المايسترو مايكل إبراهيم: هدفى إذابة جبال الجليد بين الموسيقى العربية والمستمع الأمريكى

المايسترو مايكل إبراهيم: هدفى إذابة جبال الجليد بين الموسيقى العربية والمستمع الأمريكى

منذ 4 سنوات

المايسترو مايكل إبراهيم: هدفى إذابة جبال الجليد بين الموسيقى العربية والمستمع الأمريكى

* الأمريكان غنوا «زورونى كل سنه مرة».. والموسيقى العربية فرضت نفسها على المناهج الدراسية فى أمريكا\n* ياسر عبدالرحمن فنان عالمى سابق عصره.. «الحجار» صوت ذهبى.. ومى فاروق مطربة كبيرة\n* عزفت مع يحيى خليل فى شيكاغو وزرت مصر بدعوة منه\n* حفلى بالسعودية بداية لتواجدى فى المنطقة العربية.. وزرت مصر لأنها قبلة الغناء الشرقى\nالتراث الغنائى العربى ملىء بالكنوز التى تستحق أن ننفض عنها الغبار، ونعيد تقديمها مرة أخرى إلى هذا الجيل من الشباب، كما علينا كعرب ان نعيد تقديمه على الساحة العالمية، نظرا للثراء الفنى الذى يتمتع به، هناك دول كثيرة فى اوربا إلى جانب الولايات المتحدة الامريكية سبقتنا فى هذا على مستوى تراثهم العالمى، فهم يشجعون العودة إلى الجذور.\nمايكل إبراهيم مايسترو من اصل عربى سورى، ولد بالولايات المتحده الامريكية، نشأ على حب التراث العربى وتعلم عدة آلات موسيقية مثل العود والناى والمزمار البلدى، إلى جانب الفاجوت الآلة الغربية التى تخصص بها اثناء الدراسة بأمريكا.\nعن تجربته مع التراث العربى ونشرة عن طريق المدارس والمعاهد الأمريكية، وكذلك تجربته الاخيرة بقيادة حفل ضمن الفعاليات الفنية التى نظمتها المملكة السعودية خلال الأشهر الاخيرة، إلى جانب دعوتة لكبار المطربين والموسيقيين مثل على الحجار وعمر خيرت وياسر عبدالرحمن إلى الولايات المتحده خلال الفترة القادمة دار هذا الحوار.\n< فى البداية سألته عن رحلته مع الموسيقى كيف بدأت؟\nــ رغم أننى ولدت بامريكا فإن مشوارى مع الموسيقى بدأ بآلة شرقيه عود والدى، وعندما ذهبت لسوريا وعندى 9 سنوات حصلت على دروس على تلك الآلة فى هذه السن الصغيرة، ثم عدت لأمريكا وأنا فى العاشرة من عمرى وواصلت تعليم العود.\nبعد الثانوية العامة بدأت ادرس غربى بالمدرسة العادية لان كل المدارس فى امريكا فيها موسيقى بدأت بتعلم الساكسفون ثم الفاجوت، ثم ذهبت إلى الجامعة وحصلت على شهادة فى العزف على الفاجوت.\nوفى ليلة من الليالى استمعت لمقطوعه لسيمون شاهين على الكمان حسيت بشعور غريب بكيت وقتها، ووقتها قررت العودة للعود بعد ان كنت تعمقت فى الغربى.\nوبصراحة وجدت نفسى فى الموسيقى العربية تعمقت والتقيت مع سيمون شاهين وهو يعيش فى نيويوركو يدرس الموسيقى الشرقى بجامعة بيركلى، وهو عازف عود وكمان.\nكل عام فى الصيف كان سيمون ينظم ورشة عمل لمدة اسبوع يعلمك الموسيقى العربية وواصلت معه لمدة اربعة سنوات.\n< متى اسست اول فرقة للموسيقى الشرقية؟\nــ فى آخر عام بالجامعة اسست اول فرقة عربى اطلقت عليها فرقة الموسيقى العربية كان فيها عضو عربى واحد من مواليد امريكا فيكتور غنام على القانون كما انه يعزف عود، باقى الاعضاء كانوا امريكان من اصول مختلفه هندى وأندونيسى وبنتين من اصول أمريكية، أول حفل حضره 150 شخص أغلبهم أمريكان، لان الحفل كان فى الجامعة، بعد أول عام قمت بتغيير الأسم إلى «ميتشجن اراب اوركسترا».\n< ماذا عن خطتك لتطوير الفرقة إلى اوركسترا للموسيقى الشرقية؟\nــ تلك الخطوة استدعت تأسيس مؤسسة غير هادفة للربح للإنفاق على الفرقة حصلنا على بعض المعونة من الحكومة لعمل برامج لتعليم الموسيقى العربية، للامريكان والغرب، وحصلت على مائة الف دولار، وكان الهدف من التبرع عمل تواصل بين الثقافات المختلفة الامريكان والعرب وكل الجنسيات، وأنا من خلال هذه المؤسسة حاولت ان اقول اننا كمجتمع عربى نهتم بالثقافة والفن واننا نتعامل مع الآخر بشكل طبيعى،عملت برامج موسيقية حتى يعوا من نحن العرب.\n< أين طبقت تلك البرامج؟\nــ اول حفل كان فى مدرسة كلها مجموعة من الاولاد من اصحاب البشرة السمراء، علمتهم أغنية «زورونى كل سنه مرة» لسيد درويش، واستمرت التجربة وذهبت من مدرسة إلى مدرسة ومعى حصيلة من التراث العربى منها اعمال مثل «نسم علينا الهوا»، «لما بدا يتثنى».\nومن التجارب المهمه جدا فى إحدى الزيارات ذهبت إلى مدرسة ثانوية لم أجد فيها سوى 10 اشخاص فقط مهتمين بالموسيقى، وبعد ان قدمت برنامجى الموسيقى وصل العدد إلى 300 طالب.\nأخدنا الفكرة وذهبنا إلى مدن متعدده واستعنت ببعض المتفوقين واصبحوا اعضاء فى الفرقة معى، من خلال هذه الحفلات تسطيع ان تقول اننا ازلنا جبال الجليد بين العرب وبعض الثقافات الاخرى.\n< هل وجدت ترحاب من المدارس الأمريكية خاصة انك تقدم برنامج عربى؟\nــ فى البداية كنت اذهب إلى المدارس لعرض الفكرة، والحمد لله كل المدارس التى ذهبت اليها احبوا الفكرة جدا، هناك الاهتمام بالثقافات المختلفه امر غاية فى الاهمية، المجتمع متقبل لهذا الامر، لان امريكا كما هو معروف خليط من الجاليات والجنسيات المختلفه، لذلك هما يريدون الشعور بأن الثقافات ذابت وانسجمت داخل المجتمع الامريكى.\n< وكيف كانت النتيجة؟\nــ من خلف عملنا بالمدارس اصبح لدينا برنامج تعليمى بميتشجن عن الموسيقى العربية ولم يعد التدريس غربى فقط، ومن خلال ما قدمناه اصبح هناك اهتمام بالتراث العربى والاسبانى والافريقى. غيرنا الوضع التعليمى الموسيقى فى امريكا.\n< ماذا عن المستوى الاحترافى؟\nــ على المستوى الاحترافى بدأت فكرة الاوركسترا الاحترافى تشغل عقلى منذ ان كنت عند اول استاذ لى، حيث كان هذا الاستاذ يتمنى ان يكون هناك مؤسسة ثقافية فنية، ومع مرور الايام، قلت لنفسى لما لا اعمل على تلك الفكرة، اقدم لهم تراثنا.\nاسسنا الفرقة بالمستوى الاحترافى عام 2009، فى 2014 غيرنا اسم الفرقة إلى الاوركسترا الوطنى العربى. وبدأنا نقدم عروضنا على قاعة «ميوزك هول» وهى قاعة لها تاريخ، فى ديترويت، الان جمهورنا كبير جدا، الحفل، المؤسسة تضم اوركسترا وتخت شرقى، ولدينا كورال ضخم من الجاليات والاجانب. قدمنا حفلات فى اغلب المدن الامريكية، الجمهور من العرب والامريكان، فى البداية كان الاغلبية امريكان الان اهتموا بنا العرب، واصبحوا متفاعلين معنا.\n< الكتابة الموسيقية للاعمال من يقوم بها؟\nــ الكتابة واعادة الصياغة الموسيقية، اقوم انا بعملها إلى جانب التوزيع الموسيقى اذا تطلب الامر ذلك.\n< أخيرا قدمت حفل فى السعودية مع مى فاروق كيف كانت التجربة؟\nــ فى مارس الماضى وصلنى ايميل من ايلى كرم، طلب منى المشاركة، اقترحت برنامج كنت قدمته فى امريكا عن تكريم للمرأة العربية فى الموسيقى، رحبوا به، وقالوا ياريت يكون الاختصاص يكون ام كلثوم واسمهان وافقت طبعا، طلبوا منى حضور لوبانا القنطار وهى مطربة من عائلة فريد الاطرش.\nوسبق ان قدمتها بحفلات فى امريكا، ثم اقترحت انا مى فاروق لأننى اسمع عنها من اسامة بعلبكى، وبعد ان استمعت اليها فوجئت انها صوت كبير ومهم جدا، وللاسف لم اكن اعرفها من قبل لاننى غير متابع لما يحدث فى عالمنا العربى، واول مرة التقى بمى فى البروفة، وقبل ذلك كانت محادثات تليفونية، وهى صوت مبهر جدا، لم اجد معها أى مشكلة اثناء البروفات، العمل معها سهل جدا، وقمنا بعمل حفلتين كامل العدد، والحمد لله كان هناك تفاعل كبير مع الطرب الجميل من قبل الجمهور السعودى الذى يقدر قيمة الموسيقى والطرب.\n< اشعر انك تهتم فقط بالتراث الذى يعتمد على الطرب؟\nــ انا احب التركيز فى الطرب، لانه ليس غناء فقط، لكنه ايضا شعور واحساس، والفرق بين العربى والغربى هو الانسجام بين السميع والعازف، الاحساس والشعور بالنغمة، كنت فاكر الامر ضاع عندنا لكننى اكتشفت ان الطرب يجرى فى عروقنا.\n< هل هناك مشروع لتكرار الزيارة؟\nــ اكيد لان رد الفعل كان كبير.\n< ماذا عن زيارتك لمصر؟\nــ جئت لمصر لأنها قبلة الطرب وهى مركز الموسيقى العربية، لا يمكن اشتغل فى الموسيقى العربية، بدون مصر، واتصور انها سوف تعيد تقديمى للعالم العربى.\nوخلال زيارتى التقيت بعدد من رموز الموسيقى والغناء هما المطرب على الحجار وياسر عبدالرحمن، وان شاء الله سوف تترجم هذه اللقاءات إلى مشروعات على ارض الواقع. واتطلع ايضا إلى العمل مع الموسيقار الكبير عمر خيرت.\n< ماذا عن انطباعك عن على الحجار وياسر عبدالرحمن؟\nــ ياسر موسيقى كبير جدا وافكاره سابقة عصرها، واعماله عالمية، وما يؤكد كلامى انه سبق وقدم حفلات فى اوربا وبالتأكيد زيارته لامريكا لابد وان يكون لها ترتيبات كبيرة، على مستوى الفنى خاصة الاوركسترا المصاحب. اما على الحجار فهو رمز كبير من رموز الغناء العربى، واعماله خالده فى الوجدان العربى، والجالية العربية فى انتظاره، واتصور ان الامريكان ايضا سوف ينبهروا من هذا الصوت الذهبى.\n< هل هناك حفلات ستنفذ على ارض الواقع؟\nــ بالفعل اتفقت مع على الحجارو مروة ناجى على حفل يقام فى امريكا يوم 6 نوفمبر القادم.\n< العودة للجذور أمر يشغل العالم؟\nــ العالم كله يعود للجذور وانا احب هذا الاتجاه لابد ان نعرف ماضينا واحنا رايحين لفين، وابى دائما كان يقول لى «من نكر اصله لا اصل له»، انا مولود فى امريكا، لكن دمى عربى، نحن تجمعنا اللغة والعادات والتقاليد.\n* يحيى خليل كان له دور فى حضورك لمصر كيف تعرفت عليه؟\nكنت فى شيكاغو لعمل حفل هناك، عبارة عن مقطوعات موسيقيه للافلام الصامته لمحمد بيومى وعزفتها «لايف» اثناء العرض، حضر يحيى خليل العرض وفوجئت انه مبهور، ولدرجة انه قال لى انه شعر كما لو انه موجود معنا على المسرح، والجميل انه دعانى بعد ذلك مباشرة للمشاركة معه فى حفل فى شيكاغو، وكان التعارف بيحيى خليل عن طريق صديق مشترك هو الموسيقى رانى مالى، وهو من اصل فلسطينى.\n< ماذا تعرف عن يحيى خليل؟\nــ اعرف انه اول من صنع مزج بين الموسيقى الشرقية والجاز، مما وضعه ضمن اهم نجوم العالم فى هذا الاطار، وهو لا يختلف عن أى مبدع غربى، بل انه يتفوق على اغلبهم لانه اختار الطريق الصعب،وهو هذا المزج الموسيقى ليس بسيط.\n< امريكا ملتقى ثقافات ما هى الموسيقى الاكثر انتشارا؟\nــ البوب أكثر شىء لكن هناك اهتمام بالكلاسيك، لذلك هناك اوركسترات كثيرة، كل مدينة فى امريكا بها اوركسترا مهم جدا، هم الان يهتمون بالتراث اكثر من اهتمام العرب بتراثهم.\n< هل تشعر اننا نتجاهل التراث؟\nــ لا اريد انا اقول ذلك لكن هنا فى نقص اهتمام بالتراث، هناك تجد كتب عن كيفية العزف وتذوق موسيقى عصر الباروك مثلا، هنا اتصور الامر قليل، لا توجد كتب فى التحليل حول الموسقى العربية، صعب ان تظل اغلب ما نتعلمه من الموسيقى العربى عن طريق السمع،لابد من وجود كتب للنوت الموسيقية.\nنحن اصحاب حضارة كبيرة، والتاريخ يقول ان هناك خطوط مفتوحة بين العرب، الغرب خلال وجودنا فى الاندلس، الكمان جاء من الربابة، الابوا والفاجوت من المزمار، لذلك انا دائما اعمل على نشر موسيقانا.\n< التقيت مع مسئولين مصريين فى الموسيقى؟\nــ لعمل مشروعات مشتركة هدفى عمل جسر بين الشرق والغرب، اعلم ان هناك محاولات كثيرة فى هذا الامر سابقة، لكن لما لا استكمل هذا الامر، واعمل عليه، حتى تذوب الفروق بين الناس ويسود الحب بين الشعوب، ومصر اكبر دولة يمكنها مساعدتنا فى ذلك، انا اريد الحفاظ على تراثنا، اريد اعادة التراث للمكانة التى يستحقها.\n< وما هو الحلم الاكبر لك؟\nــ ان تكون المؤسسة التى اسستها من كبرى الكيانات فى العالم، وتساهم فى نشر ثقافتنا العربية.

الخبر من المصدر