توقعات بزيادة التدفقات السياحية إلى مصر هربًا من انتشار «كورونا»

الفيروس يربك حركة السياحة العالمية.. ومخاوف من تراجع حجم المشاركة الدولية فى بورصة برلين

مستثمرون: منظمو الرحلات فى أوروبا يبحثون عن بدائل لمقاصد سياحية لم تظهر بها حالات

تسبب زيادة انتشار فيروس «الكورونا» فى عدد من الدول المصدرة للسياحة فى ارتباك المشهد بالنسبة لحركة السياحة العالمية؛ حيث ظهرت فى بعض الدول المنافسة لمصر سياحيا بمنطقة الشرق الأوسط كتركيا حالات مصابة بهذا المرض ما قد يجعل السائحين الوافدين اليها يغيرون وجهتهم إلى مصر.

وتوقع مستثمرون أن تكون مصر احد المقاصد البديلة للكثير من السائحين بسبب تفشى الفيروس.

وبدأ عدد من الوكلاء ومنظمى الرحلات فى أوروبا البحث عن بدائل جديدة لمقاصد سياحية لم تظهر بها حالات «كورونا» لحجز رحلات لسائحيهم فى هذه المقاصد الجديدة خوفا من تعرضهم للإصابة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى زادت فيه حدة المخاوف مع اقتراب انطلاق بورصة برلين السياحية مارس المقبل من تراجع حجم المشاركة الدولية فى أكبر بورصة سياحية على مستوى العالم بسبب انتشار الفيروس والذى كبد السياحة العالمية خسائر بلغت نحو مليار دولار منذ ظهوره للآن.

وتنطلق فعاليات بورصة برلين للسياحة المعروفة باسم «ITB» بألمانيا خلال الفترة من 4 إلى 8 مارس المقبل.. وتحرص مصر على المشاركة فى بورصة برلين للسياحة سنويا والتى تعد أكبر البورصات السياحية فى العالم.

وقال الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء انه على الرغم من توقف الحركة السياحية الوافدة لمصر من الصين وبعض الدول الآسيوية بسبب «فيروس كورونا» فإن العديد من وكلاء السياحة بالعديد من الدول الأوروبية بدأوا فى البحث عن دول بديلة للدول التى أُعلن ظهور المرض فيها.. مشيرا إلى أن مصر مؤهلة لاستقبال هولاء السياح خاصة مع دخول فصل الصيف وانعدام فرص الاصابة بالمرض فى الأجواء الحارة.

واوضح عبداللطيف فى تصريحات صحفية ان الحركة السياحية بمدن جنوب سيناء ستنتعش بداية من الايام الاخيرة من الشهر الجارى على ان تصل لذروتها خلال اعياد الربيع مارس المقبل، مشيرا إلى ان نسب الاشغال الفندقى بشرم الشيخ حاليا تتراوح ما بين 5% إلى 60 % وان السياح الأوكرانيين هم الاكثر تواجدا بالمدينة حاليا.

وأضاف عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء أن إعلان منظمة الصحة العالمية مصر خالية من فيروس كورونا وعدم وجود اية اصابات بين المصريين أو المقيمين بها بهذا الفيروس سيصب بشكل ايجابى فى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال الفترة المقبلة.

وأكد عاطف عبداللطيف أن ملايين السائحين من أوروبا وأمريكا يريدون السفر إلى دول لا توجد بها اية اصابات بهذا المرض.. مشيرا إلى ان بعض الدول المنافسة لمصر سياحيا فى منطقة الشرق الأوسط كتركيا ظهرت بها حالات مصابة بهذا المرض ما قد يجعل السائحين الوافدين اليها يغيرون وجهتهم إلى مصر.

واشار عضو جمعية مستثمر بجنوب سيناء إلى انه بداية من شهر مارس المقبل ستبدأ التدفقات السياحية الكبيرة إلى جميع المدن السياحية المصرية والتى ستستمر حتى نهاية الموسم الصيفى. متوقعا ارتفاع اعداد السياح الوافدين لمصر هذا العام عن عام 2019 والذى بلغ فيه عدد السياح نحو 13.6 مليون سائح.

ومن جانبه قال الدكتور سعيد البطوطى المستشار بمنظمة السياحة العالمية وعضو مجلس إدارة الاتحاد الألمانى للسياحة «DRV» إن بورصة برلين السياحية لن تتأثر بانتشار فيروس كورونا بدليل أن حجم المشاركة الدولية ببورصة مدريد التى انتهت مؤخرا تجاوز عدد المشاركين فيها العام الماضى.

وأضاف البطوطى أن التعاقدات أيضا لن تتأثر فالكل يتعاقد مع الفنادق وشركات الطيران وموردى الخدمات السياحية أيا كانت الظروف.. مشيرا إلى أن التأثير فقط على معدل الحجوزات والرغبة فى السفر. لافتا إلى أن انتشار فيروس كورونا تسبب فى إلغاء حوالى مليون و750 ألف حجز على مستوى العالم للآن.

وأكد البطوطى أن مبيعات وكالات السفر الألمانية خلال شهر يناير الماضى انخفضت بنسبة 12,2% كما تراجعت إيرادات المبيعات بنسبة 0,5%، عن نفس الشهر من العام المنقضى كا انخفضت مبيعات الطيران أيضا خلال نفس الشهر (يناير 2020) بنسبة 17,6%، والإيرادات الناتجة عن مبيعات الطيران تنخفض بنسبة 7,2% وعدد تذاكر الطيران المصدرة تنخفض بنسبة 17,8% عن يناير من العام الماضى. فى حين أن مبيعات الرحلات البحرية قد ارتفعت بنسبة 6,3% عن يناير من العام الماضى.. لافتا إلى أن معدل الطلب على السياحة بشكل عام خلال يناير 2020 قد تراجع بنسبة 5,8% مقارنة بشهر يناير من العام الماضى والحجوزات التراكمية المبكرة للفترة من الآن وحتى أكتوبر 2020 تراجعت بنسبة 3,9%.

وأشار عضو مجلس إدارة الاتحاد الألمانى للسياحة إلى أن حجم التعاقدات ببورصة برلين السياحية بلغ نحو 7 مليارات يورو العام الماضى.