المحتوى الرئيسى

أبناء ماسبيرو والدخلاء

02/07 10:48

من الصعب على الابن الشرعى ان  يعيش لحظة نزع بنوته من ابيه رغما عنه . كما من الصعب ان لم يكن من المحزن ان يرى بيته الذى نشأ فيه وترعرع يستقدم اخرون ويطلب منهم ان يعيدوا ترتيبه بزعم ان البيت قد هرم وبحاجة الى اعادة بناء . فى ماسبيرو بيتنا العتيق نشأنا وبدأنا واقتربنا من طى اوراقنا ولكن يأبى اولى الامر ان يجعلوا بيتنا حاضنا لنا مواصلين فيه مسيرة عطاء تحملنا فيها العمل ليل نهار من اجل وطننا ، وعانينا من التعامل بأجهزة متهالكة ونخرج من خلالها اعمالا خالدة تكمل مسيرة من سبقونا فى ماسبيرو العظيم . ذلك المبنى ليس مجرد حوائط وجدران يتخيل كل من هب ودب ان تطويره يكون بطلاء هذه الحوائط والجدران وهنا يكمن الخطر والخطأ لان مبنانا العملاق هو مزيج من المشاعر والارواح التى عاشت وتعايشت فى هذا المكان العملاق ، ماسبيرو  بتاريخه العتيد يقول للكل ان ماضيه وحاضره سلاسل متواصلة تتطلع لمستقبل يليق برموز الاعلام المحفور اسمهم فى سجل ماسبيرو العتيق ، وتاريخهم مشهود له بالعطاء والاخلاص .

 ولاندرى نحن ابناء ماسبيرو الاصرار المتواصل على استخدام لفظة تطوير من حين لاخر وتهميش ابناءه وجلب الاغراب بدعوى التطوير والتحديث ، مع العلم ان اهل مكة ادرى بشعابها ، وايضا فشل هذه التجربة مرات  وضياع كل ماصرف عليها سابقا سدى . والادهى والامر ان يتم الاعلان بصوت القادمين ومعظمهم من خارج ماسبيرو ويقول احنا ابناء ماسبيرو احنا التلفزيون المصرى !! وقع هذه العبارات علينا كأبناء ماسبيرو يوازى مااحدثه الرئيس الامريكى دونالد ترامب من تأثير على الفلسطينين باعلانه صفقة القرن وفيها ينزع منهم املهم بالعاصمة الابدية لبلادهم القدس ، مرار عالق وحزن متغلغل ذقناه من صدى هذا البرومو ، وليس هذا فقط بل بالاعلان عن توقف نشرة التاسعة التى تعد  امنا قوميا كما علمنا استاذتنا السابقين والحاليين ، بهذا الاتجاه ماعليك الا ان تنادى بأعلى صوت لك وتقول من مصلحة من تلغى نشرة التاسعة او تستبدل بعمل اخبارى يتصدره اعلامى له رصيد فى الفضائيات كان يسمح له بابداء رفضه لهذا التطور والتطوير الذى يزيح عمودا اخباريا مقابل احلال برنامج بمسمى التاسعة يسير على نهج التوك شو او المكلمخانة .

 والطامة الكبرى ان التطوير القادم بعد ايام قليلة سيسحب من غرفة الاخبار التى عاشت عمرا مسئولة عن النشرات والاخبار سيسحب منها مهامها للقادمين الجدد من كل صوب وحدب ومن فضائيات وجرائد؛   وطرق اختيارهم لايعلمها الا اولى الامر واصحاب الطريقة . يبدو ان مبنانا العتيق تعد له العدة للتأكيد على مفهوم يراد  فرضه منذ فترة ليست بالطويلة وهو تفريغه والحديث عن كونه عبئا وحملا ثقيلا ان الاوان لوضعه والتخلص منه وممن فيه بصورة او بأخرى .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل