كورونا يقلص "أعداد وخيارات" معتصمي العراق

كورونا يقلص "أعداد وخيارات" معتصمي العراق

منذ 4 سنوات

كورونا يقلص "أعداد وخيارات" معتصمي العراق

لم تعد ساحات الاعتصام في بغداد وجنوبي العراق تحتضن آلاف المتظاهرين، كما كانت خلال الأشهر التي سبقت انتشار فيروس كورونا المستجد، فاللجان المنظمة للمظاهرات خفضت أعداد المعتصمين وحجرت على ساحات الاعتصام ضمن إجراءات الوقاية من انتشاره. \nوتشهد خيام المعتصمين تفاوتا ملحوظا في عدد المتواجدين فيها ما بين 3 إلى 5 متظاهرين، فيما تتواصل عمليات التوعية الصحية وعمليات تعقيم الخيم والساحات وتنفيذ إجراءات السلامة.\nورغم هذا الانخفاض في أعداد المتظاهرين إلا أن التمسك بالأهداف التي خرجت من أجلها المظاهرات ما زالت سيدة الموقف في هذه الساحات فالمعتصمون ينتظرون تحقيق مطالبهم ويتوعدون الحكومة العراقية وأحزاب السلطة بنشاطات سلمية كبيرة مالم يستجيبوا للمطالب.\nوأكد عدي الزيدي، عضو اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين من ساحة التحرير وسط بغداد لـ"العين الإخبارية" أن "ساحات الاعتصام لم تفرغ، ومازال هناك متظاهرون في كل الساحات وفي ساحة التحرير يوجد حاليا أكثر من ٥٠٠ متظاهر".\nولفت إلى أن "بقية المتظاهرين عادوا إلى بيوتهم في إطار عمليات الوقاية من فيروس كورونا".\nويستعد المتظاهرون في ساحات الاعتصام الى سلك خيارات سياسية سلمية جديدة فيما إذا لم تتحقق أهدافهم.\nوتابع الزيدي: "إذا لم تتحقق أهداف الثورة في عودة المتظاهرين لن تكون عصيانا أو اعتصاما بل هذه المرة ستكون اقتحاما للمنطقة الخضراء (المنطقة المحصنة وسط بغداد التي تحتضن المقار الرئيسية للحكومة) وطرد الفاسدين منها".\nويواصل الناشطون واللجان المنظمة للمظاهرات حملاتهم على الإنترنت من خلال نشر البيانات والهاشتاقات التي تؤكد أن الثورة ستعود وبقوة ورفض جميع محاولات الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة الانتقالية، مع المطالبة بحل البرلمان وتكليف شخصية مستقلة غير جدلية لتشكيل الحكومة الانتقالية وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة في البلاد.\n\nوأوقفت اللجان المنظمة للمظاهرات جميع المسيرات الحاشدة والنشاطات التي تشهد تجمع أعداد كبيرة من المتظاهرين استجابة لنصائح الكوادر الطبية للحفاظ على حياة المتظاهرين وحمايتهم من الوباء.\nوقال جهاد علي عضو اللجنة المنظمة للمظاهرات في محافظة بابل جنوب بغداد لـ"العين الإخبارية": "نحن في ساحة اعتصامات بابل حجرنا الساحة وطلبنا من المتظاهرين عدم الإقبال حاليا على الساحة لحين انتهاء هذا الوباء، وخفضنا أعداد المعتصمين في الخيم إلى ٣ معتصمين وأقل، وباشرنا بتعقيم الساحة".\nولفت إلى أن "المتظاهرين يحاولون حاليا حماية أنفسهم من فيروس كورونا ومن مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية فيما إذا حاولت التقدم باتجاه إنهاء الاعتصامات مستغلة الأوضاع الصحية التي تمر بها العراق".\nمن جهته، اعتبر المختص بالشأن العراقي عبد القادر النايل الخطوات التي اتخذها المتظاهرون للوقاية من فيروس كورونا خطوات فاعلة في الالتزام الكامل بقوانين السلامة العامة والوقاية من فيروس كورونا من خلال الاعتصام داخل الخيم في جميع الساحات وبأعداد جيدة وترك التجمعات والمسيرات حتى لا يصابون بالفيروس.\nوكشف النايل لـ"العين الإخبارية" أن "اللجان المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين حصلت على معلومات تفيد أن الحرس الثوري الإيراني أراد نشر كورونا في العراق من خلال المظاهرات فقرروا تجميد التجمعات لحين الخروج من الأزمة ولا يكونوا سبب نشر الفيروس بين أبناء الشعب العراقي".\nوبين أن "إيران نشرت الفيروس بين قاصدي المزارات الدينية والآن بدأ الفيروس ينتشر في العراق".\nولعل من أبرز الخطوات التي وصفها النايل بالمهمة هي التبادل اليومي للمعتصمين حيث يتواجد مئات المعتصمين ليوم وليلة ويأتي غيرهم في اليوم الثاني في دلالة على التنسيق الفعال والجاد واستمرار المظاهرات بطريقة تحميهم وتحمي بلدهم من كورونا وبذات الوقت يستمرون في مطالبتهم بإسقاط الحكومة وحل البرلمان وتجميد الدستور وتشكيل حكومة انتقالية برعاية الأمم المتحدة لإجراء انتخابات نزيهة بقانون انتخابي عادل.\nوسلط النايل الضوء على أن المرحلة المقبلة ستشهد نشاطات سلمية من قبل المتظاهرين تتناسب مع الإجراءات الخاصة بانتشار فيروس كورونا.\nوأوضح أن "التصعيد السلمي الذي سنراه في المرحلة المقبلة سيكون الاعتصام داخل بنايات الدولة والحكومية من الوزارات وغيرها، وفي المحافظات ستنتقل الساحات إلى مباني المحافظة والمجلس المحلي، وتطويق البنك المركزي العراقي وإجبار السلطات على إغلاقه".\n\nوأشار النايل إلى أن المتظاهرين حذروا السلطات الحكومية من محاولة اقتحام ساحات الاعتصامات لأن الآلاف من الشباب جاهزين للخروج إذا اقتضى الأمر وهناك تنسيق بينهم على مستوى جميع الساحات واتخذوا جميع التدابير.\n ووصف النايل الموقف الصحي في العراق بالصعب جدا بسبب "الانتشار الكبير للفيروس إثر استمرار الحكومة في فتح الحدود مع إيران وتدفق الزوار إلى كربلاء والنجف، واستمرار دعوات المعممين وفي مقدمتهم مقتدى الصدر للتجمعات أمام المراقد الدينية".\nوأردف النايل بالقول: "الحكومة والأطراف السياسية العراقية تمر بضعف كبير وانهيار اقتصادي مزلزل عبر انخفاض برميل النفط وارتفاع ديون العراق الخارجية التي وصلت الى ١٤٠ مليار دولار واستمرار مزاد العملة الصعبة في البنك العراقي المركزي التي تُهرب نحو إيران مما سبب ارتفاع كبير لخط الفقر بين الشعب العراقي والذي سيزيد سخط الناس ضد الأطراف السياسية والحكومة".\nوحصلت "العين الإخبارية" على معلومات دقيقة من مصادرها في وزارة الداخلية العراقية عن نية مليشيات الحشد الشعبي اقتحام ساحات الاعتصام في بغداد ومدن الجنوب وإنهائها بالقوة مستغلة انتشار الوباء وانشغال المجتمع الدولي والعالم بمكافحة كورونا.\nفيما أعلنت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين في العراق في بيان أنها ستوجه نداء للشعب العراقي ومن عاد من المتظاهرين إلى منازلهم بالعودة إلى ساحات الاعتصام فيما إذا حاولت المليشيات والأجهزة الأمنية العراقية الخاضعة لها فض الاعتصامات واقتحام الساحات بالقوة.

الخبر من المصدر