المحتوى الرئيسى

تونس- سعيّد بعد مائة يوم ما زال دون حكومة!

01/31 13:47

لم تكُن علاقة قصر قرطاج بالإعلام دائماً جيّدة منذ أن وصل قيس سعيّد (61 عامًا) الجامعيّ المتخصّص في القانون الدستوري إلى الحكم. وهو أطلّ (الخميس 30 كانون الثاني/ يناير 2020) أمام الصحافة، في حوار بثّه التلفزيون الحكومي وتحدّث فيه للمرّة الأولى منذ أدائه اليمين الدستوريّة في 23 تشرين الأوّل/ أكتوبر عن حصيلة عمله، وأقرّ بوجود أخطاء لناحية الاتّصال.

 لم يُخاطب سعيّد التونسيّين إلّا في مناسبات قليلة، وهو الذي ركّز حملته الانتخابيّة على الدفاع عن لامركزيّة القرار السياسي وانتقاد طبقة سياسيّة حاكمة لم تنجح في إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب في البلاد منذ ثورة 2011.

 برز اهتمامه الشديد بهذين الملفّين بالرغم من أنّ صلاحيّاته الدستوريّة تقتصر على العلاقات الدبلوماسيّة والأمن القومي.

وترعى "مبادرة مناظرة" وهي مؤسسة غير حكومية ألمانية، سلسلة من الحوارات المفتوحة في القنوات الاعلامية التونسية بدء من فترة الانتخابات وصولا إلى أحدث مقابلة جرت الليلة الماضية مع الرئيس قيس سعيّد.

 وأبدى سعيّد الخميس استعداده للاعتذار باسم الدولة عن التجاوزات التي طالت في السّابق ضحايا حقوق الإنسان في البلاد، قائلاً إنّه "لن يتأخّر في ذلك".

 وكانت "هيئة الحقيقة والكرامة" المكلّفة بملفّ تجاوزات حقوق الإنسان في الفترة الممتدّة بين 1955 و2013 قد حدّدت هذه التجاوزات وضمّنت في تقريرها الختامي الذي نشرته أواخر 2018 توصياتٍ من بينها وجوب تقديم اعتذار رسمي من الرئاسة التونسيّة.

 أمسك سعيّد بملفّ ليبيا وقابل في خصوصه ممثّلين دبلوماسيّين ورؤساء دول فاعلين فيه، على غرار الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان ومسؤولين أوروبيين. ولكن لم يغفل في المقابل فتح أبواب الرئاسة لاستقبال شباب عاطلين عن العمل من المناطق الداخليّة في البلاد بحث معهم مقترحاتهم لحلّ أزمة البطالة.

 ولم تُتّخذ أيّ إجراءات عمليّة إثر لقائهم، لكنّ سعيّد طمأنهم في انتظار حسم تشكيل الحكومة المقبلة التي توكَل إليها هذه المهام.

 وأعلن سعيّد في حواره أنّه بصدد التحضير لإنشاء مركب صحّي ضخم في مدينة القيروان (وسط) لتقريب الخدمات الصحّية من سكّان المناطق الداخليّة، معتبرًا ذلك أولويّة لديه.

"ليست هناك حكومة، وبذلك، هناك بطء في عجلة الدولة"

 يقول المحلّل السياسي يوسف الشريف لوكالة فرانس برس "ليست لدينا فكرة محدّدة عن استراتيجيّته، وليست هناك حكومة. وبذلك، هناك بطء في عجلة الدولة".

 إلى ذلك، فإنّ غياب برنامج سياسي واضح المعالم، خصوصًا إثر الانتخابات النيابيّة التي أفرزت برلمانًا بكتل نيابيّة مشتّتة، يزيد من تعقيد الوضع في البلاد.

 وجد سعيّد نفسه ملزمًا دستوريًّا بتكليف شخصيّة لتشكيل الحكومة إثر فشل مرشّح حزب "النهضة" الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان مطلع كانون الثاني/يناير.

 وقال سعيّد في حواره "هم (الأحزاب) يتحمّلون تبعات الأزمة، والحلّ احترام كامل لنصّ الدستور".

 وأكّد في السياق ذاته "لستُ في صدام مع أحد، ولكن إذا اقتضى الأمر ذلك، سأكون ملزمًا بطبيعة الحال بتطبيق الدستور... إذا تعثّرت المشاورات والمفاوضات التي طالت أكثر من اللزوم، على كلّ طرف أن يتحمّل مسؤوليّته، والمرجع هو النصّ الدستوري" والدعوة إلى انتخابات مبكرة.

 اشترط الرئيس التونسيّ خلال دخوله في مشاورات سياسيّة مع الأحزاب قبل ترشيح وزير المال الأسبق إلياس الفخفاخ، أنْ تُقدّم الأحزاب والكتل السياسيّة مقترحاتها "كتابيًا" تجنّبًا لهدر الوقت.

 لم يكُن الفخفاخ مرشّحًا من حزب "النهضة" ذي المرجعيّة الإسلاميّة (54 مقعدًا من أصل 217) وحزب "قلب تونس" (38 مقعدا)، ولكنّه أكّد منذ الظهور الأوّل له في الإعلام أنه يستمدّ شرعيّته من الرئيس سعيّد دون سواه.

 طلب سعيّد من الفخفاخ أن يأخذ بالاعتبار في برنامج عمله "أنّاة العاطلين عن العمل وأنّاة الفقراء".

بينما أنحى بعض المعلقين وخصوصا على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي باللائمة على دور الإعلام. ورأى المدون المعروف "الأمين البوعزيزي" على صفحته بفيسبوك أن "الحوارات تستمد قوتها من المُحاوِر الذي يطرح مشاغل وأسئلة الناس، لا من المُحَاوَر":  

سيناريو رفض البرلمان لحكومة الفخفاخ يبقى قائمًا

 لكن يبقى سيناريو رفض البرلمان لحكومة الفخفاخ قائمًا، وأمام سعيّد إمكانيّة حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات نيابيّة مبكرة بداية من منتصف آذار/ مارس، على ما ينصّ الدستور التونسي في الفصل 89.

 دبلوماسيًّا، يؤكّد الرئيس التونسي أنّه "ليس معزولاً" وأنّ بلاده تشكّل "قِبلةً للدبلوماسيّة"، في إشارة إلى تواتر الزيارات الرسميّة لرؤساء الدول والوزراء من الخارج خلال الفترة الأخيرة.

 ويقول الشريف في هذا السياق "بدأنا نرى نوعًا من الحفاظ على السيادة"، معلّلاً ذلك برفض تونس الدخول في حلف مع أنقرة في خصوص الملف الليبي، إضافة إلى رفض دعوة وجّهتها برلين في منتصف كانون الثاني/يناير للمشاركة في المؤتمر الدوليّ حول ليبيا لأنّها وصلت "متأخّرة".

وبتزامن مع أول ظهور إعلامي للرئيس قيس سعيد على وسائل الإعلام التونسية، أطلقت منظمة"أنا يقظ" غير الحكومية التي تهتم بقضايا الشفافية، مبادرة أطلقت عليها"سعيد ميتر" كمقياس لتقييم أداء الرئيس سعيّد بعد مرور مائة يوم على توليه الرئاسة، ورسمت من خلاله المنظمة سجلا سلبيا على الصعيدين الداخلي وفي السياسة الخارجية. 

 إلى ذلك، انتقد الرئيس التونسي الذي وضع الملف الفلسطيني في مقدّم اهتماماته خلال الانتخابات، الخطّة التي اقترحتها الإدارة الأميركيّة من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، واصفًا إيّاها بأنّها "مظلمة القرن"، وقائلاً "أُكرّرها، هي خيانة عظمى".

 لم يُجر الرئيس التونسيّ أيّ زيارة رسميّة في انتظار تشكيل الحكومة، إنّما زار مسقط فقط لأداء واجب العزاء إثر وفاة السلطان قابوس، وسيزور الجزائر الأحد للبحث في الملف الليبي مع الجارة التي تشاطر تونس الموقف نفسه والمتمثّل في الدعوة الى تجنّب التدخّلات الخارجيّة في الأزمة الليبية.

 ظهر حرص سعيّد على حفظ السيادة الوطنية جليًّا في حملته الانتخابية، وفي خطابه خلال أداء اليمين.

 غير أنّ رفض تونس لدعوة ألمانيا للمشاركة في مؤتمر برلين والتي جاءت متأخّرة أثارَ انقسامًا لدى الرأي العام، إذ اعتبره البعض مفخرةً للدبلوماسية التونسية، بينما وصفه آخرون بالقرار المتسرّع.

 كما أثار استقبال سعيّد مجموعة يتامى من أبناء الجهاديين التونسيين في ليبيا، انتقادات واسعة، وأظهر في المقابل التزامًا من السلطات بهذا الملف الذي طالما تجنّبت الخوض فيه.

م.م/ ح.ز (أ ف ب)

يحتفل التونسيون اليوم في الذكرى التاسعة لثورتهم التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، و انتقلوا بذلك لنظام ديمقراطي يكفل لهم حرية التعبير ويتطلعون لتحسين الأوضاع المعيشية بعد أن وصلت نسبة البطالة لـ 15.1 في المائة ونسبة الديون 74 في المائة ويبقى السؤال هل تخبئ الأعوام المقبلة أوضاع أفضل للتونسيين؟

بعد تسميته من حزب النهضة لتشكيل حكومة جديدة، فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان بعد حصوله على72 صوت مقابل 134 صوتوا ضد منحه الثقة، لتبقى الآن الكرة في ملعب الرئيس قيس سعيد الذي بدوره سيطرح الاسم الجديد بعد مشاوراته مع الأحزاب والكتل النيابية بحسب الدستور التونسي.

أعلنت الهيئة المستقلة للإنتخابات في تونس فوز سعيّد بفارق كبير على قطب الإعلام نبيل القروي في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019)، بانتظار إعلان النتائج الرسمية. سعيّد رجل القانون، المستقل، "ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا خاض حملته الإنتخابية بوسائل متواضعة تحت شعار"الشعب يريد"، يعد فوزه زخما جديدا للثورة في مهد الربيع العربي.

زغاريد وألعاب نارية وهتافات ميّزت المشهد في جادة الحبيب بورقيبة في تونس ليل الأحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019) إثر إعلان فوز أستاذ القانون قيس سعيّد برئاسة البلاد بنسبة 72,71 في المائة متقدما على منافسه رجل الاعلام نبيل القروي بفارق كبير. بالنسبة لكثيرين من شباب تونس والذين صوتوا بكثافة لصالحه، يشكل سعيّد حلمهم بإستعادة المبادرة بعد ثماني سنوات عجاف إقتصاديا وإجتماعيا، أعقبت الثورة التي قادها شباب.

نظمت تونس الأحد (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) انتخابات تشريعية جديدة. وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة 41.3 في المئة، في إقبال وصفه رئيس الهيئة نبيل بفون "بالمقبول". غير أن هذه النسبة أقل من تلك التي سجلت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وكانت 49 في المئة. ويرى مراقبون بأن النتائج تظهر تصويتا عقابيا أو عزوفا عن المشاركة.

قبل الإعلان رسميا عن نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية قال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" الإسلامية عماد الخميري إن حركته "متفوقة في الانتخابات بحسب المعطيات الأولية". وأظهر استطلاعا رأي لمؤسستين تونسيتين أن "النهضة" ستحصل على 40 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغة 217 نائباً.

وبدوره قال حاتم المليكي المتحدث باسم حزب "قلب تونس"الذي يوجد رئيسه في السجن بتهم تتعلق بقضايا فساد، إنّه "بحسب النتائج الاولية يتصدر قلب تونس الانتخابات التشريعية اليوم. إنه الحزب الفائز على مستوى مقاعد البرلمان". لكن الاستطلاعين يشيران إلى أن الحزب سيحصل على ما بين 33 و35 مقعداً.

وأشار الاستطلاعان أيضا إلى أن "ائتلاف الكرامة" برئاسة المحامي المحافظ سيف الدين مخلوف سيحل ثالثا، وسيحصل على ما بين 17 و18 مقعداً. وتنذر هذه التقديرات، في حال ثبتت صحّتها، بمشهد برلماني مشتت سيكون من الصعب خلاله تشكيل إئتلاف حكومي. وتنتظر البرلمان الجديد ملفّات حسّاسة ومشاريع قوانين أثارت جدلاً طويلاً في السابق وأخرى عاجلة أهمّها إحداث المحكمة الدستورية.

تحققت المفاجأة في انتخابات الرئاسة بتونس، وفاز أستاذ القانون قيس سعيد وقطب الإعلام نبيل القروي المحتجز بتهمة غسل الأموال في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد 15 سبتمبر أيلول في تونس. وحصل سعيد على 18.4 بالمئة من الأصوات بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.6 بالمائة، ومنيت الأحزاب الكبرى بهزيمة مدوية في الإنتخابات التي جرت في إطار النزاهة والحرية وسط إشادة أوروبية ودولية.

أعلنت الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات بلوغ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة 45.02 بالمئة. وقال رئيس الهيئة نبيل بافون، إن النسبة تعتبر مقبولة مقارنة بالإحصائيات قبل غلق مكاتب الاقتراع. وبلغت نسبة المشاركة في الخارج 19.7 بالمئة.

في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وفي ولاية سيدي بوزيد، أضرم محمد البوعزيزي البائع المتجول النار في نفسه بعد اتهامه لشرطية بإهانته. عقب وفاته وقعت مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة امتدت لباقي البلاد لتندلع الثورة التونسية في 14 يناير/كانون الثاني 2011 طالب خلالها المتظاهرون برحيل الرئيس زيد العابدين بن علي وإسقاط نظامه اعتراضاً على الانسداد السياسي وتدهور الاقتصاد، ليهرب بعدها بن علي إلى السعودية.

في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تم انتخاب "المجلس الوطني التأسيسي التونسي"، وتم تشكيل "الترويكا" وهي ائتلاف حاكم رئاسي وحكومي وبرلماني مكون من ثلاثة أحزاب ذات أغلبية وهي حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي لليبراليين. وانتخب المجلس التأسيسي بدوره المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية فيما تولى حمادي الجبالي رئاسة الحكومة ومصطفى بن جعفر رئيسا للمجلس التأسيسي.

تسبب اغتيال المحامي شكري بلعيد المعارض الشرس لحزب النهضة، بالرصاص في 6 شباط/فبراير 2013 أمام منزله، واغتيال محمد براهمي السياسي والنائب المعارض في المجلس التأسيسي في إحداث هزة بالبلاد. على إثر الاغتيالات استقالت حكومة حمادي الجبالي وشهدت البلاد مظاهرات دعت إلى إحقاق العدالة في القضيتين.

دفعت إطاحة الجيش بأول رئيس مصري منتخب البعض في تونس لتوجيه دعوات لدخول الجيش المشهد السياسي وتغيير الأوضاع، وهو ما وصفه المرزوقي بـ "المحاولة الانقلابية". لكن الجيش التونسي أعلن نأيه بنفسه عن الجدل السياسي والتزامه بواجبه كما حدده الدستور، وتعهد للمرزوقي بالدفاع عن الجمهورية والنظام السياسي، ورفضت قوى المجتمع المدني وقطاعات عريضة من التونسيين المشاركة في مظاهرات سُميت "الرحيل" بهدف تغيير النظام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل