رخويات "مطبوخة" على ساحل نيوزيلاندا تثير القلق

رخويات "مطبوخة" على ساحل نيوزيلاندا تثير القلق

منذ 4 سنوات

رخويات "مطبوخة" على ساحل نيوزيلاندا تثير القلق

نفق حوالى نصف مليون من بلح البحر في المياه الدافئة والهادئة بشكل غير معتاد على ساحل نيوزيلندا في حدث ربطه الخبراء بتغير المناخ. وقد عثر براندون فيرغسون من أوكلاند على تلك الرخويات النافقة في وقت سابق من هذا الشهر على شاطئ مونغانوي بلاف قرب الطرف الشمالي من الجزيرة.\nوأظهرت لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، فيرغسون مصدوما وهو يمر بين الصخور المليئة بأصفاد بلح البحر وهو يقول "كلها نفقت... لم يتبق شيء". وأوضح العالم البحري البروفيسور كريس باترشيل من جامعة وايكاتو أن حدثا مماثلا طال أنواعا أخرى من الرخويات.\nوقال لوكالة فرانس برس "يبدو أن القواسم المشتركة هي الظروف الحارة مع أشعة شمس قوية ومياه هادئة بشكل غير معتاد لفترة طويلة". وأضاف "هذا يؤدي إلى مزيج من إجهاد الحيوانات بسبب الحرارة ونقص في الأكسجين في المياه الهادئة جدا. وفي النهاية تستسلم... وكأنها طبخت وهي حية".\nوتابع "أعتقد أن السبب يعود إلى ظاهرة التغير المناخي". وقال العالم البحري من جامعة أوكلاند أندرو جيفز إنه من المحتمل أن تحصل المزيد من أحداث النفوق الجماعي نتيجة لتغير المناخ، مضيفا أن بلح البحر ستنتقل في النهاية إلى مياه أكثر برودة مع ارتفاع درجات الحرارة.\nتغطي المحيطات حوالي 71 بالمئة من سطح الأرض وتحتضن عالم الأحياء البحرية، الجزء الأساسي للحياة، إذ تنتج ما يتراوح بين 50 إلى 80 بالمئة من الأكسجين، وبالتالي فهي تلعب دورا مهما في دورة الكربون على الأرض. يعتقد العلماء أن تاريخ نشأة البحار يعود لـ 4.4 مليار سنة.\nبعيدا عن مساحته الشاسعة، فإن المعلومات المتوافرة لدينا عن المحيطات، محدودة بشكل كبير، الأمر الذي يشكل تحديا للعلماء الذين لا تتوقف مساعيهم للكشف عن أسرار الحياة في بطن المحيطات والبحار. ومن المهم في هذه المرحلة الزمنية التي تشهد تغيرات مناخية واضحة، معرفة التغيرات التي تحدث في دورات الحياة داخل البحار والمحيطات والتعامل معها بأفضل شكل ممكن.\nتلعب المحيطات دورا محوريا في تنظيم حرارة الأرض من خلال امتصاص وعكس ضوء الشمس، وبدأت التغيرات المناخية في التأثير على هذه الآلية، أمر يؤثر على حرارة كوكب الأرض ودورة الكربون وانتاج الأكسجين.\nتحتضن البحار والمحيطات ما لا يقل على 230 ألف من أنواع النباتات والحيوانات، إذ تجد الأسماك والحيوانات غير الفقرية، مكانا آمنا لها في أعماق المسطحات المائية، وتزدهر النباتات بشكل كبير في المسطحات المائية غير العميقة، فيما تفضل الأحياء المائية الضخمة كالحيتان وأسماك القرش والدولفين، المسطحات المائية المفتوحة.\nيرجح العلماء أن أكثر من ثلثي أشكال الحياة في المحيطات والبحار، لم تكتشف بعد. فكل عام يكتشف العلماء أنواعا جديدة من النباتات والحيوانات، التي تختلف تماما عن كل ما تم اكتشافه حتى الآن، تماما مثل هذا الكائن الذي أطلق عليه العلماء اسم " السمكة الدودة"، بعد اكتشافه عام 2007.\nفقدان هذه الطحالب للونها يعتبر من علامات الخطر، فاللون المزدهر لهذه الكائنات ونموها المتسارع يعتمد على كائنات دقيقة، يتأثر عملها بتلوث البيئة وبدرجات الحرارة المرتفعة، وهذا ما يظهر في اللون الباهت لها.\nتمثل التغيرات المناخية تهديدا واضحا للحياة في البحار والمحيطات، إذ رصدت دراسات حديثة، ارتفاعا في سرعة معدلات انقراض بعض أنواع الأسماك والكائنات البحرية، بنسبة تصل للضعف مقارنة بأنواع شبيهة بها على اليابسة. الارتفاع الكبير في درجات الحرارة هو المسؤول الأول عن هذه التغيرات، إذ لا تجد الكائنات المائية في البحار والمحيطات، أماكن تحتمي بها من الحرارة المرتفعة.\nيتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في ذوبان الثلوج في المناطق الجليدية، الأمر الذي يؤدي بدوره لارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وأيضا في انبعاث غاز الميثان، ما يؤدي لما يعرف بظاهرة "حمضية المحيطات" والتي تشير إلى زيادة حموضة المسطحات المائية.\nاستقرت الشعوب المختلفة منذ آلاف السنين بمحاذاة الشواطئ واستفادت من البحار كمصادر للحياة والغذاء كما أثرت البحار والمحيطات على الحضارات المختلفة بشكل واضح. ويعيش الآن نحو مليار شخص في المناطق الساحلية..حياة صارت مهددة بسبب ارتفاع منسوب المسطحات المائية.\nتشكل نسبة المسطحات المائية التي لم يقترب منها البشر حتى الآن، ما لا يزيد عن 13 بالمئة من إجمالي مساحة المسطحات المائية في العالم، فعمليات الصيد بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية، لم تترك تقريبا أي منطقة مهما بدت بعيدة وغير مأهولة. حماية هذه المناطق القليلة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأجيال المقبلة. انك مولز/ ا.ف

الخبر من المصدر