميع الأندية هنا تطبق الضغط العالي وبالتالي كنت أرى أن طريقة بناء الهجمات من الدفاع تحتاج إلى بعض الوقت حتى نقدمها بشكل جيد.

وأتذكر جيدا أني قبل مباراة ليفربول وخلال اجتماع الفريق حذرت فيلاس-بواس من تلك الطريقة. هز رأسه وقال لي: "ديدييه عليك الالتزام بالخطة".

والنتيجة؟ خسرنا مباراة ليفربول. وكيف؟ حاولنا بناء اللعب تحت الضغط العالي للحمر ففقدنا الكرة وتحولت إلى هدف.

وفي اليوم التالي اجتمع فيلاس-بواس باللاعبين الكبار في تشيلسي: أنا وجون تيري، فرانك لامبارد، وبتر تشك.

قال لنا أندريه: أشعر بأننا لسنا على الطريق الجيد يا شباب.

شعرت بأنه لأول مرة يطلب رأينا. فقلت له بمنتهى الصراحة: "أندريه عليك التوقف عن التدوير في التشكيل ولتمنح مثلا كل لاعب 3 مباريات متتالية وحينها تستطيع الحكم عليه بشكل أفضل".

وتابعت "كذلك عليك أن تكون أكثر مرونة في تطبيق أفكارك. فلنلعب كما اعتدنا في السنوات الماضية وحين تتحسن النتائج يمكننا وقتها تطوير اسلوب بناء اللعب حتى نصل لما تتخيله وتريده".

وبعدها بأيام كأن شيئا لم يكن.

وجدنا أندريه يجتمع بالفريق كله ويقول للاعبين: "إما طريقتي أو الجلوس في المنزل".

وتابع أندريه "طريقتي ستجلب لنا دوري أبطال أوروبا. وأتمنى أن تشاركوني في هذه الرؤية".

هز الجميع رأسه إيجابا لكني قاطعت تلك اللحظة قائلا: "أنا لا أؤمن أن هذه الطريقة ستؤدي إلى فوزنا بدوري الأبطال أندريه. أسف".

رد أندريه فيلاس-بواس "ديدييه عليك أن تؤمن يا صديقي".

وهكذا أصبح كل لاعب في تشليسي يتهكم علي وكلما مر أحد إلى جواري هتف "عليك أن تؤمن ديدييه".

لكن وكما توقعت حين وصلنا إلى يناير كان الفريق يبتعد أكثر فأكثر عن المربع الذهبي في الدوري لأول مرة منذ ثماني سنوات.

ووسط كل تلك الظروف قررت الرحيل.

ذهبت إلى روبرتو دي ماتيو الذي عمل مساعدا لفيلاس-بواس وصارحته "لدي عرض من الصين وأصدقك القول إني غير سعيد حاليا".

طلب مني دي ماتيو عدم اتخاذ أي قرار والصبر لبعض الوقت.

وقتها لم أفهم السبب لكن في اليوم التالي سمعت عن اجتماع رومان أبراموفيتش مالك النادي مع فيلاس-بواس لأنه غاضب من طريقة إدارة تشيلسي.

وفي اليوم التالي رحل فيلاس-بواس وتولى دي ماتيو المسؤولية.

طلب جون تيري الاجتماع مع الفريق في أول يوم لدي ماتيو مديرا فنيا ليشعل فينا الحماس وليزيل بكلماته كل أثار المرحلة السابقة.

هكذا شعرت بمسؤولية قيادة الفريق في تلك الظروف الصعبة وطلبت التحدث.

"كان بإمكاني الرحيل في يناير يا شباب لكني أقف بينكم الآن لأني لا أستطيع تخيل الرحيل دون الفوز بدوري أبطال أوروبا". هكذا قلت للاعبي تشيلسي.

وتابعت "أنا الآن أؤمن بقدرتنا على الفوز بالبطولة".

Image result for di matteo+chelsea+drogba

وهكذا بدأنا نفوز ونستعيد أنفاسنا حتى فزنا على بنفيكا في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.

وبعد المباراة دخلت غرفة خلع الملابس لأجد الأجواء هادئة دون أي مظاهر للاحتفال.

صرخت في اللاعبين "ماذا بكم؟ لماذا لا تحتفلون؟".

الكل بدأ ينظر لي ويشك في قواي العقلية. قلت للاعبين: "هل تصلون إلى نصف نهائي أبطال أوروبا كل يوم؟ أنسيتم كيف تسعدون بالانتصارات".

ضحك دي ماتيو وقال لي: "من الطبيعي أن نفوز ديدييه".

قلت له: "يا صديقي كم مرة وصلت إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا؟".

"ولا مرة" هكذا رد دي ماتيو ضاحكا. فقلت له: "إذن لماذا لا تحتفل :)".

كنت سعيدا لكن في داخلي ظللت أشك في الفوز باللقب لأن خصمنا التالي كان للأسف برشلونة.

ولهذه المباراة حكايات لا تنسى.

صورة مع أرقام ميسي

من عادة دي ماتيو أثناء التحضير للمباريات الهامة أن يعلق ورقة كبيرة فيها أبرز الإحصائيات الخاصة بالخصوم.

ويوم علق دي ماتيو ورقة إحصائيات برشلونة وجدت لامبارد ينادي علي: "ديدييه تعالى لترى هذه الورقة".

ومكتوب على الورقة ما يلي:

63!!! ضحكت كثيرا وكذلك ضحك لامبارد. ما هذا الرقم؟

في المعتاد تحمل الورقة اسم واين روني 22 هدفا أو فان بيرسي مع 15 هدفا لكن 63 يا ميسي؟ هذا اللاعب سجل 14 هدفا في دوري الأبطال فقط!

وهكذا وللذكرى طلبت من لامبارد التقاط صورة لي مع هذه الورقة الهزلية السخيفة لأرقام ميسي.

في ستامفورد بريدج خضنا مباراة الذهاب. وطبعا كنا نعلم أن برشلونة أساتذة في الاستحواذ لكني أظن في تلك المباراة أن شابي وإنيستا لعبا حوالي 100 تمريرة حولنا ونحن غير قادرين على استرجاع الكرة.

وبعد حوالي نصف ساعة دون أن ألمس الكرة أخيرااااا وصلت إلى قدمي.

تحكمت في الكرة جيدا، ثم رفعت عيني لأختار أفضل حل ممكن لتسجيل هدف.. وهنا اكتشفت أني في وسط الملعب أساسا والمسافة بيني ومرمى برشلونة كبيرة جدا :(

ودعوني أذكركم أن الكرة ارتدت مرتين من عارضة تشيلسي واستحواذ برشلونة وصل لـ70% وتقريبا لم أشارك في الشوط الأول لا أنا ولا خوان ماتا.

وفجأة.. ميسي فقد الكرة فوصلت إلى لامبارد الذي أرسل كرة طولية إلى راميرس الذي أهداني فرصة التسجيل، ولم أكن غبيا لأهدرها.

<p><b>Didier Drogba</b> For all the boring silliness, he did work hard, and scored one of the most important goals of his Chelsea career. 8</p>

أخيرا هدف لتشيلسي عكس اتجاه المباراة تماما، لكنه في توقيت نموذجي قبل نهاية الشوط الأول مباشرة.

وبين شوطي المباراة وجدت خوان ماتا غاضبا. سألته ماذا حدث فأجاب "الكرة لم تصل إلي تقريبا".

قلت له "صديقي لا تهتم اليوم إلا بشيء واحد وهو أن تركض حتى تنهار قدميك فتطلب التغيير ليدخل لاعب غيرك يركض مكانك".

وهكذا أفلتنا من لقاء الذهاب بالفوز 1-0 وعلينا الدفاع عن تلك النتيجة في كامب نو.

ولم تكن الرحمة بالخصم من خصال برشلونة إذ سجل سيرجيو بوسكتس وأندريس إنيستا هدفين في الشوط الأول من مباراة الإياب بل وليزداد الأمر سوء خرج جون تيري مطرودا في الدقيقة 37.

كان الطبيعي أن نستسلم ونعتبر كل شيء انتهى هنا لكن وقبيل نهاية الشوط بلحظات سجل راميرس هدفا لتشليسي.

وهكذا دخلنا غرفة خلع الملابس نسمع أصوات أنفاسنا الثقيلة من الإرهاق ونرى في أعين بعضنا البعض نظرة تقول بوضوح أننا خسرنا.

لكن حين بدأ دي ماتيو شرح التغييرات التي يريدها ومنها دخول برانيسلاف إيفانوفيتش إلى العمق لشغل مركز قلب الدفاع قاطعه جوسيه بوسينجوا الظهير الأيمن وقال: "لا لا. سألعب أنا كقلب دفاع".

واستمر بوسينجوا في شرح رؤيته للتشكيل ودخلنا جميعا على الخط وفي النهاية اتفقنا سويا على خطة اللعب.

وقبل نزول أرض الملعب لخوض الشوط الثاني قلت للاعبين: "أنا مستعد اليوم للعب كظهير أيسر. سأدافع بكل قوة وأهاجم بكل قوة. اليوم لن نخرج خاسرين".

وطبعا كلكم تتذكرون ما حدث. لقد ارتكبت كارثة وأنا أدافع واحتسب الحكم ركلة جزاء ضدي لصالح فابريجاس.

Image result for Drogba+fabregas+penalty

دخل ميسي لتنفيذ الكرة وأنا أعلم أنها لو دخلت ستصبح النتيجة 3-1 وينتهي كل شيء.

ربما كانت السماء مفتوحة أمام دعائي بألا أتسبب في خسارة تشيلسي وربما تأثر ليونيل بحقيقة أنه لم يسجل من قبل في مرمى تشيلسي، المهم أن ليونيل أهدر ركلة الجزاء.

وهكذا عاد الأمل لنا وظللنا نركض في الملعب حتى انتهت طاقتي تماماا مع الدقيقة 80 وخرجت مستبدلا لصالح فرناندو توريس.

وفي الدقيقة 90 سجل النينو سجل هدفا ربما هذا هو الأغلى في تاريخ تشيلسي. وهكذا وصلنا إلى المباراة النهائية.

وكانت ليلة مباراة بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا طويلة جدا.

بدأت ليلة المباراة باجتماع تقليدي مع روبرتو دي ماتيو في غرفة الفيديو، وانتظرنا منه استعراض نقاط قوة وضعف بايرن ميونيخ كما اعتاد المدرب الإيطالي.

لكن حين بدأ العرض لم نجد لقطات لبايرن ميونيخ على التلفاز بل فيديو يحمل رسالة من أسرة كل لاعب في الفريق.

كانت حركة ذكية من دي ماتيو جعلتنا نقسم على ألا نخذل هؤلاء وأن نعود منتصرين.

وقبل صعود كل لاعب إلى غرفته تحدثت مع خوان ماتا قائلا: "عليك مساعدتي على الفوز بدوري أبطال أوروبا. على مدار ثماني سنوات أحلم بهذه اللحظة وأرجوك كن سببا في سعادتي غدا".

بدأت المباراة بدفاع من تشيلسي وسيطرة لبايرن ميونيخ. كانت هذه الخطة التي اتفقنا عليها مع دي ماتيو واستمر التعادل السلبي طويلا حتى بدأ الجنون مع الدقيقة 83.

ففي تلك الدقيقة مرر توني كروس الكرة إلى توماس مولر ليسجلها مهاجم بايرن ميونيخ معلنا وفاة تشيلسي قبل 7 دقائق من صافرة النهاية.

"لا لا لا لا لا".. هكذا كنت أصرخ بعد الهدف.

وجدت خوان ماتا يضربني على كتفي ويقول: "ديدييه اهدأ. نحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضى. علينا أن نؤمن بقدرتنا على الفوز".

ولـ7 دقائق ظللت أخاطب السماء "يا إلهي فلتجعلني أرى قدرتك وساعدني. أرجوك لا تتركني أعيش خسارة جديدة".

وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق دخل فرناندو توريس في مكان سالمون كالو وحصل النينو على ركلة ركنية في الدقيقة 90.

ذهب خوان ماتا لتنفيذ الكرة في الوقت الذي بدأت المناوشات بين لاعبي الفريقين داخل منطقة جزاء بايرن ميونيخ.

"هذه هي اللحظة الفاصلة" هكذا قال ديفيد لويز وقد ذهب إلى باستيان شفانشتايجر وقال له: "سنسجل تلك الكرة وأراهنك على ذلك".

أما أنا فكنت أحاول التماسك. علي أن أهدأ وأركز وأضع كل خبرتي في تلك الكرة.

لهذا ظللت أتحرك داخل منطقة الجزاء كالبرغوث لأهرب من رقيبي وحين لعب ماتا الكرة استخدمت الحيلة التي علمني إياها عمي وأنا صغير وقفزت بعد المدافعين بجزء من الثانية فوجدت الكرة ترتطم برأسي.

وحين نزلت قدمي على الأرض نظرت لمرمى بايرن ميونيخ وكدت أموت فرحا.

لقد دخلت الكرة وتعادلنا. شكرا يا الله.

ووجدت خوان ماتا يهمس في أذني "لقد طلبت مني مساعدتك على الفوز وقد صنعت لك هدفا. الآن فلتساعدنا وتجعلنا نرفع تلك الكأس اللعينة".

لكن الدراما لم تنته عند هذا الحد.

ففي الشوط الإضافي الأول تسببت أنا ولا أحد سواي في ركلة جزاء على تشيلسي.

كنت مرهقا ولا أستطيع التحكم في جسدي وهكذا ضربت فرانك ريبري دون قصد فسمعت صوت صافرة الحكم يعلن عن ركلة جزاء ويالها من كارثة.

قلت لنفسي لو دخلت تلك الكرة مرمانا لن أعود إلى لندن أبدا.

وفي تلك الأثناء وجدت آريين روبن نجم بايرن ميونيخ يأخذ الكرة لتنفيذ ركلة الجزاء فذهبت ناحيته لمحاولة التأثير عليه.

"آريين أنت كنت لاعبا في تشيلسي فهل ترضى أن نخسر بتلك الطريقة؟ هل ترضى أنت يا صديقي أن تكون سببا في تعاستي وتجعلني سببا في خسارة فريقي أمام العالم كله؟".

هكذا قلت لروبن للضغط على أعصابه وأعتقد أني نجحت لأنه سدد الكرة بشكل ضعيف جدا وتصدى بتر تشك لركلة الجزاء وانتهى الخطر مرة أخرى.

وأخيرا أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة معلنا التوجه إلى ضربات الترجيح.

وقفت وسط الفريق وقلت لهم: "لامبارد سيسدد أولا"، وهنا قاطعني ماتا قائلا: "لا سأسدد أنا أول كرة".

هززت رأسي وأضفت "حسنا سيسدد ماتا أول كرة ويلعب لامبارد الضربة الثالثة وأنا سأنفذ الكرة الأخيرة".

كنت دائما أهتم بمن سينفذون الضربات الأولى والثالثة والخامسة لأنهم الأهم في رأيي. لو ضاعت كرة من الضربتين الأولى أو الثانية عليك تسجيل الثالثة وإلا مت. ولو ضاعت الرابعة فالخامسة لا يمكن أن تضيع.

وما حدث أن التعادل سيطر على ركلات الترجيح حتى جاء الدور على شفانشتايجر لتسديد الكرة الأخيرة لبايرن ميونيخ.

أخذ شفانشتايجر 3 خطوات للخلف ثم 3 خطوات للأمام ثم توقف للحظة، هل غير رأيه؟ ربما، لكن ما يعنينا الآن أن الكرة اصطدمت بالقائم وأصبحت ضربة الجزاء الأخيرة لتشيلسي حاسمة. لو دخلت المرمى سنفوز.

وجدت من يهتف في أذني: "ديدييه. لماذا تقف مكانك اذهب واحسم تلك المباراة لصالحنا".

أخذت الكرة وذهبت إلى نقطة الجزاء وأنا لا أشعر بأي ضغط. كنت هادئا لدرجة غريبة ولدي ثقة في أني سأسجل.

يقف أمامي مانويل نوير يتحرك يمينا ويسارا ويتقافز ليلمس العارضة بيديه محاولا تشتيت تركيزي.

فكرت في لعب الكرة على طريقة بانينكا حتى أدخل التاريخ ثم قلت لنفسي: ماذا لو ضاعت؟

حسنا سأتحرك بهدوء. أغير طريقة ركضي لمفاجئة نوير ولنرى ما يقوله القدر.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل