المحتوى الرئيسى

"ساعة الحظر".. هدوء بشوارع القاهرة واحتجاز مخالفين وتكدس سيارات

03/26 04:52

ما إن اقتربت عقارب الساعة من السابعة مساء، كانت سيارات الشرطة منتشرة في شوارع القاهرة بأنواعها المختلفة، بعضها يحمل حواجز وعوارض حديدية جاؤوا بها خصيصاً لنصب الأكمنة والسيطرة الأمنية في الشوارع الرئيسية لفرض حظر التجوال الذي أعلنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ليتم تطبيقه من السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً لمدة 15 يوماً، ابتداء من أول أمس الأربعاء، وذلك في ظل الإجراءات الشاملة التي تتخذها الدولة لمواجهة وباء فيروس كورونا، وبدأت قوات الأمن من عناصر الشرطة في الانتشار بالأكمنة بزيهم الرسمي مع عناصر من الأمن المركزي لمعاونتهم في فرض الأمن بالأكمنة مدججين بالأسلحة الآلية وخوذاتهم وستراتهم.

وفي شارع شبرا عند "الدوران"، نصب كمين كبير الحجم مؤلف من 4 سيارات مع نحو 10 من ضباط وأفراد الشرطة يمنعون السير ويفحصون المارين على أقدامهم أو الراكبين على دراجاتهم النارية، وكذلك إيقاف السيارات لبحث وجهتها وطرح على قائديها أسئلة عدة عن أسباب تأخرهم وكسرهم لحظر التجوال، لكن الشارع الذي كان يعج بالمواطنين والزحام الدائم، بدا صامتاً فلا يوجد في الشارع الفسيح سوى أفراد الشرطة تقريباً، فالمحال مغلقة أبوابها ولم ينر الطريق سوى أعمدة الإنارة الرئيسية، وليس هو الكمين الوحيد في هذا الشارع بل نصب فيه ثلاثة أكمنة آخرين، يمنعون سير السيارات والعبور من أمامهم، ويفحصون ركاب السيارات وبطاقات الرقم القومي الخاصة بهم.

وفي ميدان رمسيس نصبت الأكمنة وحجزت نحو 15 سيارة حاولت الصعود أعلى كوبري 6 أكتوبر من مطلعه أمام محطة القطار، لمدة تجاوزت النصف ساعة قبل أن يسمح الضابط المسؤول لثلاث سيارات فقط بالعبور اثنين منهما كانا ينقلان مرضى من أحد المستشفيات، وأحد الأطباء، بينما اضطر الباقي للعودة والسير بعكس الاتجاه، ليعلق إسلام عباس 36 عاماً، أحد قائدي السيارات الخاصة على منعه من العبور: "أنا أصلاً مش عارف أروح بيتي عمالين يمنعوني وأمشي عكس الاتجاه وبلف حوالين منطقتي ومش عارف أدخلها، عايز أروح الدقي ومش عارف أنا جاي من شبرا والأكمنة تقولى ارجع ومش عارف أعدي أروح بيتي"، مشيراً إلى أنه كان يعلم بالحظر، حيث كان عائداً من مقر عمله بمدينة نصر، لكن تأخر في العودة بسبب الزحام الذي فوجئ به قبل وقت الحظر.

وخلا ميدان التحرير من أي مارة أو مشاة أو سيارات، حيث فرض على كل مداخلة أكمنة شرطية سواء من ميدان عبدالمنعم رياض أو شارع قصر العيني أو مدخله من كوبرى قصر النيل، ليبدو مهجوراً تماماً، وخلا كوبري قصر النيل من السيارات أو المارة، وفي وسط البلد بشارع طلعت حرب نصبت الأكمنة وحجز أحد الأكمنة 6 سيارات لفحص هوياتها وطرح أسئلة على أصحابها بأسباب مرورهم وقت الحظر، بينما كل منهم يجيبه بظروفهم المختلفة.

وعلى كوبري الساحل الذي يربط منطقة روض الفرج بمنطقتي إمبابة والوراق، احتجزت الأكمنة أعلاه أكثر من 25 سيارة، وسط مناشدات المواطنين للشرطة بالسماح لهم بالعبور بينما صرخت إحدى المريضات من داخل السيارة ليسمعها الضابط المسؤول حتى أجبر السيارات بالإفساح لسياراتها بالعبور كي تتمكن من الذهاب إلى المستشفى.

ويضيف إبراهيم عبدالغني، صاحب محل أدوات صرف صحي ببولاق أبو العلا، أنه وجد نفسه في وقت متأخر وحاول صديقه بمنطقة إمبابة منعه من العودة إلى المنزل متأخرا وعرض عليه المبيت لديه، لكنه رفض وتمكن من تجاوز كمين واحد حتى صعد أعلى كوبرى الساحل، ولكنه لم يتمكن من عبور الكوبرى، معرباً عن غضبه بقوله: "طيب يعنى هنبات فى العربيات يعنى لحد بكرة الصبح ولا نعمل إيه، المفروض يتساهلوا معانا أول يوم على الأقل ويقدروا ظروفنا"، مشيراً إلى أن سماح بعض أكمنة بعبور الناس ورفض أخرى يزيد من الأزمة لأنه يحصر المواطنين في شوارع رئيسية لا تجعل هناك فرصة للعودة، وإذا كان سار أحد المواطنين بطريق معاكس قد يثير غضب الأكمنة الأخرى: "أنا وأنا جاي لسة شايف الضابط ماسك واحد وبيقوله أنت ماشى عكس كمان وحاطه في دماغه وعايز ياخده، طيب نعمل إيه، المفروض طالما عدينا من كمين يبقى بقية الأكمنة تعرف إن عندي ظرف وتعديني زي ما عديت من اللي قبله، أصل مش هنبات في الشارع يعني أنا دلوقتى لا عارف أرجع عند صاحبى ولا عارف أروح بيتى".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل