المحتوى الرئيسى

إبراهيم عطيان يكتب: مثلث برمودا الجزء السابع عشر‎

02/21 09:22

وكما هي العادة دائمًا عادت الشياطين بعد الهجوم إلى منطقة جبلية يتوارون فيها عن الأنظار في أرض صحراء تكسوها جبال شاهقة الارتفاع استغلتها الجماعات الإرهابية كملاذ آمن للاختباء بعد تنفيذ عملياتهم الإجرامية مابين الحين والآخر، يحتجبون عن الأنظار خلف أستار الليل المظلم، يلتحفون عراءً منسوجًا من خيوط الظلام في كل مرة ينشروا فيها الْفسق والفوضى أَيْنَمَا حَلَّوا أوارْتَحَلَوا ويَعِيثُونَ كعادتهم فِي الأَرْضِ فَسَادًا، بعدما تعالت أصوات رصاص أو انفجارات في هجوم غادر نفذه بعض من أفراد قطيعها الإرهابي على قوات للجيش والشرطة، أو منشأت حكومية ودينية.

ثم تعود العناصر الشيطانية المفسدة كما كانت من قبل إلى هذا المكان المظلم بعد الانتهاء من فساد حققوه.

اليوم ومع إنقشاع الظلام وبزوغ الفجر إيذانًا ببدء يوم جديد من الحرب تستعد القوات لشن هجوم على أوكار إرهابية استكمالًا لمسلسل تطهير البلاد من العناصر الإجرامية والخلايا الإرهابية.

ظلت الأوامر تتوالى، والاستعدادات تبدو على أعلى المستويات لمداهمة قد يحين وقتها بعد قليل، الإحداثيات والخطط تجري على قدم وساق.  قوات الصاعقة والتدخل السريع والمشاة والمظلات والصاعقة البحرية، والجنود والقادة كل له مهمته الخاصة والمحددة بالتوقيت والمكان.

تجدهم يعملون جميمعًا على قلب رجلٍ واحدٍ ، ففى الصورة يظهر ضابط يشد مهمته، وآخر يلقن فصيلته المهمة، وآخرون مجتمعون حول خريطة للإحداثيات التى ستتحرك عليها القوات، وآخر يسلم الخوذ والدروع للمقاتلين قبل الخروج، ويعيد الملاحظات، ومع الملاحظة والتدقيق تجد أن الوصف الأقرب للواقع هو خلية نحلٍ، لكنها في الحقيقة خلية نحل عسكرية.

تستعد آليَّاتها لنقل القوات من ضباط وجنود إلى منطقة يتواجد بها مجموعة كبيرة من العناصر الإرهابية الخطرة، تم تحديد الهدف من قبل بناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة.

وبينما تستعد القوات للانطلاق في طريقها نحو الوكر الإرهابي يقوم قائد الحملة بإعطاء الأمر بالتحرك.

انطلقت الأليات العسكرية نحو هدفها في نظام يبعث على الفخر، تحمل أبطالًا لا يهابون الموت.

وعند نقطة معينة يبدو المنظر مهيبًا تقشعر له الجلود فخرًا وعزًا، عندما بدأت الأليات العسكرية في الانقسام إلى مجموعتين لتنفيذ المهمة التي ستبدأ على ما يبدو بعد قليل، ولكن قبل انفصال القوات أكد القائد على الضباط والجنود عبر سماعات الأذن على اليقظة التامة، والالتزام الكامل بالأوامر

" دلوقتي المجموعات هتنقسم، كل واحد فينا عارف مهمته يلتزم بيها على بركة الله يا رجالة ".

المهام الرئيسية للقوات تتمثل فى شقين، أولهما أعمال التمشيط والمداهمة للبؤر الإرهابية داخل الأحياء السكنية والمدن، حيث انتشرت القوات بشكل سريع فى المناطق المحددة وفق تقسيمات موضوعة مسبقًا، وبمجرد دخول الأليات للحي السكني بدأت العناصر الإرهابية في إطلاق النار بكثافة على القوات 

ثم بدأت بالتعامل مع الأهداف المتحركة والثابتة.

أثناء تحرك القوات من المكان، حدث اشتباك مع عناصر إرهابية كانت تتمركز أعلى أحد المبانى القريبة، فقامت بإطلاق النيران على القوات المتحركة، ولم تمر ثوان معدودة حتى تشكلت القوات المهاجمة على شكل مجموعات كل حسب دوره المحدد، ما يحدث الآن على الأرض يؤكد أن هؤلاء الأبطال تلقوا كافة التدريبات التى جعلت منهم فخرًا وعزًا للمؤسسة العسكرية، فبدأت المعركة سريعًا بين القوات الخاصة فى مواجهة الإرهاب.

بدأ تعامل القوات مع العناصر الإرهابية، وانتشرت المركبات في المكان تتوزع على محاور المنزل الذي اتخذته العناصر الإجرامية وكرًا للاختباء والاعداد لعملياتهم الدنيئة. القوات تحيط بالمنزل من جميع الاتجاهات وكل منهم يصوب سلاحه على أحد النوافذ، بينما بدأت القوات المترجلة فى التحرك على شكل دروع تحميها من الطلقات التي بدأت تنهال عليهم من أعلى المنزل، وبينما كانت القوات تواجه الضربات بضربات مضادة، كانت هناك تحركات فى جهة أخرى؛ لاقتحام المنزل وتصفية من فيه.

بدأت قوة مكونة من خمسة أبطال مقاتلين في التحرك من الجهة الخلفية للمنزل، كانت تحركات القوة بخفة ومهارة عالية، ويمكن مشاهدة ذلك من خلال شاشة من مكتب القائد الذى يوجه العملية من داخل إحدى المركبات العسكرية الخاصة.

وبدأ الأبطال الخمسة في اقتحام المنزل وإطلاق الرصاص.

بعد تبادل عنيف لإطلاق النيران ظل قرابة العشرين دقيقة دون توقف، صارت العناصر الإرهابية جثثًا هامدة في أماكن متفرقة من المنزل، حيث تم القضاء عليهم بواسطة قوات المداهمة، لتسطر القوات انتصارًا آخر يضاف إلى سجل بطولات القوات المسلحة والشرطة المدنية في حربها الشامل ضد الإرهاب، وضربة جديدة لمن يقوموا برعايته وتمويله في الداخل والخارج.

بينما المجموعة الثانية تستعد الآن للقيام بالشق الثانى من المهمة بعد انتهاء الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة على أوكار إرهابية في الجبال خارج نطاق الأحياء والمدن. 

يقوم مركز القيادة الآن بتلقي الاحداثيات وتطورات ما يجري على الأرض بعد الضربات المتتالية للمدفعة والقوات الجوية،

وبعد انتهاء الضربات الجوية والمدفعية الناجحة للبؤر الإرهابية،

يأتي أمر الاقتحام للقوات على الأرض وتطهير المناطق للتأكد من عدم وجود أهداف متسربة من الضربات السابقة.

بدأت القوات في التعامل مع العناصر الإرهابية التي تحاول الفرار من القصف الجوي والمدفعية لتبدأ معركة جسدت معنى البطولة في مواجهة تنظيمات كبرى تدعمها دول بالمنطقة، بينما تقوم مدرعات الشرطة المدنية بالتمركز قرب نقطة يحتمل خروج عناصر منها ضد القوات المنفذة للعملية، وهذا ما حدث بالفعل عندما بدأت مجموعة من العناصر الإرهابية بالخروج من مكان مجاور بعد انتهاء الضربات الجوية لمهاجمة القوات، لكنها فوجئت بمجموعة من وحوش العمليات الخاصة تشتبك معهم من خلف الصخور في مشهد يبدو تمامًا كما رأيناه من قبل في أفلام السينما الأمريكية، لكنه هنا على أرض الواقع في سيناء الحبيبة، ظلت الاشتباكات الدامية مدة لا تقل عن نصف الساعة، تساقط خلالها عدد كبير من العناصر الإجرامية التي ينتمي العديد منهم إلى جنسيات مختلفة بحسب لهجاتهم وأشكالهم، ثم تمت السيطرة عليهم وصُرع الجميع.

لم تكتف القوات بما حققته من نجاح في هذه المهمة بعد صدور أمر الإنسحاب، بل خرجوا من المكان يحملون الجثث والأسلحة المضبوطة متجهين إلى منطقة قريبة.

سلكت القوات بعد خروجها من مسرح الحدث طريقًا ممهدًا حسب الأوامر التي تتوالى عبر جهاز اللاسلكى، حتى حانت اللحظة التى خرجت فيها القوات من طريق ممهد إلى طريق أخر غير ممهد، نبتت عليه بعض الأعشاب الخضراء والأشواك، كانت التحركات بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة أرسلها اللواء سليم ورجاله.

توقف الرتل العسكرى عند نقطة معينة ، وبدأ الجميع في النزول على الأرض، يسبقهم أبطال سلاح المهندسين العسكريين، لتمشيط المكان من العبوات الناسفة، وبدأت اللوادر الضخمة تبحث فى الأرض عّن بذور الغدر المدفونة في رمال سيناء الطاهرة، حتى حانت اللحظة وبدأت بشائر النصر في الظهور، عندما عثرت القوات على مجموعة كبيرة من البراميل الزرقاء مدفونة فى الرمال.

اقتربت القوات من البراميل واستخرجوا منها العديد من قطع السلاح المختلفة والذخائر المتنوعة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل