في أول جمعة بعد المنع.. مساجد الدقي أذان بلا مصلين بسبب كورونا

"ألا صلوا في بيوتكم ظهرا، ألا صلوا في رحالكم ظهرا"، عبارتان نطق بهما المؤذنون في مساجد الجمهورية عامة، عقب الانتهاء من رفع أذان الجمعة اليوم لأول مرة، تدعو أمة الإسلام إلى إقامة الصلاة، ظهرا، وليست جمعة، جماعة في البيوت، تتفوه بها ألسنتهم وتفيض أعينهم من الدمع حزنا على إغلاق أبواب بيوت الرحمن اتباعا لأوامر الدولة، حرصا على أراوح المواطنين من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي ظهرت أولى حالاته في البلاد في مطلع مارس الجاري.

داخل منبر مسجد السلام الصغير الكائن في أحد الشوارع الجانبية بمنطقة الدقي، رفع المؤذن أذان الجمعة وحيدا في المكان الذي خلا من المصلين، مختتما كلماته بدعوتهم إلى إقامة الصلاة ظهرا بركعات 4 في المنازل وليست جمعة، وفور إتمام مهمته وأداء الفريضة بمفرده خرج من المسجد مغلقًا الباب خلفه يتفوه بالدعاء، متضرعًا إلى الله ليرفع عنا هذا البلاء.

على بعد خطوتين تقريبًا من المسجد أو الزاوية، تجلس سيدة عجوز أمام باب منزلها، تترقب حركة المارة الذين خلت منهم الشوارع، إلا قليلا، مشهد المسجد الفارغ من الداخل وعتبته التي تخلو من أحذية المصلين من الخارج، لم تره من قبل، وصفته "أم أحمد" كما يناديها أهل الشارع في حديثها لـ"الوطن" قائلة: "الشارع وقت صلاة الجمعة كان بيتملي حركة ودوشة من الناس اللي جاية تصلي النهارده لأول مرة الدنيا ساكتة وكله في البيوت".

مسافة تقدر بنحو 7 دقائق فقط سيرا على الأقدام من مسجد السلام إلى مسجد علي بن أبي طالب المجاور لمستشفى الزراعيين بالدقي، انعدمت بينهم حركة المارة تقريبا، خلا المسجد من المصلين، وأُغلقت أبوابه ذات اللون الأخضر عقب رفع الأذان مباشرة تنفيذا لتعليمات وزارة الأوقاف، حرصًا على حياة المواطنين.