المحتوى الرئيسى

رخويات "مطبوخة" على ساحل نيوزيلاندا تثير القلق

02/19 16:17

نفق حوالى نصف مليون من بلح البحر في المياه الدافئة والهادئة بشكل غير معتاد على ساحل نيوزيلندا في حدث ربطه الخبراء بتغير المناخ. وقد عثر براندون فيرغسون من أوكلاند على تلك الرخويات النافقة في وقت سابق من هذا الشهر على شاطئ مونغانوي بلاف قرب الطرف الشمالي من الجزيرة.

وأظهرت لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فيرغسون مصدوما وهو يمر بين الصخور المليئة بأصفاد بلح البحر وهو يقول "كلها نفقت... لم يتبق شيء". وأوضح العالم البحري البروفيسور كريس باترشيل من جامعة وايكاتو أن حدثا مماثلا طال أنواعا أخرى من الرخويات.

وقال لوكالة فرانس برس "يبدو أن القواسم المشتركة هي الظروف الحارة مع أشعة شمس قوية ومياه هادئة بشكل غير معتاد لفترة طويلة". وأضاف "هذا يؤدي إلى مزيج من إجهاد الحيوانات بسبب الحرارة ونقص في الأكسجين في المياه الهادئة جدا. وفي النهاية تستسلم... وكأنها طبخت وهي حية".

وتابع "أعتقد أن السبب يعود إلى ظاهرة التغير المناخي". وقال العالم البحري من جامعة أوكلاند أندرو جيفز إنه من المحتمل أن تحصل المزيد من أحداث النفوق الجماعي نتيجة لتغير المناخ، مضيفا أن بلح البحر ستنتقل في النهاية إلى مياه أكثر برودة مع ارتفاع درجات الحرارة.

تغطي المحيطات حوالي 71 بالمئة من سطح الأرض وتحتضن عالم الأحياء البحرية، الجزء الأساسي للحياة، إذ تنتج ما يتراوح بين 50 إلى 80 بالمئة من الأكسجين، وبالتالي فهي تلعب دورا مهما في دورة الكربون على الأرض. يعتقد العلماء أن تاريخ نشأة البحار يعود لـ 4.4 مليار سنة.

بعيدا عن مساحته الشاسعة، فإن المعلومات المتوافرة لدينا عن المحيطات، محدودة بشكل كبير، الأمر الذي يشكل تحديا للعلماء الذين لا تتوقف مساعيهم للكشف عن أسرار الحياة في بطن المحيطات والبحار. ومن المهم في هذه المرحلة الزمنية التي تشهد تغيرات مناخية واضحة، معرفة التغيرات التي تحدث في دورات الحياة داخل البحار والمحيطات والتعامل معها بأفضل شكل ممكن.

تلعب المحيطات دورا محوريا في تنظيم حرارة الأرض من خلال امتصاص وعكس ضوء الشمس، وبدأت التغيرات المناخية في التأثير على هذه الآلية، أمر يؤثر على حرارة كوكب الأرض ودورة الكربون وانتاج الأكسجين.

تحتضن البحار والمحيطات ما لا يقل على 230 ألف من أنواع النباتات والحيوانات، إذ تجد الأسماك والحيوانات غير الفقرية، مكانا آمنا لها في أعماق المسطحات المائية، وتزدهر النباتات بشكل كبير في المسطحات المائية غير العميقة، فيما تفضل الأحياء المائية الضخمة كالحيتان وأسماك القرش والدولفين، المسطحات المائية المفتوحة.

يرجح العلماء أن أكثر من ثلثي أشكال الحياة في المحيطات والبحار، لم تكتشف بعد. فكل عام يكتشف العلماء أنواعا جديدة من النباتات والحيوانات، التي تختلف تماما عن كل ما تم اكتشافه حتى الآن، تماما مثل هذا الكائن الذي أطلق عليه العلماء اسم " السمكة الدودة"، بعد اكتشافه عام 2007.

فقدان هذه الطحالب للونها يعتبر من علامات الخطر، فاللون المزدهر لهذه الكائنات ونموها المتسارع يعتمد على كائنات دقيقة، يتأثر عملها بتلوث البيئة وبدرجات الحرارة المرتفعة، وهذا ما يظهر في اللون الباهت لها.

تمثل التغيرات المناخية تهديدا واضحا للحياة في البحار والمحيطات، إذ رصدت دراسات حديثة، ارتفاعا في سرعة معدلات انقراض بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية، بنسبة تصل للضعف مقارنة بأنواع شبيهة بها على اليابسة. الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هو المسؤول الأول عن هذه التغيرات، إذ لا تجد الكائنات المائية في البحار والمحيطات، أماكن تحتمي بها من الحرارة المرتفعة.

يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في ذوبان الثلوج في المناطق الجليدية، الأمر الذي يؤدي بدوره لارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وأيضا في انبعاث غاز الميثان، ما يؤدي لما يعرف بظاهرة "حمضية المحيطات" والتي تشير إلى زيادة حموضة المسطحات المائية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل