المحتوى الرئيسى

«المبدعة».. الوجه الآخر لمدير مدرسة سانت فاتيما

01/26 13:25

في السنوات الأخيرة أصبحت مدرسة سانت فاتيما الإعدادية والثانوية بالعباسية، صرحًا يحتذى به - ليس فقط على مستوى التعليم- ولكن بسبب المناخ العام السائد بين الطلبة والمدرسين، ما حولها إلى نموذج مصغر للمجتمع المدني.

يرجع ذلك إلى مديرة المدرسة، سوزان فوزي، التي وضعت خطة منذ عام 2012 وحتى الآن، بجعل سانت فاتيما بالعباسية تجربة رائدة تجمع بين العلم والعمل الإنساني في الوقت نفسه.

تقول «سوزان» في حوارها لـ«الدستور»: بدأت العمل كمدرسة علوم بمدرسة سانت فاتيما بمصر الجديدة، ووضعت هدف التعلم المستمر بالحصول على دورات تدريبية في كافة التخصصات التي تثقل خبراتي وتؤهلني للقيادة، ثم تدرجت في المناصب ولم أتوقف عن التعلم حتى حصلت على أكثر من 70 دورة تدريبية في مجالات منها القيادة، إدارة الوقت من الجامعة الأميركية بالقاهرة، وآخرها في الدراسة فى أكاديمية ناصر العسكرية العليا.

أهداف محددة.. المعلم والطلاب والمناخ التعليمي

اهتمت مديرة المدرسة منذ توليها الإدارة بالعمل على تطوير 3 محاور: المعلم، الطلاب، المناخ التعليمي، فبدأت في تنظيم دورات تدريبية للمعلمين لتحسين لغتهم الانجليزية على أيدي متخصصين من الجامعة الأمريكية، وحصلوا على شهادات اجتياز الدورات، بخلاف تنظيم تدريبات عن القيادة، وكيفية التعامل مع الطلاب في مرحلة المراهقة «الإعدادية والثانوية».

تشرح ذلك: ننظم الكثير من الفعاليات مثل جائزة فؤاد حبيب للعلوم والآداب، التي نشجع خلالها الطلاب على تقديم مشروعات في مجالات مختلفة، ثم اختيار مشروع من قبل لجنة تحكيم من المتخصصين الذين نوجه لهم الدعوات، وصاحب المشروع الفائز يحصل على مكافأة مالية، وكتابة فصل باسمه كتشجيع للطلاب، وفى العام الماضي صمم طالب لعبة إلكترونية لمرضى قصر النظر تساعدهم على تحسين نظرهم، حتى أن الفكرة لاقت استحسان وزارة التربية والتعليم، ومنحه الوزير طارق شوقي منحة دراسية لمدة أسبوعين في أمريكا مكافأة له على مشروعه.

لدى مديرة المدرسة سوزان خطة لتغيير الأجواء المدرسية عن طريق الفن، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية، تقول: «لدينا فريق مسرح عرائس حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية على مدار 4 سنوات متواصلة، كما أننا قمنا بتجربة فريدة، وهي محاكاة جلسة نقاشية داخل البرلمان المصري، قمنا فيها بمناقشة أزمات التعليم، وقدم الطلبات توصيات بمراجعة المناهج الدراسية وحذف «الحشو» بها، وكُتب ذلك في محضر المضبطة الخاصة بالبرلمان، ودونه دكتور علوم حميدة، عضو بلجنة التعليم في البرلمان، حتى أنه في العام التالي شملت إصلاحات التعليم حذف الكثير من المواد الغير هامة بالفعل».

ودشنت مديرة مدرسة سانت فاتيما، تجربة أطلقت عليها «ملتقى الخريجين» بحيث يحضر كل من تخرجوا من المدرسة على مدار السنوات السابقة، فى احتفال سنوي، يبدأ بوقوفهم في الطابور لتحية العلم، ثم التوجه للفصول التي تعلموا فيها، ومحاكاة يوم دراسي كامل مع أبنائهم وزوجاتهم، وأخيرًا تواصل الخريجين مع بعضهم فيما يشبه مجتمع مدني صغير، بحيث يوظف أصحاب الشركات منهم الباحثين عن وظيفة، والطبيب يعالج المرضى، وغيرها من الخدمات التي يقدمونها لبعضهم كل حسب تخصصه ومجال عمله.

تشير «سوزان» إلى حزمة من الأنشطة الإنسانية التي وضعتها على قائمة أولوياتها منذ توليها إدارة المدرسة، مثل تنظيم فعاليات للطلبة لزيارة المستشفيات ودور المسنين، وتجهيز بطاطين في الشتاء بالتعاون مع حملات تتبناها الإدارة المدرسية «شتاء دافيء»، وقضاء الطلاب يوم مع الأمن المركزي للتعرف على المهن الخاصة بحماية المواطنين في مصر، كما تطلب من الطلاب المشاركين في الفعاليات الكتابة عنها بعد العودة، ووضع ملصقات في المكتبة المدرسية بما تعلموه على مدار اليوم، لحث باقي الشباب والفتيات على المشاركة في زيارات مماثلة.

تقول: «الكثير من الطلبة تغيرت سلوكياتهم للأفضل، حتى أن أحدهم كان معروف بالشقاوة المفرطة، لكن بعد مشاركاته الخدمية المتكررة تعلم الهدوء والتعاون"، تشرح بعض النتائج: "أحدهم قال لي حين سألته ماذا استفدت من زيارتك لمستشفى مرضى السرطان: "تعلمت أشكر ربنا على كل النعم».

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل