المحتوى الرئيسى

بعد سوريا.. لماذا يصمت المجتمع الدولي عن انتهاكات أردوغان في ليبيا؟ | شئون دولية | جريدة الطريق

02/23 14:01

مع توالي الضربات والخسائر التي تتعرض لها القوات التركية والمرتزقة الموالية لها في سوريا وليبيا، لم يجد الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان ملاذا سوى الاعتراف بارتكاب جرائم تستوجب المساءلة الجنائية، خاصة بعد إعلانه إرسال ميليشيات إرهابية لتلك الدول.

اعترافات أردوغان بدعم الإرهاب في ليبيا وسوريا، أثار الريبة وعلامات الاستفهام حول صمت المجتمع الدولي عن انتهاكات الديكتاتور العثماني، وما زاد من الأمر سوءًا أيضًا دعوة حكومة الوفاق الليبية، الموالية لأنقرة، الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية لها في طرابلس لمواجهة النفوذ الروسي.

البداية كانت من من خلال إقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولأول مرة بوجود مرتزقة موالين لأنقرة في ليبيا، علاوة على عناصر التدريب الأتراك، موضحا: "تركيا متواجدة هناك عبر قوّة تجري عمليات تدريب، وهناك أشخاص من الجيش الوطني السوري"، وهو ما يعد إشارة منه إلى مقاتلي المعارضة الذين كان يطلق عليهم سابقا اسم "الجيش السوري الحر".

لكن يبدو أن تحركات أردوغان في ليبيا، قوبلت بعنف شديد، حيث اعتقلت قوات الجيش الليبي 13 مقاتلًا بينهم مرتزقة من تركيا، إضافة إلى استهداف 16 مقاتلا، وفقا لما نوهت عنه صحيفة "تي آي جيه" البريطانية.

الصحيفة البريطانية، كشفت أيضًا عن أدلة جديدة تثبت تورط شرطة أردوغان في تهريب 4 داعشيات من مخيم الهول في سوريا إلى الداخل التركي، وهو ما يؤكد رعايته للتنظيمات الإرهابية.

في المقابل، نوهت وزارة الدفاع الروسية، بأن تركيا أرسلت عددًا هائلًا من المدرعات والذخيرة إلى إدلب، محذرة في الوقت ذاته من حدوث مواجهات مباشرة بين تركيا وموسكو في إدلب.

رجب طيب أدروغان

وفي الوقت الذي يعترف فيه أردوغان، بأنه "مجرم حرب" لاعتماده على الميليشيات المسلحة والمرتزقة لتحقيق أهدافه، يأتي فتحي باشا أغا وزير الداخلية بحكومة فايز السراج بطرابلس، ليوجه دعوة غريبة إلى الولايات المتحدة، بإقامة قاعدة عسكرية على الأراضي الليبية، بذريعة الحد من  النفوذ الروسي، وفقا لـ"بلومبرج".

وأوضح أغا، أن حكومته فكرت في إتمام هذه الخطوة بعد أن وضع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير خططًا لتقليص الوجود العسكري في القارة، وإعادة تركيز عمليات النشر عالميًا على مواجهة روسيا والصين.

فايز السراج

متخصصة العلاقات الدولية والمحللة السياسية الدكتورة سارة كيرة، قالت: إن "أوروبا تتخذ بالفعل خطوات فعالة ومؤثرة ضد الرئيس أردوغان، لكن دون اللجوء لأي تصعيد عسكري، خاصة في ظل محاولاته لاستغلال ملف اللاجئين، وتهديده بأنه سيوجههم للتوغل في دول أوروبا، إضافة إلى أن هناك اعتبارات كون تركيا عضوة في حلف الناتو".

وأشارت د.كيرة في تصريحات خاصة لـ"الطريق" إلى أن الاتفاق الذي أبرمته دول الأتحاد الأوروبي، والذي يؤكد ضرورة البدء في مهمة بحرية جديدة في البحر المتوسط لمراقبة تطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا والذي يتم انتهاكه بشكل متكرر، دليل قوي على اتخاذ خطوات فعلية ضد أردوغان وتصرفاته التي تتنافى مع القوانين الدولية، لكن دون التصعيد أو الدخول في أي مواجهات عسكرية.

سارة كيرة

وتابعت: واشنطن تريد تغيير النظام في تركيا، إلا أنها لن تتدخل بشكل مباشر لإتمام هذه الخطوة، لكنها سوف تلعب بعدة أوراق، أهمها "عبد الله جولن المتواجد حاليا في الولايات المتحدة واستغلال التحركات الداخلية في تركيا بشأنه"، حيث ستدع النظام التركي يتآكل ذاتيًا من خلال الأزمات السياسية والاقتصادية، ومعارضته بسبب الديكتاتورية واتباع سياسة الاعتقال.

الحقيقة أن النظام التركي يتآكل بالفعل، فمن المستبعد صمت الأحزاب السياسية على حركة الاعتقالات التي يمارسها نظام أردوغان ضد الشعب التركي بشكل مستمر، فهذا النظام يلفظ آخر أنفاسه، وفقا للباحثة السياسية.

ونوهت كيرة إلى عدم اتخاذ أي من دول أوروبا أو أمريكا خطوات عدائية ضد الجيش الليبي، لا سيما في ظل انتشار ميليشيات موالية لتركيا داخل ليبيا، مشيرة إلى أن صمت المجتمع الدولي على إصرار الجيش الليبي لعدم وقف إطلاق النار دليل على الموافقة الدولية لموقف خليفة حفتر والجيش الليبي، واعتراضهم على تحركات أردوغان الغير قانونية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل