المحتوى الرئيسى

في ذكرى ميلادها.. ماري منيب كيف حملة رسالتها في معالجة مشكلة «الحماة» في السينما المصرية؟

02/11 12:22

في 11 فبراير عام 1905، ولدت الفنانة ماري منيب في لبنان، واسمها الحقيقي ماري سليم حبيب نصرالله، ثم انتقلت مع أسرتها إلى مصر التي أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر ممثلي الكوميديا فيها، وحتى الآن لا تزال ماري موجودة بصوتها المميز وضحكتها المختلفة، وأدوارها التي أمتعت الجمهور بها لسنوات سواء على خشبة المسرح أو شاشة السينما، ورحلت أشهر حماة في السينما في 12 يناير عام 1969.

بدأت ماري مشوارها الفني في عمر 14 عاما، عندما بدأ التمثيل سنة 1920 على مسرح علي الكسار بروض الفرج، ثم انتقلت في ثلاثينيات القرن الماضي، تحديداً في عام 1935، إلى فرقة نجيب الريحاني، بعدما رشحها الفنان بديع خيري لدور الحماة في رواية للريحاني.

وفي ذكرى ميلادها نعود إلى ما قبل وفاتها بـ10 أعوام، عندما كتب عنها الصحفي والكاتب فهمي حسين مقال بعنوان "المسرح العربي.. ماري منيب" في عدد مجلة الغد في مارس 1959، وبدأ المقال بكلمات ماري منيب نفسها: "إن نشوة الكسب والشهرة ربما تفقد الفنان الصادق مع حياته وفنه، وبالتالي مكانته لدى الناس فعندما يفيق لنفسه لا يملك غير أن يتملق لينتزع من الناس الذي فقده...".

ثم قال: "الفنان الذي يضحكنا بقدر ما يضحكنا على أنفسنا بقدر ما يعلمنا وقد تعلمنا من مضحكينا الكثير، وانتقينا منها ما ضحكنا بأنفسنا عليه ولنحيد عنه ونتفاداه ثم ننتقده في الناس ولست أشك في أن السخرية من سلوك معين هي أفضل تهذيب لهذا السلوط، وإن المشكلة العائلية التقليدية في مجتمعنا هي الحماة وأصل المشكلة هو فعلا الحماة نفسها ومنذ وقفت الفنانة ماري منيب على خشبة المسرح وهي تحمل رسالتها في معالجة هذه المشكلة".

ركز المقال المنشور للقصاص والصحفي فهمي حسين على علاقة ماري بكلاً من نجيب الريحاني وسيد درويش على الأخص، فقال: "وطالما أضحكتنا ماري منيب ولكنها هي نفسها تقول إن أحداً في الدنيا لم يضحكها هي نفسها مثلما كان نجيب الريحاني، لقد أضحكها وهو يعلمها كيف تضحك الناس هو أستاذها الذي بقدر ما أضحكها بقدر ما تنساب الدموع من مقلتيها إذا جاء ذكره، إنها تبكي حتى لتحس بالحرج".

ويحكي على لسانها في المقال ما قالته عن الريحاني: "إن أفضل تخليد لفنان رحل هو أن تستمر رسالته بالنسبة للناس وأنها وزملاءها يخلدون ذكرى أستاذهم الفقيد كل ليلة عندما يزاح الستار ويصفق الجمهور، ثم ما يلبث أن يفرق في ضحك متواصل ففرقة الريحاني تحمل الاسم الذي كان وما زال بمجرد ذكراه تنفرج الشفاه عن الابتسام، وذلك حقاً هو الخلود اللائق".

وهو ذاته نفس رأيها عن الفنان سيد درويش، وينقل فهمي رأي ماري عن تخليد اسم سيد درويش في كلامها: "إنه ينبغي أن يخلد سيد درويش بسيد درويش نفسه بفنه الخالد فعلاَ وليس يكفي أن تعد أعماله وتقدم من أستوديوهات الإذاعة وإنما الأجدر بهذه الأعمال أن تقدم على خشبة المسرح هذه الأعمال التي بذل الفنان لخالد طاقته ليضع بها أساساً لبناء ليس ينبغي أن يتوقف بعده ولقد توقف البناء الذي وضعه...".

ويذكر الكاتب أن ماري، تتلمذت على يد سيد درويش وأدت بدور البطولة –ست الدار- في روايته "العشرة الطيبة" وأدت ألحان سيد درويش، وهي تقول إنه لو عاش هذا الفنان لكانت لدينا اليوم ثروة من الألحان وثورة في عالم الأنغام، وقال الكاتب: "هي تسهم بكل طاقتها في تخليد أستاذها الريحاني وتتمنى لو يتيح لها الإسهام في تخليد سيد درويش بنفس الأسلوب... وعندما مات الريحاني قررت ماري أن تعتزل التمثيل لكن بديع خيري أقنعها بأن في استمرارها على المسرح استمراراً وامتداد لرسالة الريحاني وفنه".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل