المحتوى الرئيسى

الذكرى الـ62 للوحدة.. "الجمهورية العربية المتحدة" حلم لم يكتمل

02/22 05:34

"الجمهورية العربية المتحدة".. هو الاسم الرسمي للكيان السياسي المتشكل إثر الوحدة بين جمهوريتي مصر وسوريا، حيث أعلنت الوحدة، في 22 فبراير 1958، بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة، من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي واالرئيس  جمال عبدالناصر، واختير "عبدالناصر" رئيسًا، والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة.

"أشعر الآن وأنا بينكم بأسعد لحظة من حياتى، كنت دائماً أنظر إلى دمشق وإليكم وإلى سوريا، وأترقب اليوم الذي أقابلكم فيه، والنهاردة.. النهاردة أزور سوريا قلب العروبة النابض، اللي حملت دائما راية القومية العربية.. حقق الله هذا الأمل وهذا الترقب، وأنا ألتقى معكم في هذا اليوم الخالد، بعد أن تحققت الجمهورية العربية المتحدة"، هذه كانت أبرز كلمات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خطاب ألقاه خلال إعلان الوحدة.

وكانت كذلك كلمات الرئيس الراحل شكري القواتلي، معبرة عن تقديس هذه الوحدة: "إن السوريين لم يصونوا استقلالهم إلا ليدفعوا به إلى الأمام، عجلة الاستقلال العربي كاملًا، ولم يحتفظوا لأنفسهم بسلامة كيانهم وسيادتهم في أراضيهم، إلا ليلقوها دعامة راسخة في بناء كيان عربي ذي سيادة، وقد شرَّفني أن أعرب عن ضمائرهم وشعورهم، يوم الجلاء عام 1946، عندما رفعت علم الاستقلال، وقلت لن يرتفع فوقه إن شاء الله، إلا علم واحد هو علم الوحدة العربية".

ويرى كثيرون، أن الدعوة جاءت تلبية لرغبات الشعبين المصري والسوري، في إطار الجو الدولي الضاغط، والأحداث التي شهدها الوطن العربي، من تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، والحشود التركية على الحدود السورية، وصولًا إلى قيام حلف بغداد بالمؤامرات والدسائس.

وفي عام 1960، جرى توحيد برلماني البلدين، في مجلس الأمة بالقاهرة، وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا.

وكان للأجواء السياسية المشحونة، دورها الاول في حصول الانفصال، اضافة الى التدخلات العربية والأجنبية، والدور الذي لعبته السفارات الغربية، التي كانت منذ الأساس ضد هذه الوحدة.

واعتبر سامي شرف، سكرتير الرئيس الراجل جمال عبدالناصر للمعلومات، أنه كان هناك قضايا داخلية، تمس الأوضاع وآليات الحكم في كل من سوريا ومصر، هيأت أرضية صالحة لنجاح الانفصاليين، ولعبت التدخلات الأجنبية دورا لإنهاء هذه الوحدة، خوفاً من المدى الوحدوي الذي كان سيحدث تأثيرا في المنطقة العربية كلها، ويؤدي إلى تغييرات فيها، ويحول دون قيام إسرائيل بتحقيق أهدافها التوسعية.

ويذكر شرف عدة أسباب، أدت الى وقوع الانفصال وانهيار الوحدة، منها عدم وجود اتصال جغرافي بين سوريا ومصر، ما يجعل سيطرة الحكومة المركزية محدودة، وإبعاد الجيش عن التدخل في السياسة، وهو موضوع شائك ومعقد في سوريا بالذات.

وكان الضباط السوريون، يتدخلون في السياسة للنخاع، منذ عام 1949، والتنظيم السياسي الواحد، وهو الإتحاد القومي الذي كان مطبقاً في مصر، لم يكن مقبولاً من حزب البعث السوري على وجه التحديد، وقد اعتبرت نتيجة انتخابات الاتحاد القومي في سوريا هزيمة للبعثيين، وكان صعباً اتمام توحيد القوانين بين مصر وسوريا، خصوصاً التي تحكم تنقل الأفراد والتجارة، وإزالة الحواجز بين الإقليمين، والهيمنة على الجيش السوري، بضباط مصريين.

ولم يُقدر لهذه الوحدة أن تعيش طويلًا، فانتهت بعد ثلاث سنوات فقط من قيامها، حيث جرى الانقلاب عليها في 28 سبتمبر 1961، عندما أعلنت سوريا انتهاء الوحدة، وقيام الجمهورية العربية السورية، وحدث الانفصال، بعد أن تمردت مجموعة من الضباط السوريين فى معسكر قطنة قرب دمشق.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل