المحتوى الرئيسى

السياسة الأمنية ـ برلين تدعو للحوار مع باريس دون الابتعاد عن واشنطن

02/16 12:11

قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ماس في مقابلة دويتشه فيله DW بشأن المباحثات مع فرنسا بشأن قضايا الأمن الأوروبي والدفاع المشترك: "سوف نقبل الدعوة إلى هذا الحوار الاستراتيجي". في مؤتمر ميونيخ للأمن​.

يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونجدد دعوته في المؤتمر لأوروبا بتعزيز سياسة الدفاع المشتركة، وعرضت اطلاعا أكبر على ردعها النووي. وطالب ماكرون منذ فترة طويلة بأن تصبح أوروبا مستقلة بصورة أكبر عن الولايات المتحدة. كما رفض الرئيس الفرنسي مقترحا بوضع الأسلحة النووية الفرنسية تحت قيادة مشتركة للاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي.

وأكد ماس أن على أوروبا أولاً "توضيح" كيف يمكنها تلبية المتطلبات (الأمنية) المتزايدة، مشدا في حواره مع DW  معارضته الابتعاد عن الولايات المتحدة: "سيتعين علينا القيام بالمزيد من أجل أمننا في المستقبل، لكنني أعتقد أنه سيكون من الخطأ مقارنة أوروبا بالولايات المتحدة. نحن في تحالف دفاعي مشترك يعمل بشكل جيد في حلف الناتو".

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

واستطرد موضحا أنه يتعين على الأوروبيين الاتفاق على دورهم داخل الناتو: "نريد تعزيز الركيزة الأوروبية في الناتو. للقيام بذلك، علينا أولاً أن نتفق في أوروبا. يمكن أن يكون الحوار الذي عرضه إيمانويل ماكرون جزءًا أساسيًا مساهمة في هذا الاتجاه، وهذا ما دفعنا لقبول الدعوة الفرنسية".

أما بشأن دور أوروبا بين الصين والولايات المتحدة، فأكد ماس أنه من المهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي التحدث "بصوت واحد" حول قضايا التجارة والأمن، وبمعيار القيم التي لدينا ولكن أيضًا للتعبير عن مصالحنا بين الطرفين".

لم تخرج أمريكا من الحرب العالمية الثانية بخسائر على عكس نظيرتها أوروبا التي فقدت الكثير على كل المستويات، ولهذا جاءت خطة مارشال بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأوروبي عن طريق تقديم المساعدات. ويعود اسم المشروع إلى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جورج مارشال الذي أطلق المشروع في حزيران/ يونيو 1947، أمام طلاب جامعة هارفرد. مشروع مارشال عُلقت عليه آمال مهمة، كتعزيز الاستقرار السياسي والسلام في العالم.

شكل حلف الأطلسي خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين الجانبين الأوروبي والأمريكي. وقد اجتمعت القوتان في 1949 وأنشأت المنظمة تحت اسم "منظمة حلف شمال الأطلسي"، اختصارا "الناتو". وكان الهدف من المنظمة هو التصدي لخطر الاتحاد السوفيتي حينها. يشكل الناتو نظاماً للدفاع الجماعي، إذ تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية.

في 1966 انسحبت فرنسا من قيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما شكل زلزالاً هز وحدة حلف الناتو في وقت مبكر من تاريخ قيامه، وذلك بسبب أزمة وقعت خلال فترة رئاسة شارل ديغول لفرنسا. وأحتج ديغول على الدور القوي الذي تقوم به الولايات المتحدة في المنظمة، وهو ما اعتبره علاقة خاصة بينها وبين المملكة المتحدة، قائلاً إن فرنسا تريد انتهاج خط مستقل عن الحلف وسياسة واشنطن.

من بين المحاولات المهمة التي قامت بها دول الاتحاد الأوربي لتبتعد عن "وصاية" واشنطن، الشراكة الأورومتوسطية. إذ بدأت عام 1995 من خلال مؤتمر برشلونة الأورومتوسطي الذي اقترحته إسبانيا وقام الاتحاد الأوروبي بتنظيمه لتعزيز علاقاته مع البلدان المطلة على المتوسط في شمال أفريقيا وغرب آسيا. الشراكة لم تستمر طويلاً، إلا أنها وضعت أسس لعلاقات إقليمية جديدة، وشكلت نقطة تحول في العلاقات الأورومتوسطية.

في 2003، أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غيرهارد شرودر معارضتهما الشديدة لقرار أمريكا وحلفائها باحتلال العراق. شكل هذا الموقف لحظة قوية عبرت فيها الدولتان الأوربيتان الكبيرتان عن رفضهما سياسة "العم سام" في الشرق الأوسط. وقادتا الاتحاد الأوربي في هذا الاتجاه، حيث أعلن الاتحاد الأوربي معارضته مبدئياً للجوء للقوة، واشترط أن تتم أي عملية عسكرية بتفويض من مجلس الأمن.

في 2017، وقع 23 عضوا في الاتحاد الأوروبي على اتفاقية "بيسكو" الرامية لتعزيز التعاون بمجال الدفاع. وشكل توقيع هذه الاتفاقية أبرز خطوة أقدمت عليها دول الاتحاد في اتجاه تشكيل ذراع عسكري تتخلص بفضله من التبعية العسكرية للولايات المتحدة، وتعتمد عليه في تنفيذ سياستها وخصوصاً في منطقة حوض البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من مناطق الجوار الأوروبي.

انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني لاقى رفضاً من قبل الدول الأوروبية الثلاث الكبرى. ويشير هذا الرفض إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لنهج استراتيجية مستقلة عن واشنطن، خاصة وأن الاتفاق النووي واحد من أكثر الملفات الحساسة ليس فقط في الشرق الأوسط، وإنما في العالم بأسره.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل