المحتوى الرئيسى

أخميم .. أقدم قلعة لصناعة الغزل والنسيج تحتضر

02/21 15:52

أخميم التي تقع شرق محافظة سوهاج هي أقدم مدينة لصناعة النسيج والحرير فى العالم وكان يطلق عليها مانشستر ما قبل التاريخ وهي مدينة ال10 آلاف نول وبدأت الصناعة بها منذ عصر الفراعنة وعلى مر العصور كان بكل منزل من منازلها نولا لصناعة النسيج العادى أو لصناعة الحرير تعاني الآن من عدم وجود أهم الخامات مثل القطن والخيوط التي تستخدم في هذه الصناعة.

ونظرًا للمشكلات العديدة التي واجهت صناعة النسيج بالمدينة بدأت في الاحتضار والاندثار حيث وصل عدد الأنوال في السنوات الأخيرة إلى 15 نولا فقط وحاولت الحكومة من خلال المنح الخارجية إحياء تلك الصناعة فأنشأت قرية للنساجين بحى الكوثر وأعدت حوالى 120 نولا ومع مرور الزمن سقطت تلك القرية مع صناعة النسيج إلى الهاوية وباتت الصناعة فى خبر كان.

وقال محمد عبد الناصر أقدم النوالين بالمدينة والذي يبلغ من العمر 61 عاما أنا أعمل بالمهنة منذ أن كان عمرى 10 سنوات والآن الجميع يهرب من المهنة نظرا لصعوبتها فبداية اليوم للعمل بالنسبة للنوال من الساعة السادسة صباحة حتى الرابعة عصرا والأجر هو 70 جنيهًا فقط فى ظل الظروف المعيشية الصعبة ومع ذلك ليس لنا مهنة أخرى نعمل بها وأولادنا هجروا المهنة والحكومة تركتنا بعد أن كانت تقدم لنا الدعم مضيفًا بأن مدينة أخميم من أعظم المدن وأقدمها على مستوى العالم فى صناعة الحرير والمنسوجات حيث أن بدايتها كانت من العصر الفرعونى وكان الجميع يطلق عليها مانشستر ما قبل التاريخ لأنها أقدم من مدينة مانشستر البريطانية التى تفوقت علينا فى صناعة الحرير والمنسوجات فهى حديثة العهد أما نحن فقدم الصناعة لدينا بقدم تاريخ الفراعنة كل منزل فى أخميم كان به نول هذا النول كان يفتح البيت ويدر دخلا كبيرا والآن لا يوجد فى أخميم إلا أنوال تعد على الأصابع.

عبدالله سليمان شاب دخل مجال صناعة النسيج حديثا فهو يعمل بمهنة " الجباد" على النول وهى جذب الخيوط ليسهل على النوال الأصلى عملية إخراج الرسومات بالشكل الذى يريد إن كانت طائرا أو شجرة أو صور لأشخاص وبالرغم من العدد الكبير من الخيوط وتشابكها

وقال إبراهيم عناني أحد النوالين القصة كلها تكمن فى أن الحكومة تركت النوال يواجه مصيره بعد أن كانت تقدم له الدعم وكانت تمنحه القطن وتوفر له خيوط الحرير وكانت هناك حصة ثابتة لكل نوال حتى لا يتوقف العمل كما كانت توفر له المعارض بالمجان الآن الحكومة تركتنا فريسة لأصحاب المعارض الذين يريدون تاجير المتر الواحد بقيمة 1000جنيه وعندما نحجز 10 أمتار لعرض منتجاتنا نحتاج إلى 10000 جنيه وهذا يؤرق الكثير منا نحن نطالب بتوفير أماكن العرض لنا بالمجان كما كان يحدث فى الماضى.

وأضاف عناني أن الأنوال كانت فى الماضى عامل جذب سياحى للأجانب حيث كانت الأفواج السياحية تزور الأنوال يوميا وتشترى كميات كبيرة من المنسوجات القطنية ومن الحرير والآن إن جاء فوج كل شهر يبقى كويس نحتاج إلى عودة السياحة مرة أخرى للارتقاء بالمهنة لأننا لو ظللنا على هذه الطريقة سوف تندثر صناعة النسيج والحرير نهائيا من مصر ونلجأ حينها الى الاستيراد من الخارج.

وأوضح عناني أن الأماكن الموجودة بها الأنوال حاليا هى أماكن قديمة جدًا ومتهالكة ومعرضة للانهيار على العاملين فى أى وقت لذا نناشد الحكومة بوضع برنامج حكومى لتطوير تلك الصناعة وشراء المنتجات من الأهالى ودعمهم ماديًا ومعنويًا وإيجاد مظلة للعلاج والتأمين الصحى لهم للحفاظ على حياتهم من الأمراض التى يتعرضون لها.

أما شيخ النساجين عبد الصبور هريدى فيقول: لى 11 ابنًا علمتهم كلهم أعمال النسيج وأنا على استعداد لتعليم أى شخص المهنة حتى لا تنقرض وأنا لى شهور بدون قطن لعدم وجود أموال لشراء القطن خاصة مع ارتفاع أسعاره وأطالب المحافظ بالنظر مرة أخرى إلينا مثلما كان يفعل

وقال حسن رضوان أن مهنة النسيج مهنة عظيمة جدًا من الممكن إذا اهتمت بها الدولة ووضعتها ضمن مخطاطتها أن تغزو العالم كله خاصة وأنها صناعة يدوية لها محبيها ومقتنى منتجاتها من كل دول العالم فسعر الكوفيرته يباع بمصر بحوالى 250 جنيها وفى الدول الأوروبية يصل سعرها إلى 100 دولارا وهذا السعر بالنسبة لسعر الدولار الحالى مجزى جدا نحتاج إلى قنوات ترويج فى الخارج ونحتاج أن يتم فتح معارض بالسفارات وإلى دعم وزارتى التجارة والصناعة من أجل الترويج للمهنة ولو أن هذه المهنة موجودة فى أى بلد فى العالم لكانت هناك طرق كثيرة للحفاظ عليها وتنميتها.

ومع احتياج النوالين وعدم اهتمام المسئولين أصبحت الجمعيات الأهلية تستغل احتياج النوالين وتقوم بشراء منتجاتهم بثمن بخس بعد أن تمدهم بالخيوط وتحصد هى المال الوفير وتبيع وتسافر إلى كثيرًا من الدول وتعرض المنتجات وتبيع وتكسب والنوال يسف تراب فى النهاية وبالرغم من قيام الحكومة الكندية فى عام 1995 بمد يد العون لتلك الصناعة بالتنسيق مع الحكومة المصرية وتم إقامة قرية للنسيج اليدوى بمنطقة حى الكوثر شرق مدينة أخميم للحفاظ على تلك الصناعة فإن الحكومة المصرية تركت الأسر تواجه صعوبات فى عملية شراء المواد الخام وعملية التسويق وعزفت عن تقديم يد العون أو البحث فى المشاكل التى يواجهها أصحاب تلك الحرفة على الرغم من الشهرة الكبيرة لتلك الصناعة فى الدول الأوروبية حتى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل