المحتوى الرئيسى

بديعة مصابني.. ضحية الاغتصاب التى أصبحت صانعة النجوم

02/25 17:33

تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنانة بديعة مصابني، المرأة المهمة في تاريخ الفن المصري، صاحبة أول أكاديمية فنية، تخرج في مدرستها كوكبة من النجوم أصحاب الأسماء اللامعة مثل فريد الأطرش، محمد فوزي، تحية كاريوكا، سامية جمال وغيرهم.

تعتبر "بديعة" أول فنانة تقوم بعمل أول مسرح دائري بحيث يرى كل المشاهدين الجالسين في القاعة ما يدور على خشبته، اسمها الحقيقي "وديعة" من أسرة ميسورة الحال، والدها كان يمتلك مصنع صابون في سوريا، وكانت فتاة شديدة الجمال والرقة، لدرجة جعلت الجميع يطلق عليها "بديعة" بدلا من وديعة، ولكن حدثت فاجعة كبيرة لأسرتها، احترق المصنع، ومات الأب كمدا، وفي العزاء سرقت مجوهرات أمها، لتعيش العائلة بدون سند مادي أو معنوي.

المأساة الحقيقية في قصة حياة بديعة مصابني هي تعرضها لحادثة اغتصاب في السابعة من عمرها، كانت وقتها ذاهبة إلى الخمارة التي اضطرت الظروف أخاها "توفيق" العمل بها، وإذا بصاحب الخمارة يهجم عليها بمجرد أن رآها ويغتصبها، لتتحول حياتها إلى جحيم، خاصة أن والدتها أصرت على مقاضاته، ولم ينصفها الحكم الذي قضى عليه بالسجن سنة وتغريمه مائتي ليرا ذهبية، لتعيش مع أمها وأختها "نظلة" التي تكبرها حتى تقرر العائلة الهجرة إلى أمريكا الجنوبية للهروب من كلام الناس.

اضطرت الأم إلى رهن المنزل لتوفير نفقات السفر، وفي أمريكا الجنوبية تزوجت "نظلة" من رجل يدعي ميخائيل جرجس،يكبرها ب38 عاما، ودخلت بديعة مدرسة داخلية تعلمت فيها الإسبانية وأيضا التمثيل واكتشفن الراهبات موهبتها في الغناء والرقص، لكن سرعان ما قررت والدتها إخراجها من المدرسة لتساعدها في مهنة الخياطة.

- السفر إلى القاهرة:

فكرت بديعة في التخلص من حياة الفقر، تذكرت كيف كان يصفق لها أولياء أمور زملائها عندما كانت تقف على خشبة مسرح مدرسة الراهبات، قررت ترك لبنان والمجيء مع والدتها إلى القاهرة عام 1910 وكان عمرها 19 عاما، وبمجرد وصولها طافت شوارع القاهرة إلى أن وصلت إلى حديقة الأزبكية، وعلمت أن بلدياتها جورج أبيض قد شغفه حب المسرح وكون فرقة مسرحية، بالفعل ذهبت إليه وقدمت معه بعض الأدوار، ثم انضمت بعد ذلك إلى فرقة أحمد الشامي صاحب فرقة مسرحية تجوب محافظات ومراكز مصر ليقدم الاستعراضات الغنائية المبهرة والتي انطلقت فيها بديعة بسرعة الصاروخ لتصبح بطلة الفرقة.

- رجوعها إلى لبنان:

نجاح بديعة مصابني جعلها تفكر في العودة لبلدها لبنان، أرادت أن تقول لمن تلفظ عليها بأي كلمة أنا هنا صنعت مجدي بنفسي، أصبح الجميع يتصارعون ليظهرون توددهم لها، وسطع أسمها أوتلألأ في سماء الفن، إلا أنها سرعان ما قررت العودة إلى القاهرة بعد تحقيق هدفها في لبنان.

لم يكن الوفاق الفني وحده هو الذي ربط بين بديعة مصابني ونجيب الريحاني بل قرر الريحاني أن يتزوجها، وعاشا معا فترة من الوفاق لم تدم طويلا، ثم حدث الانفصال على كافة المستويات، والسبب يرجع إلى طموح بديعة مصابني غير المتناهي، والذي لا يمكن أن يسايره نجيب الريحاني، الذي وصفته آنذاك بالكسول في طموحه وحياته العملية، لدرجة أنها قالت عنه إنه كان يحب النوم مثل عينيه وأنه من الممكن أن يصل الليل بالنهار نوما.

- فرقة بديعة مصابني:

بعد الطلاق قررت بديعة مصابني عدم العودة للتمثيل، افتتحت صالة في عماد الدين تغني وترقص فيها عام 1925، وكونت فرقة غنائية راقصة، ولد فيها عمالقة من أشهر مطربي الزمن الجميل، وكان منهم فاطمة سري وكانت تقدم أغنية "رنة خلخالى يا اما" ونجاة على والشيخ سيد الصفتي ومطربة القطرين فتحية أحمد وماري جبران، كما ضمت الفرقة العديد من الراقصات الشهيرات، وعلى رأسهم الراقصة اللبنانية ببا عز الدين واختها شوشو عز الدين. وبمجرد أن بدأت الفرقة إحياء ليالى عماد الدين بدأ النجوم يتهافتون عليها، فتركت تحية كاريوكا صالة سعاد محاسن من أجل بديعة، وترك فريد الأطرش واسمهان صالة ماري منصور من أجلها، وهجرت زينات صدقي صالات الإسكندرية وانضمت لها، وتزاحمت الصالة بالعديد من المطربين منهم محمد فوزي، إبراهيم حمودة ومحمود الشريف الذي كان يلحن ويغني في ذلك الوقت، ومطرب الموشحات أحمد عبدالقادر، إسماعيل ياسين وثريا حلمي حيث سطع نجم كل هؤلاء من صالة بديعة.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل