حظر مطربي المهرجانات في مصر بين محاربة "الفن الهابط" ونظرة "المثقف المتغطرس"

حظر مطربي المهرجانات في مصر بين محاربة "الفن الهابط" ونظرة "المثقف المتغطرس"

منذ 4 سنوات

حظر مطربي المهرجانات في مصر بين محاربة "الفن الهابط" ونظرة "المثقف المتغطرس"

-1.3.0-nojs%5D&x11=%5BWS_NEWS_LANGUAGES%5D&x12=%5BARABIC%5D" height="1" width="1" alt="">\nهذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة\nأثار قرار نقابة المهن الموسيقية في مصر، بمنع من باتوا يعرفون بـ "مطربي المهرجانات" من الغناء، أصداء واسعة في الصحافة العربية، لاسيما المصرية.\nوجاء قرار نقيب الموسيقيين المصريين هاني شاكر ليشمل كل "مطربي المهرجانات" في مصر، إذ وجه إلى كل المنشآت السياحية، والبواخر والملاهي الليلية، بعدم التعامل مع هؤلاء المطربين".\nجاء قرار النقابة، بعد حفل "عيد الحب"، الذي أقيم في استاد القاهرة الدولي، وأحياه عدد من مطربي العالم العربي، وكان من بينهم بعض مطربي المهرجانات في مصر، والذين غنى أحدهم ويدعى "شاكوش" أغنية، وردت فيها كلمات اعتبرت خارجة عن الذوق العام، تتعلق بـ "شرب الخمور والحشيش".\nقال الكاتب والشاعر المصري فاروق جويدة في صحيفة الأهرام المصرية: "منذ سنوات حذرت من موجات الفن الهابط الذي اجتاح ساحة الغناء في مصر وقد طالبت يوما بإنشاء شرطة لمطاردة هذا النوع من الفنون أسوة بشرطة الآداب والمخدرات وبيوت السوء."\nوأضاف الكاتب أن نقابة الموسيقيين "خرجت علينا ببيان من الفنان المبدع هاني شاكر بوقف أغاني مطربي المهرجانات التي تجاوز أصحابها كل شيء، ابتداء بالكلمات الساقطة وانتهاء بالألحان المسروقة ورغم أن القرار تأخر كثيرا من الوقت إلا أنه جاء ليواجه واحدة من أخطر وأسوأ أزمات الفن المصري".\nويرى جويدة أن "الغناء المصري أحد مصادر الثروة الحقيقية التي ينبغي أن نحرص عليها ونطهرها من أسواق الفن الهابط."\nعلى نفس المنوال، تقول درية شرف الدين في المصرى اليوم إن "انتفاضة على القبح تحدث الآن من جموع الناس بعدما تهاونت الأجهزة الرقابية لسنوات، مع صعوبة مهمتها فى زمن يحمل فيه كل مواطن جهازاً كاملاً للإعلام فى يده".\nوأضافت شرف الدين: "الآن يبدو أنه قد آن الأوان لعودة سطوة الرأى العام فى المجال الفنى، والذى تمثل مؤخرا فى رفض الكلمات والألحان والأصوات والأداء المخجل لمن ينتسبون عنوة إلى هذا المجال، وقد يكون هذا بداية لاستعادة الموقع الذي تستحقه مصر فى المجال الفني، والذى كاد أن يضيع".\nوقالت دينا شرف الدين في اليوم السابع: "أود أن أؤكد علي أننا نمر في تلك السنوات الثقال بأزمة ثقافية وأخلاقية وقيمية وفارق حضاري قد ازداد بشكل سريع جداً ليبعد بنا عشرات السنوات عما ينبغي أن نكون عليه الآن. تصدرت الرداءة و ساد التدني بالمجتمع و تفشت الملوثات السمعية و البصرية بسبب تطورات العصر و تغيرات أذواق الجماهير. إذ أصبح المبرر الرسمي المتصدر لكافة الانتقادات ( الجمهور عاوز كده )، فكل تلك الأسباب ليست إلا شماعات يعلق عليها الأخطاء كل مذنب مقصر ليخلي مسؤوليته أمام الآخر فحسب".\nوتضيف الكاتبة "أصبح المألوف الآن هو تصدر الأنصاف و غير المؤهلين و أشباه الموهوبين الصورة، في حين تتراجع جميع الكفاءات و المواهب و أصحاب الإمكانات في الصفوف الخلفية".\nقال سيد محمود في الشروق المصرية إن "السيد المبجل هانى (شاكر) لا يختلف كثيرا عن أصحاب السلطة الإعلامية فى رواية (مدينة الملائكة) للكاتبة الألمانية لكريستا فولف وهي رواية عن الجحيم الذي خلفته النازية فى نفوس الأفراد بسبب تفشي مختلف أشكال الرقابة والمنع باسم (التوجيه) والإرشاد وكلها أدوات تنزع عن المواطنين صفة الإنسانية وهى تجمعهم حول أغانٍ موحدة ذات طابع أيديولوجي كانت تحفظ عن ظهر قلب لأن كل الأمور ينبغى أن تسير وفق السيناريو المعتمد والمرسوم سلفا".\nوأضاف الكاتب: "من المفارقات المدهشة أن ثورة النقيب أدت إلى نشاط مضاد من قوى الثورة المضادة التى خالفت تعليماته وأعطت مساحات واسعة للأصوات التى أراد حصارها فى نطاق (الهامش) وأصبحنا يوميا ننام ونصحو على أبطال هذه الظاهرة وهم يتحدثون عن تجاربهم مع وجوه إعلامية لها بريقها على الشاشات وبعد أن كانت هذه البرامج تناقش أغانى المهرجانات كظواهر اجتماعية وفنية أصبحت تبرز أبطالها كنجوم وضحايا وأصحاب حقوق ثقافية ولا يجوز حرمانهم من التعبير. ومن جديد اكتسب فنانو المهرجانات أرضا جديدة زادت من حالة التعاطف معهم".\nأما مي خالد في عكاظ السعودية فأشارت إلى "تزامن ظهور الأغاني الشعبية التي تسمى المهرجانات في مصر مع ظهور (أغاني) الشيلات في السعودية، فعمرهما لايتجاوز عقدا من زمان على الأغلب".\nوأضافت الكاتبة أن "ما يجمع بين المهرجانات والشيلات أيضا التعالي في التلقي واعتبارهما إفسادا للذوق العام. صحيح أن بعض هذه المنتجات فعلا رديئة، لكن هذا لا يسوغ التعالي عليها خاصة في ظل شعبيتهما المتنامية. وبلغت هذه الفوقية منتهاها حين منع نقيب المهن الموسيقية المطرب المصري هاني شاكر تداول المهرجانات في الأماكن العامة، علاوة على رفضه السابق منح هؤلاء الفنانين الشعبيين تراخيص مزاولة المهنة. وهذه الفوقية ذاتها التي منعت أغاني الفنان الشعبي أحمد عدوية من البث في الإذاعات قبل عقود. لكن من منعوها رحلوا وبقيت أغنياته...".\nوتابعت الكاتبة: "لكن ستبقى الفنون ويفنى الفنان والمثقف المتغطرس الذي عوضا عن النزول للشارع ومشاركة الناس ذائقاتهم وتحسينها ونبذ الرديء منها يسعى للمنع والحجب متقرفصا في عليائه مترفعا عن الناس".\nوقال هاني عسل في الأهرام المصرية: "اتركوهم يغنون، فمصر تتسع لكل أنواع الغناء، ومن لا يعجبه لون فلا يسمعه".\nوأضاف الكاتب: "حاربوا المهرجانات بالفن الجيد وانتقدوهم وحاسبوهم بالقانون إذا خالفوه... لكن القمع والاحتقار والحظر الشامل و تنمر السوشيال ميديا عليهم عيب، ولن يأتي إلا بنتيجة عكسية وسترون".

الخبر من المصدر