المحتوى الرئيسى

في ذكرى وفاته.. معلومات عن محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر

02/28 08:23

شهد الجامع الأزهر على مر تاريخه تواجد 49 عالماً، كإمام أكبر للمؤسسة السنية الأعرق في العالم، إلا أن كثيرين لا يعرفون أن شخصيات غير مصرية ترأست هذه المؤسسة ومنهم العلامة التونسي محمد الخضر حسين والذي تولى مقاليد المشيخة بعد 39 إماما سبقه.

محمد الخضر بن الحسين بن علي بن عمر الحسني التونسي، ولد بتونس في 16 من أغسطس سنة 1876م، من أسرة كريمة أصلها من الجزائر، ومن المرجح أنها كانت تنتمي إلى أسرة الأدارسة التي حكمت المغرب فترة من الزمان.

وبحسب تقرير لدار الإفتاء المصرية عن الإمام الحسين، فأمه ينتهي نسبها إلى أسرة فاضلة مشهورة بالعلم والتقوى والصلاح، فهي كريمة الشيخ مصطفى بن عزوز، من أهل العلم والفضل، وأبو جده لأمه العالم الفاضل محمد بن عزوز، وخاله السيد محمد المكي بن عزوز من كبار العلماء الصالحين، تأثر به الشيخ محمد الخضر حسين تأثرا كبيرا.

نشأ الشيخ الإمام محمد الخضر حسين في بلدة نفطة، وتأثر بأبيه وخاله، وحفظ القرآن الكريم، وشدا جانبا من الأدب، وألم بمبادئ العلوم العربية والعلوم الشرعية، ثم انتقل مع أسرته إلى العاصمة التونسية، وهو في الثانية عشرة من عمره وكان ذلك سنة 1305هـ = 1887م، فالتحق بجامع الزيتونة سنة 1307هـ = 1889م، وهو شبيه بالجامع الأزهر، وتنقل به في الدراسة من مرحلة إلى مرحلة، فظهرت نجابته، وبرز نبوغه، فطلبته الحكومة لتولي بعض الخطط العلمية قبل إتمام دراسته، ولكنه أبى وواصل الدراسة على كبار العلماء مثل: الشيخ عمر بن الشيخ، والشيخ محمد النجار، وكانا يدرسان تفسير القرآن الكريم، والشيخ سالم بوحاجب، وكان يدرس صحيح البخاري، وكان من أبرز شيوخه.

نال الشيخ الإمام محمد الخضر حسين شهادة العالمية من جامعة الزيتونة، ثم رحل إلى الشرق سنة 1317هـ، وما كاد يبلغ طرابلس ويقيم بها أياما حتى عاد إلى تونس، فلازم جامع الزيتونة يفيد ويستفيد، ثم أنشأ مجلة السعادة العظمى سنة 1321هـ، ويعدها بعض الباحثين أول مجلة عربية أدبية علمية في شمال إفريقيا، وأسهم بقلمه ولسانه في النهضة العربية والسياسية، فجذب إليه الأنظار، وفي سنة 1324هـ=1905م ولي قضاء بلدة بنزرت ومنطقتها، والتدريس والخطابة بجامعها الكبير، ثم استقال وعاد إلى القاعدة التونسية، وتطوع للتدريس بجامع الزيتونة، ثم أحيل إليه تنظيم خزائن الكتب بالجامع المذكور، وفي سنة 1325هـ اشترك في تأسيس الجمعية الزيتونية، وفي هذه المدة تم تعيينه رسميا مدرسا بجامع الزيتونة، ويشهد الجميع بغزارة علمه، وقوة أدبه، وسعة أفقه.

وفي سنة 1344هـ ظهر كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، لمؤلفه علي عبد الرازق، وكان الشيخ صديقا لأسرة عبد الرازق يزورهم ويأنس بهم ويأنسون به، ثم صدر الكتاب فأحدث ضجة عظيمة في العالم الإسلامي؛ لأنه خالف ما أجمع عليه المسلمون في أمور كثيرة، وتلقى الشيخ نسخة من الكتاب هدية من المؤلف، وما أن قرأه حتى غضب لله وللحقيقة، ولم تحل صداقته لآل عبد الرازق بينه وبين أن ينتقد الكتاب ويبرز ما فيه من أخطاء، فتفرغ لنقضه فقرة فقرة، وأصدر كتابه القيم "نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، فنفدت طبعته في شهر واحد لشدة الإقبال عليه.

وفي السنة التالية سنة 1345هـ ظهر كتاب "في الشعر الجاهلي" للدكتور طه حسين، فأحدث ضجة أكبر من ضجة الكتاب السابق، فبادر الشيخ الإمام محمد الخضر حسين بنقده ونقضه في كتابه القيم "نقض كتاب في الشعر الجاهلي" فأفاد به وأمتع، ورد الحق إلى نصابه.

وحينما تم إنشاء المجمع اللغوي كان في مقدمة من وقع عليهم الاختيار لعضويته، كما اختير عضوا بالمجمع العلمي العربي في دمشق، وكانت له أبحاث قيمة في المجمع اللغوي، نشرتها مجلة المجمع، منها/ المجاز والنقل وأثرهما في حياة اللغة العربية، شرح قرارات المجمع والاحتجاج لها، وتكملة مادة لغوية ورد بعضها في المعجمات، الاستشهاد بالحديث في اللغة، وصف جمع العاقل بصيغة فعلاء ، اسم المصدر في المعجم

وفي 23 من يوليو سنة 1952م قامت الثورة في مصر للقضاء على الظلم والطغيان ومقاومة الاستعمار لا في مصر وحدها، وإنما في العالم العربي كله، وأعلنت شعار القومية العربية وأسهمت في استقلال السودان وإجلاء المستعمرين عن مصر، وأعانت الثورة الجزائرية ومدت يدها إلى هيئات التحرير في البلاد العربية والأفريقية والإسلامية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل