المحتوى الرئيسى

في ذكرى وفاته.. كيف أَرَّخ حسن الإمام حياة المصريين بقصص الراقصات؟

01/29 13:09

حسن الإمام هو مخرج سينمائي له رصيد فني كبير وصل لأكثر من 80 فيلم بداية من عام 1947 وحتى وفاته في يناير عام 1988، وهو مواليد عام 1919 من أسرة ميسورة الحال تغيرت أوضاعها بعد موت الوالد فعمل الإمام في وظائف مختلفة حتى عمل مساعد مخرج لعدد من المخرجين الأوائل في السينما.

واجه حسن الإمام الكثير من الانتقادات التي طالته بسبب إفراده مساحة لشخصيات الراقصات في كثير من أفلامه، وتهمه البعض بإفساد روايات أديب نوبل نجيب محفوظ –الثلاثية- بعد ما أبرز جوانب معينة فيها وتجاهل أخرى، وبالرغم من اتفاق واختلاف البعض عما قدمه، يظل للإمام بصمة هامة في السينما المصرية.

يقول الكاتب محمود قاسم في إحدى مقالاته: "نجح المخرج حسن الإمام في كتابة التاريخ من خلال قصص أشهر الراقصات"، وهو ما تناوله أيضا في كتابه "الأفلام التاريخية في السينما المصرية" تحت عنوان تاريخ سجلته الراقصات.

ويقول في مقدمته: "لا يمكن إنكار أو تجاهل أن مراحل مهمة في تاريخ مصر الحديث قد تم تسجيلها وتدوينها سينمائيا من خلال راقصات الوطن، وأيضا بنات لياليه وعاهراته، ويمكن رصد هذه السمة في أفلام عديدة أخرجها حسن الإمام وهى سمة لم تتبين بنفس الوضوح لدى أغلب السينمائيين الآخرين، ولقد توقف المخرج عند أماكن بعينها في مصر وبشكل خاص في القاهرة".

وأكمل : "لا نستطيع أن نجزم أن المخرج كان يود بالفعل أن يؤرخ للوطن في تاريخه الحديث، ولكن أفلامه صنعت الآن في مجموعها ظاهرة يمكن من خلالها التعرف على تاريخ الوطن في العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين، خاصة أن هؤلاء الراقصات عشن فعلا في الواقع وارتبطن برجال سياسة وأشخاص في قمة الهرم الاجتماعي".

ويشير محمود قاسم إلى أن هذه الظاهرة بدأت مع نشر رواية شفيقة القبطية في بداية الستينيات، والتي وصف فيها الكاتب جليل البنداري تاريخ حياة الراقصة، وكيف بدأت من بيئة شعبية ثم تم اكتشافها وصارت في قمة المجتمع الفني.

وذكر قاسم في كتابه بعض ما كتب عن حسن الإمام في هذا الجانب: "كان متسقا مع نفسه فهو يقدم الصورة التي عاشها، وأدرك بواطنها وخوافيها لعالم الليل وحياة مصر في ذلك الوقت وهو مؤمن بهذه القضية التي يقدمها، قضية المرأة المغلوبة على أمرها والمجتمع الظالم لها، والحنين للماضي قد يكون مدخلا مناسبا لاهتمام حسن الإمام بهذا العصر ونجومه وكواكبه، عصر كان يحمل أكبر الأسماء الفنية التي صنعت نهضة فنية في المسرح والغناء والموسيقى، ولكن الأكثر صدقا أن الإمام عايشه معايشة تامة في شوارع محمد علي وعماد الدين، وشاهد ما يجري داخلها ورأى على الطبيعة الصورة التي تطفوا على السطح بعد انطفاء الأنوار وسقوط الألوان من على الوجوه وصمت الموسيقى ويبقى من صورة الفنان حقيقة الإنسان".

ويصنف فيلم "دلال المصرية" الذي أخرجه الإمام عام 1967 أنه ليس فيلم عن حياة راقصة لكنه فيلم تاريخي، وذكر قائلاً: "المخرج نجح تماما في أن يخلق ويقدم واقعا مصريا 100 % لمصر في أواخر العشرينيات فالبيئة المصرية واضحة تماما في الأحداث والأماكن والشخصيات، بيت اللهو واللذة والمجتمع الارستقراطي وحفلاته الصاخبة وبيت دلال قبل تحولها والتصوير الحقيقي لبؤس واقع الحياة في الريف والجسد المليء بالصخف والحياة والحركة في بيت فاطمة القللي ونساؤه وشخصياته المختلفة المتنوعة وأغانيه وموسيقاه وملابسه الملائمة والألوان والإضاءة، كل هذا نجح الإمام في إعادة صياغته وبعثه واستطاع أن يجعلنا نعيش فيجو أقرب إلى الحقيقة".

وذكرت مجلة الفنون في عددها الصادر في يونيو عام 2013 "إذا كان الراحل حسن الإمام قد أخرج أكثر من 80 فيلما روائيا فقد حولها جميعا إلى ميلودراما شعبية حتى ثلاثية الروائي الكبير نجيب محفوظ الشهيرة وزقاق المدق بحيث تحولت الروايات المهمة إلى مواقف ميلودرامية، كما تعمد اختيار الأعمال الأدبية الأجنبية القائمة على الميلودراما مثل بائعة الخبز المأخوذة عن رواية مدام إكس الفرنسية".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل