المحتوى الرئيسى

د. نبيل لوقا بباوى يكتب: «السيسى» يؤسس لعهد المحبة والتآخى بين المصريين

02/19 20:31

سياسة «البابا تواضروس» حائط  صد لثغرات الوحدة الوطنية

مخابرات قوى الشر تستهدف بث الفرقة بين المسلمين والأقباط

السيسى يدعو لعهد المحبة والتآخى بين المصريين، وأى خروج عن هذا النموذج مرفوض لأنه يطعن وحدة الأمة والاستقرار فى مصر ويخالف صحيح الإسلام فازدراء الديانة المخالفة مرفوض فى عهد السيسى.

لقد وضع الرئيس السيسى دستور عمل دائمًا فى المحبة والتآخى بين المصريين جميعاً وقبول الآخر المخالف فى الدين وهذا الدستور وضعه فى كلمته التى قالها أثناء قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة ميلاد السيد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة وكانت هذه الكلمات التى استغرقت حوالى عشر دقائق هى دستور لكل الشعب المصرى فى عدم الخروج عليها من بعض من لهم أجندات أجنبية ينفذونها سواء بإدراك أو عدم إدراك لهدم نسيج المحبة والتآخى الذى أراده الرئيس السيسى للشعب المصرى.

فقد قال الرئيس السيسى بالحرف الواحد ونشر كل ما قاله عبر الصفحة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وغيرها وأصبحت وثيقة المحبة والتآخى وشخصية الرئيس السيسى وجهين لعملة واحدة، فقد قال بالحرف الواحد أثناء مشاركته للأقباط للتهنئة باحتفالات عيد الميلاد: «كل سنة وأنتم طيبين جميعاً وأنا متشكر على استقبالكم الجميل والرائع، إن شاء الله تكون سنة سعيدة علينا جميعاً وأنا عاوز أتكلم فى عدة موضوعات، الموضوع الأول: لابد أن نخلى بالنا من علاقتنا مع بعض وإذا كنتم بتحبوا ربنا متخلوش حد أبداً يدخل بينا يحاول يعمل فتنة، فهذا البلد بلدنا كلنا لا فرق بين أخ وأخوه فى هذا البلد وأى محاولة للوقيعة لابد أن يكون مصيرها الفشل».

الرسالة الثانية التى وجهها الرئيس هى عندما قال: «أنا شايف أنكم قلقانين أقول لكم لا يوجد مجال للقلق لسبب واحد طول ما إحنا مع بعض إيد واحدة محدش حيقدر يعمل فينا حاجة وقادرين بفضل الله أن نتجاوز كل الصعاب».

والرسالة الثالثة للرئيس السيسى أنه قدم لقداسة البابا تواضروس بوكيه ورد وقال: «أقدم هذا البوكيه من الورد لكل المصريين على أرض مصر وكل سنة وأنتم طيبين».

وتعالت أصوات الأقباط داخل الكنيسة بعد هذه الكلمات الرائعة عن دستور المحبة والتآخى تحيا مصر وبنحبك يا سيسى.. وحاول كل المتواجدين داخل الكنيسة مصافحة الرئيس السيسى أثناء وداعه حتى خارج الكنيسة، وقد كنت موجوداً داخل الكنيسة وشاهدت بنفسى حالة الحب بين القائد وشعبه بعد أن أعلن دستور المحبة والتآخى فى قبول الآخر ليعيش الجميع فى سلام ومحبة على أرض مصرنا العزيزة.

ومما تقدم من دستور المحبة والتآخى الذى وضعه الرئيس السيسى لا يجوز لكل المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين على أرض مصر الخروج عن دستور المحبة والتآخى وقبول الآخر المخالف فى الدين سواء بقصد أو بغير قصد سواء مدفوعًا لتنفيذ أجندات أجنبية أو غير مدفوع لتنفيذ هذه الأجندات الأجنبية، لأن هناك خلايا نائمة فى مؤسسات الدولة أو خارج مؤسسات الدولة تنفذ أجندات أجنبية لهدم دستور المحبة والتآخى الذى وضعه الرئيس السيسى، فعلى سبيل المثال لا الحصر توجد دعوى متداولة أمام محكمة القاهرة الجديدة لم يتم الفصل فيها بأن أحد الأشخاص خالف دستور الرئيس السيسى وقال لأحد الأشخاص المسيحيين فى اجتماع عام «إن المسيحيين كفرة ونجسين» وسب فى الدين المسيحى.. إن أمثال هذه الأفكار المتعصبة التى لا تناسب وسطية واعتدال الإسلام فى قبول الآخر ولا تناسب دستور السيسى فى المحبة والتآخى تخلق نوعاً من عدم الاستقرار، فهذه الأفكار المتعصبة تخالف صحيح الإسلام فى قبول الآخر سواء فى الكتاب أو فى السنة، ففى صحيح البخارى ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من آذى ذمياً فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله»، وفى صحيح البخارى ومسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة»، هذا هو صحيح الإسلام فى قبول الآخر المخالف فى الدين، وعلى ذلك فإن كل من يحاول ازدراء دين الآخر والتحقير من شأنه إنما يرتكب فعلاً مؤثماً طبقاً لقانون العقوبات وفعلاً مؤثماً طبقاً لصحيح الإسلام فى الكتاب والسنة وفعلاً مؤثماً طبقاً لشريعة المحبة والتآخى التى وضعها الرئيس السيسى لأن هذه الأفكار المتطرفة فى قبول الآخر تدعو إلى تكدير السلم العام واستفزاز الآخر المخالف فى الدين بالتعدى على أحد الأديان وشعائرها يهز الاستقرار والأمن الاجتماعى لأن الدين المسيحى ليس دين كفرة ولكنه دين منزل من عند الله تعالى، فقد ورد فى سورة المائدة الآية 46، حيث قال الله سبحانه «وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين».

فالكتب السماوية ثلاثة، القرآن والإنجيل والتوراة، فكيف يقال عن دين سماوى إن أتباعه كفرة، لذلك لابد للجميع في تناول أصحاب الديانات الأخرى التأكيد على وسطية واعتدال الإسلام فى قبول الآخر والتأكيد على دستور المحبة والتآخى الذى وضعه الرئيس السيسى لأن ذلك الدستور هو المنقذ الوحيد للاستقرار وأمن هذه الأمة المصرية، مثلما قال الرئيس السيسى «إذا كنتم بتحبوا ربنا لابد من أن نخلى بالنا من علاقتنا مع بعض»، وكما قال الرئيس السيسى «إذا كنتم بتحبوا ربنا متخلوش حد يدخل بينا يعمل فتنة»، وكما قال الرئيس السيسى «أى محاولة للوقيعة بينا مصيرها الفشل»، ولا شك أن الأفكار المتطرفة مثل القول بأن الديانة المسيحية ديانة كافرة هى أقوال مغرضة وتحاول بث الفتنة بين الشعب المصرى ومصيرها الفشل بإذن الله، لذلك فى النهاية يجب على الجميع مسلمين ومسيحيين البعد عن الأفكار المتطرفة ومراعاة المحبة فى وسطية واعتدال الإسلام ومراعاة المحبة والتآخى وقبول الآخر المخالف فى الدين فى دستور الرئيس السيسى، لذلك كانت دعوة الرئيس السيسى الجريئة فى المولد النبوى الماضى الذى أقامته وزارة الأوقاف لتهنئة الشعوب العربية والإسلامية بالمولد النبوى فيها دعا الرئيس السيسى إلى تجديد الخطاب الدينى بحيث لا تقوم مؤسسة واحدة بتجديد الخطاب الدينى بل تقوم به كل مؤسسات الدولة، خاصة المثقفين بحيث لا يتم المساس بالثوابت فى القرآن والسنة وتصليح المفاهيم التى تشوه صورة الإسلام أمام العالم كله، خاصة فى قضية قبول الآخر المخالف فى الدين ودعا الرئيس السيسى كل أب وكل أم، أن يحافظا على سياسة وتقاليد وثقافة قبول الآخر المخالف فى الدين لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ومما تقدم فإن أى دعاوى زائفة

ثانياً: البابا تواضروس البابا الروحى للمصريين قضيته الأولى فى حياته الوحدة الوطنية بين المصريين وعدم إحداث أى ثغرة بين المسلمين والأقباط تنفذ من خلالها قوى الشر الداخلية والخارجية فبحكمته تجاوز كل الصعاب التى يتعرض لها الأقباط للحفاظ على الوحدة الوطنية، فالوحدة الوطنية أصبحت قضية عمره وهى القضية التى يحرص عليها الرئيس السيسى قولاً وعملاً لذلك أتمنى تكريمه فى حياته بعمل تمثال له لحرصه على الوحدة الوطنية.

تعرضت الكنائس المصرية عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة لموجات عنف ممنهجة اجتاحت سبع محافظات بمعرفة قوى الشر من الإخوان وتم تدمير 72 مبنى كنسيًا ومبانى خدمات ومدارس ومستشفيات قبطية ورغم قسوة الواقع على الأقباط فى مصر قال البابا تواضروس عبارته الشهيرة «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، وذلك ليقضى على محاولات الفتنة بين المسلمين والأقباط التى حاول الإخوان زرعها حتى تشتعل الحرب الأهلية داخل مصر ومنذ اليوم الأول لثورة 3 يوليو 2013 انحاز البابا تواضروس لمبدأ المواطنة وقبول الآخر المخالف فى الدين وطبقاً لمفهوم البابا تواضروس أن الكنيسة لم تندم على المشاركة فى ثورة 30 يونية 2013 رغم أنها لا تلعب سياسة ولا علاقة لها بالسياسة بل كانت الكنيسة مشاركة من أجل إعلاء مصلحة الوطن وتحقيق أمانى المصريين الذين خرجوا بالملايين فى جميع المحافظات وكان على الكنيسة دعم الإرادة الشعبية بالانحياز للوحدة الوطنية وعدم إحداث أى فجوة أو ثغرة بين المسلمين والأقباط، ففى مايو 2016 وقعت عدة اعتداءات طائفية فى المنيا كان أبرزها الاعتداء على سيدة الكرم سعاد ثابت وتجريدها من ملابسها وكذلك أحداث طمهنا الجبل من اعتداء متعصبين إخوان على بيت تحت التشطيب خوفاً من تحويله إلى كنيسة طبقاً لادعاءاتهم التى تبغى الإضرار بالوحدة الوطنية وكانت توجيهات البابا تواضروس بالصبر وعدم إحداث فتنة كما يريد الإخوان لتمزيق الصف الوطنى وكان البابا تواضروس يدعو إلى ضبط النفس حتى لا يهدم مبدأ الوحدة الوطنية وتفويت الفرصة على محاولات الفتنة التى ترغب فيها قوى الشر الإخوانية حتى فى أحلك الظروف السوداء كان خط البابا هو الحفاظ على الوحدة الوطنية، ففى حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذى استشهد فيه 28 سيدة وحارس الكنيسة فجرها انتحارى إخوانى، فكانت الكنيسة مصممة على السير فى منهج حكمة قداسة البابا تواضروس وعدم إحداث أى ثغرة فى الوحدة الوطنية وكذلك ما حدث من تنظيم داعش الإرهابى فقد استهدف منازل الأقباط وممتلكاتهم فى العريش، الأمر الذى دفعهم إلى ترك منازلهم والذهاب إلى مدينة الإسماعيلية طالبت الكنيسة بنفس الخط بالحفاظ على الوحدة الوطنية لأنها حجر الزاوية وعمود الخيمة فى حياة المصريين، فحياة المصريين بدون وحدة وطنية سوف تنهار الخيمة على كل من فيها مسلمين وأقباط وكانت قمة الاختبار ما حدث فى تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا وفى ذات الوقت ما حدث من تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية التى كان يصلى بها شخصياً البابا تواضروس، وكان المستهدف حياة البابا تواضروس ذاته أثناء صلاته فى قداس عيد السعف ظل البابا تواضروس ممسكاً بخيط الوطنية للكنيسة الأرثوذكسية، وأكد فى تصريحاته أن مثل هذه الأحداث لن تنال من وحدتنا الوطنية وعدم إحداث أى فرقة بين المسلمين والأقباط حتى لا يستفيد منها الإخوان، فالكنيسة الأرثوذكسية وطنية فى كل تصرفاتها للحفاظ على الوحدة الوطنية، فذلك الصيدلى الشاب وجيه صبحى الذى أصبح البابا تواضروس ترك الدنيا لأجل حياة التقشف والرهبنة وقضية عمره هى الوحدة الوطنية، فعندما ذهب لدير وادى النطرون فى عام 1986 كان يدخل الدير من أجل قضية عمره وهى الوحدة الوطنية وعندما التقى بأستاذه ووالده الروحى الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة عمق فى مبادئه الحفاظ على الوحدة الوطنية، ففى عام 1988 تم الصلاة على الصيدلى وجيه صبحى صلاة الموتي لأن الرهبنة هي موت عن العالم وينتقل للخدمة مع أستاذه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، وفى عام 1997 أصبح أسقفاً عاماً يخدم بجوار أستاذه المطران باخوميوس ويصبح مساعداً له ويدير بذكاء وحكمة شئون المطرانية مساعداً للمطران، حيث حصل من لندن على ماجستير فى علم الإدارة وبعد فترة من الزمن يهاجم المرض البابا شنودة ليلقى ربه وسط محبة كل الأقباط، وفى تلك اللحظات يصعد الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ليدير الكنيسة باعتباره أكبر الأساقفة سناً ويدير الكنيسة فى ظروف صعبة تاريخياً وسياسياً وترشح الراهب وجيه صبحى ليكون البطريرك 118 خلفاً للبطريرك البابا شنودة 117 فى تاريخ البطاركة والقرعة الإلهية أو القرعة الهيكلية وإرادة الله تأتى بالبابا تواضروس البطريرك 118 ليجمع بين اختيار الأرض واختيار السماء ليدير الكنيسة بحكمته التى تلقاها على يد أستاذه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ليؤكد على دور الكنيسة الوطنى وينتصر لوحدة الأمة المصرية ولمبدأ المواطنة، وفى انتصار البابا لمبدأ المواطنة يعلن فى لقاء تليفزيونى مع الصحفى عادل حمودة على قناة النهار أن الدين لو دخل فى السياسة تلوث وفقد قيمته الروحية وهذا الكلام عام ينطبق على أى دين سواء إسلامى أو مسيحى لذلك أن الكنيسة الوطنية فى دورها للحفاظ على مبدأ

ويظهر الدور الوطنى وأهميته أن قداسة البابا تواضروس أثناء ثورة يوليو 2013 كان موجوداً بالدير فى وادى النطرون من أجل الصلاة للوحدة الوطنية وسلامة البلاد، فقد تلقى اتصالاً من وزارة الدفاع للاجتماع بخصوص أمور تهم الوحدة الوطنية وأرسلت له وزارة الدفاع طائرة حربية خاصة لتقله إلى القاهرة لمناقشة قرارات 3 يوليو 2013 التى شكلت خريطة الطريق نحو الثورة الجديدة على حكم الإخوان والعودة للوحدة الوطنية وكانت القرارات بالإجماع من خلال المناقشات وتم إعداد الخطاب الجماهيرى والبيان عن خارطة طريق، وقد راجع الخطاب الجماهيرى والبيان عن خارطة الطريق الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من الناحية اللغوية لأن كل المؤشرات كانت تؤدى إلى ضياع الاستقرار فى مصر من كثرة مخالفات الإخوان لتغيير الهوية الثقافية للدولة المصرية من دولة مدنية تحافظ على الوحدة الوطنية إلى دولة دينية تأكد ذلك من تعيين 17 محافظاً لمحافظات مصر من الإخوان ليس لهم أى كفاءة وظيفية وكذلك هذا القرار الذى أصدره مرسى الرئيس الإخوانى من تحصين كل قراراته من أى طعن وأن قراراته غير قابلة للمناقشة أو الطعن فيها بما لم يحدث من أى دولة ديكتاتورية فى الدنيا، وكانت قمة إهدار الإخوان للمواطنة وقبول الآخر هو الاتفاق مع الحكومة الاسترالية على تهجير أقباط مصر إلى استراليا، وفعلاً هاجرت خمس وعشرون أسرة قبطية إلى استراليا هرباً من الاضطهاد الإخوانى للأقباط، وكانت قمة اضطهاد الإخوان للأقباط، خاصة رجال الأعمال هو منع سفر الوطنى المصرى رجل الأعمال أنسى ساويرس للسفر للعلاج بالخارج وعمل عملية عاجلة إلا بعد دفع سبعة مليارات من الجنيهات فرضت عليه بقرار من خيرت الشاطر وهذا يؤكد أن ثورة 2011 تمت سرقتها من الإخوان لإقامة دولة دينية، فالإرهابيون ومنهم الإخوان لديهم فهم خاطئ للدين الإسلامى، خاصة فى قبول الآخر المخالف فى الدين فهم يفسرون آيات القرآن والسنة تفسيرات خاطئة يستخدمها الإرهابيون والإخوان لتبرير أعمال العنف لهدم الوحدة الوطنية.

وقداسة البابا تواضروس يدعو دائماً من خلال الكنائس الموجودة فى 62 دولة فى العالم أن يكون لها دور للدفاع عن مصر وعدم إعطاء أى فرصة لقوى الشر الإخوانية للعبث بالوحدة الوطنية وعند مقابلة البابا تواضروس لرؤساء الدول الذين قابلهم قبل الرئيس اللبنانى ميشيل عون والرئيس العراقى وملك البحرين وملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز كان دائماً يركز أن من يحمى الوحدة الوطنية فى مصر هو الله أولاً ورغبة الرئيس السيسى فى إقامة الوحدة الوطنية على أرض صلبة وكثيراً ما كان يقابل وفوداً برلمانية مثل البرلمان الأوروبى ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسى ووفد الكونجرس الأمريكى ووفد البرلمان الألمانى كان الحفاظ على الوحدة الوطنية أهم اهتماماته لدرجة أنه عند زيارته لأمريكا لأول مرة فى عام 2015 فى عهد الرئيس أوباما طلب منه أعضاء الكونجرس الأمريكى تشكيل لجنة من الكونجرس الأمريكى لمتابعة ترميم الكنائس التى هدمها الإخوان إثر فض اعتصامات رابعة والنهضة ولكنه رفض تدخل الكونجرس الأمريكى فى الشئون الداخلية لمصر وقال لهم بالحرف الواحد إن جميع الكنائس يتم ترميمها بمعرفة القوات المسلحة وهذه تعليمات الرئيس السيسى وأنه يرفض الاستقواء بالخارج لأى مشاكل تخص الأقباط داخل مصر، فقد تم حرق وهدم 72 مبنى كنيسة ومبانى خدمية ومدارس ومستشفيات، فى سبع محافظات تمت إعادتها جميعاً أحسن مما كانت عليه، فكل هذه الأحداث لم تهز ثقة البابا تواضروس بالوحدة الوطنية وضرورة الحفاظ عليها، فكل هذه الأحداث لم تنل من وحدة الصف لأنه يعلم أن مخابرات بعض الدول تستخدم قوى الشر من الإخوان لإيجاد وقيعة بين المسلمين والأقباط وهو لن يعطيهم هذه الفرصة حتى لا يحدث شرخ بين عنصرى الأمة وقد ظهر ذلك واضحاً عندما قامت قوى الشر من الإخوان الإرهابية باستهداف رحلة كانت فى طريقها لزيارة دير الأنبا صموئيل المعترف بالمنيا وكان الأتوبيس فى طريقه إلى الدير وتم تفجير الأتوبيس وراح ضحية ذلك الحادث 26 شهيداً فسارت الكنيسة الوطنية على نفس النهج الوطنى بعدم إحداث أى فرصة للإخوان فى شق صف الوحدة الوطنية وقال قداسته إن أمثال هذه الأحداث لن تنال من وحدة الصف والوحدة الوطنية، وكان دائماً ينتصر للدولة المصرية فى وحدتها الوطنية ولم يعط أى فرصة لأعداء الأمة لتفتيت الوحدة الوطنية غير عابئ بما قد يحدث له من جماعة الإخوان الإرهابية، فهذا خط البابا تواضروس فى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الأمة المصرية.

ونظراً لذلك الخط الوطنى للكنيسة الأرثوذكسية الذى يقوده قداسة البابا تواضروس البطريرك 118 فى الحفاظ على الوحدة الوطنية ونشر ثقافة المحبة بين المسلمين والمسيحيين والحفاظ على الوحدة الوطنية بحيث أصبح الراعى الروحى للمصريين فى نشر ثقافة المحبة والتآخى بين المسلمين والمسيحيين فهو يسير على منهاج السيد المسيح عندما قال فى وعظة جبل كفر ناحوم عندما قال السيد المسيح فى إنجيل متى الإصحاح الخامس « طوبى لصانعي السلام» وقال في انجيل متى الاصحاح الخامس آية 38 «لا تقاوموا الشر بالشر» وفى إنجيل متى الإصحاح الخامس قال السيد المسيح «أما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعينكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم».

وقد قال السيد المسيح فى نهاية وعظة جبل كفر ناحوم «كل من يسمع أقوالى هذه ويعمل بها أشبه برجل بنى بيته على الصخرة فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسساً على الصخرة».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل