المحتوى الرئيسى

كيف أعاد بوتين تشكيل روسيا لمن بعده؟

02/19 01:23

كشفت دراسة غربية أن الرئيس فلاديمير بوتين يريد وضع قواعد واضحة لمن سيخلفه في الحكم وإجراء ترتيبات سياسية قبل مغادرته الحكم سواء بإرادته أو بوفاته.

وأوضح أندريه كولسنيكوف، رئيس برنامج السياسة الداخلية والمؤسسات السياسية الروسية في مركز كارنيجي في موسكو، في دراسة له، أن فلاديمير بوتين يريد تجنب عدم اليقين السياسي بعد انتهاء فترة رئاسته، وهذا هو السبب الذي دفعه فجأة الشهر الماضي ليعلن عن تعديل في حكومته وإجراء مجموعة من الإصلاحات الدستورية البعيدة المدى التي وضعت الأساس لمستقبله السياسي بعد انتهاء ولايته الرئاسية في عام 2024.

وبعد ساعات فقط من إعلان بوتين، استقال ديمتري ميدفيديف رئيس وزرائه وعين بيروقراطي غير معروف في الغالب ليحل محله وهو ميخائيل ميشوستين، كما يجري حاليًا الانتهاء من التعديلات الدستورية المقترحة، التي ستجعل بوتين كرئيس لروسيا يقترب من نهايته، فلن يكون قادرًا على شغل منصب الرئيس بعد عام 2024، كذلك لن يُسمح لرؤساء المستقبل بالخدمة لأكثر من فترتين مدة كل منهما ست سنوات، وذلك وفق موقع «world politics review».

وقال «كولسنيكوف»، إن جزء من أهداف بوتين من هذه التعديلات هو إعداد منصب جديد لنفسه بعد تنحيه، حيث سيصبح رئيسًا لمجلس الدولة، وهو حاليًا هيئة استشارية مكونة إلى حد كبير من الحكام الإقليميين، لكن بوتين يريد تضمينها في الدستور بصلاحيات أكبر، ففي شكله الجديد سيحدد مجلس الدولة الاتجاهات الرئيسية لسياسة روسيا الداخلية والخارجية، وكذلك أولوياته الاجتماعية والاقتصادية العليا.

وقالت الدراسة إن هذا الدور الجديد الواسع يذكرنا بالمكانة الممنوحة للحزب الشيوعي في دستور الاتحاد السوفيتي لعام 1977، باعتباره «القوة الرائدة والموجهة» للمجتمع، وفي الأساس ستخلق الإصلاحات الدستورية نوعًا من البنية الفوقية الحاكمة التي يسيطر عليها بوتين ورفاقه، وسيقودون البلد بغض النظر عمن يصبح رئيسًا.

وأضاف: «لكن هذا يثير صراعًا محتملًا على السلطة؛ لأن الرئيس يُنظر إليه دائمًا على أنه السلطة المطلقة في روسيا، وهو التصور الذي أوجد بعض الانزعاج لبوتين عندما شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2008 حتى عام 2012، حيث شغل ميدفيديف دور الرئيس رسميًا».

وسيحتاج رجال الكرملين إلى وضع اللمسات الأخيرة على قانون خاص جديد يحكم وضع مجلس الدولة، وبالتالي ستبقى التفاصيل غير واضحة لبعض الوقت، لكن من المفترض أن رئيس المجلس سيكون محميًا من أي هجمات سياسية محتملة من قبل الرئيس المستقبلي، وسيرغب بوتين في ضمان أنه آمن في دوره الجديد، وذلك وفق الدراسة.

للمضي قدمًا في هذا الأمر سيتوقف الكثير على من سيخلف بوتين كرئيس أحد الاحتمالات هو ميخائيل ميشوستن رئيس الوزراء الحالي الرئيس السابق لدائرة الضرائب، فقد برع ميشوستن في المهمة الأكثر أهمية في ظل نموذج رأسمالية الدولة في روسيا، كما أن بوتين يحتاج أيضًا إلى بيروقراطية فعالة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الوطنية واسعة النطاق، والتي تعد الأداة الرئيسية للسياسة الاقتصادية لروسيا، لكن في ظل ميدفيديف تم إنفاق الأموال المخصصة لهم بشكل سيئ وتخلفت الحكومة عن أهدافها.

وإلى جانب ميشوستين، تم تعيين البيروقراطيين أيضًا وزراء ونواب رؤساء وزراء وكان الكثيرون غير معروفين إلى حد كبير، وبطبيعة الحال سيكونون مخلصين لبوتين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل