المحتوى الرئيسى

«الكيلاس» قصص بأيدي طلاب «تانية إعدادى»: «كان الهدف تعليمهم كتابة التعبير» - المصري لايت

01/27 01:01

إحياءً للغة العربية ورغبة منه فى تقريبها إلى الطلاب، ودفعهم إلى حبها بطريقة غير معتادة، لم يكن هناك بدا سوى البحث عن أسلوب جديد لتدريبهم على تدوين موضوعات التعبير بشكل مختلف، وعلى هذا المنوال علمهم كتابة القصص القصيرة، إلى أن وجد نفسه أمام مجموعة قصصية تضم ما كتبه الصغار تحت مسمى «الكيلاس»، بل وتُعرض نُسخَه الأولى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.

ما سبق هو ما نجح فيه 19 طالبًا بمدرسة «جراند» للغات فى محافظة الإسكندرية، بمساعدة معلم اللغة العربية عبدالله مجدى فى تعليم طلاب الصف الثانى الإعدادى كتابة موضوع التعبير، ولقى دعمًا من مديرة المدرسة كذلك، وهو ما يروى تفاصيله خلال حديثه إلى «المصرى لايت».

ينوه «مجدى» إلى أن الفكرة لم تكن وليدة اللحظة، بل هى ترجع إلى 4 سنوات ماضية عمل فيها مع هؤلاء الطلاب، وبموجب إعداده لرسالة الماجستير فى الفترة الحالية سبق أن حصل على عدة دبلومات لتطوير نفسه، ومن ثم عانى خلال تعليمه للطلبة من ضعف لغتهم العربية، بجانب سوء كتابتهم لموضوعات التعبير، وحينما استشار إحدى أساتذته نصحته بتغيير أسلوبه.

بدأ «مجدى» وقتها فى الاطلاع على ألوان الكتابة المختلفة، كان من بينها القصة، والتى رأى فيها إمكانية تدريب الطلاب عليها لسهولة فنياتها حسب قوله، مردفًا: «دخلت الحصة وكتبت سطرين مقدمة لقصة رعب، وقتها بالتزامن مع عرض مسلسل (ساحرة الجنوب)، وطلبت منهم إكمال القصة من أحداث وشخصيات رئيسية وثانوية وزمان ومكان، وبدأت التدريس معهم بشكل عملى».

لم تكن كتابات الطلبة مشجعة فى بادئ الأمر حسب رواية «مجدى»، لكن خطوة بخطوة أحبوا الفكرة حتى قالوا: «مش عاوزين تعبير يا مستر.. عاوزين نكتب قصة»، ولأن كتابة التعبير ركن أساسى فى امتحان اللغة العربية بدأ فى تدريسه مرة كل أسبوعين، على أن يتبع الحصة التالية مباشرة بتعليم لكتابة القصة.

تغيرت طريقة تعليم كتابة القصة بمرور السنوات، فأصبح الطلاب هم من يكتبون المقدمة بعد عرض عدد من العناوين من جانب «مجدى»، والذى أعرب عن أن فكرة نشر الكتاب فى مجموعة قصصية لم تخطر على باله: «هدفى الأساسى كان حبهم للغة والكتابة بالعربية الفُصحى، وكان هدفى أن تكون حصة التعبير مسلية، وإثبات لمن هم فى نفس سنهم من إمكانية الكتابة والنشر».

وحينما ارتفعت درجة احترافية الطلاب فى كتابة القصص تساءل «مجدى»: «ليه ما نبدأش فى المشروع من أول السنة الجديدة؟»، ومن ثم كان العمل بدايةً من سبتمبر الماضى وعرضه على إدارة المدرسة التى دعمته.

فوجئ «مجدى» من عدم تحمس الطلاب للفكرة رغم أنها استثنائية، فمنهم من شرع فى الكتابة وآخرون لم يعجبهم ما دونوه، والبقية بدأت فى التأليف مع بعض التعديلات من قِبَله، وهو ما مثل تشجيعًا لهم إلى درجة إنتاج بعض الطلاب لـ3 قصص وقصتين.

ويتنوع مضمون القصص الـ30 المجمعة بالكتاب ما بين التاريخية والرومانسية، والمحاكية لحياتهم الشخصية والرعب، والقضية الفلسطينية كذلك، وحينما عرضها «مجدى» على البعض قبل اطلاع الناشر عليها فوجئوا من محتواه الذى يناسب من هم أكبر من فئتهم العمرية.

وفى نهاية الكتاب قصة لـ«مجدى»، وهو من شارك سابقًا فى مجموعة قصصية باسم «إعادة اكتشاف الجنون»، لكنها بنهاية مفتوحة، حتى يتسنى للقراء إكمالها ومن ثم يرسلوها إلى صفحة المدرسة عبر موقع «فيس بوك».

من جانبها، تقول لمياء عزيز، مديرة مدرسة «جراند» للغات بمحافظة الإسكندرية، إن الفكرة جاءت من رغبة المعلم عبدالله مجدى فى تطوير الطلاب فى كتابة التعبير، وتحولت إلى أسس تعلم كتابة القصة، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل امتد إلى أن تعكف طالبتين على رسم صور تعبيرية لكل قصة، والأخرى صممت غلاف المجموعة.

وتضيف «لمياء»، لـ«المصرى لايت»، أن المجموعة لقيت صدى واسعا وهو ما وضح خلال حفل التوقيع بمعرض الكتاب، خاصةً أنها نتاج مجهود 19 طالبًا، ولا يتعدى عمرهم 13 عامًا بموجب دراستهم بالصف الثانى الإعدادى.

وجاء تطبيق الفكرة بموجب اهتمام «مجدى» بالقراءة والكتابة، حتى استأذن «لمياء» فى إنتاج كتاب يضم ما يكتبه الطلاب، وهو ما سعت إلى تنفيذه بعد ورشة عمل بدأت من سبتمبر الماضى.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل