المحتوى الرئيسى

قصص وعبر| الرضيعة.. والمجرمون

02/28 22:28

الأمومة شعور تطمح له كل أنثى حتى ولو علا شأنها، ومكانتها، وتعجز الكلمات عن وصف هذه الكلمة لما تحمله في طياتها من معاني ومشاعر، ويكفيك أن تنظر إلى امرأة تحتضن وليدها فتشعر بشيء من ذلك الحنان والرحمة، لكن كان لهذه الأم الجاحدة والتي تجردت من كل معاني الأمومة والرحمة والإنسانية رأي آخر حيث قتلت رضيعتها في مشهد يفتت الصخور، وتنفطر لرؤيته الأكباد، وبمساعدة طاقم تمريض، وطبيبان بإحدى المستوصفات الخاصة. السطور التالية تفيض أسى وتقطر دما.

أفاقت الأم الجاحدة بعد ولادتها، فبدلا من أن تحمد المولى عز وجل بما رزقها، بل جلست تدق الأفكار السوداء رأسها، بينما تعلو وجه الممرضة ابتسامة عريضة وهي تخبرها عن مولودتها الرضيعة التي تحمل جمالا وبراءة، وتم إيداعها الحضانة للعناية بها وتدفئتها، أخذت الأم ترسم خطتها بعقل هائم ومداد قاتم، تبتسم ابتسامة تخفي وراءها جريمة يتبرأ منها الشيطان، وطلبت من الممرضة مصاحبتها لمشاهدة الرضيعة، وإرضاعها والاطمئنان عليها، وقفت الأم تنظر للطفلة نظرات زائغة، واحتضنتها بمكر وخبث، وأخرجت من بين طيات ملابسها سرنجة بها مادة كاوية "مية نار" أرضعت بها الطفلة البريئة وبسرعة غير مسبوقة ألقت بالسرنجة في سلة المهملات، ولم يحن قلبها، أو يستيقظ ضميرها، ولم تبال بأنين الرضيعة التي تكوي أمعاءها مية النار، وتأكل احشاءها الضعيفة، وتقطع أنفاسها بأنين أيضا يمزق نياط القلوب وماتت متأثرة بآلامها ولم تلحق أن ترتوي من الدنيا غير مية نار.

تجمع طاقم التمريض والطبيب النوبتجي على صرخات مدوية تنطلق من داخل غرفة الرضيعة، اختلجت الأنفس وأصفرت الوجوه وتتعاظم الدهشة من هول المشهد فالرضيعة كانت بصحة جيدة للغاية، بعدما اكتشفوا وجود آثار حروق على شفتي الرضيعة، التي لفظت أنفاسها الأخيرة، وتم توجيه تهمة الإهمال لفريق التمريض، ومراجعة كاميرات المراقبة وهي عين الحقيقة والتي كشفت جريمة الأم، وأصبح الجميع على علم بارتكابها الواقعة وقتل رضيعتها بهذه الطريقة البشعة دون رحمة أو شفقة، لم يهتز ضمير أي منهم للإبلاغ عن الأم الجاحدة التي أخذت تتوسل إليهم بدموع التماسيح، وإلحاح والد الأم المتهمة وبعض من الأقارب بعدم فضح أمرها والتشهير بها.

وعقب عودة والد الرضيعة الذي كان يعمل بإحدى دول الخليج استقبله شقيقه وهو يجهش بالبكاء حزنا وأسفا على الرضيعة التي لا ذنب لها، فما كان منه إلا أن تقدم ببلاغ يتهم فيه فريق التمريض والأم وطبيبان بالتسبب في قتل طفلته، وعلمه بأن هناك شبهة جنائية وراء قتلها، وبعد صدور قرار النيابة باستخراج جثة الرضيعة أثبت تقرير الطب الشرعي أن آثار المادة الكاوية "مية نار" تسببت في قتل الرضيعة ووجود حروق طفيفة على وجهها.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل