المحتوى الرئيسى

مهدي برصاوي: "بيك نعيش" يبحث عن معني الإنسانية في وطنا العربي

01/26 15:15

"بيك نعيش" قصة إنسانية جمعت بين عدة خطوط وعكست العديد من مشكلات عالمنا العربي، وإستطاع المخرج الشاب مهدي برصاوي أن يقدم من خلال عمله الروائي الطويل الأول قصة بسيطة لكنها تحمل في طياتها الكثير، فهي بمثابة بانوراما سينمائية جمعت بين الحياة الإجتماعية والمشكلات السياسية في عالمنا العربي.

واستطاع برصاوي أن يحفر إسمه بين أهم مخرجين المنطقة العربية في وقتنا الراهن وذلك بعد بيع فيلمه لأكثر من 20 دولة منها الصين، بالاضافة الى مشاركته في أكثر من 60 مهرجان عالمي، خلال 4 أشهر فقط من العرض الأول لـ"بيك نعيش". وحصد من خلاله على نحو 20 جائزة دولية منها جائزتان من مهرجان فينسيا، جائزة من المهرجان الفرانكفوني ببلجيكا، وتنويه له في مهرجان قرطاج، كما حصد الفيلم على ثلاث جوائز خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيره وهما: "جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة آفاق السينما العربية، وجائزة أفضل فيلم عربي، وجائزة الأمم المتحدة للسكان". وأخيرًا تم عرض الفيلم على هامش مهرجان "كوستندروف للسينما والموسيقي" بصربيا، حيث إلتقي معه "في الفن" ليحدثنا عن العديد من كواليس "بيك نعيش" وغيرها من مشاريعه المستقبلية، فكان معه هذا الحوار..

في البداية عرفنا عن نفسك

أنا مهدي برصاوي مخرج ومونتير تونسي الجنسية، خريج المعهد العالي لفنون المالتيمديا في تونس قسم مونتاج، ثم حصلت على دبلومة للمونتاج من جامعة Dams ببولونيا في إيطاليا، وعملت 13 فيلم روائية قصيرة و"بيك نعيش" هو أول فيلم روائي طويل من تأليفي وإخراجي، وكان العرض الأول للفيلم في مهرجان فينسيا العام الماضي.

وقت ما بدأت عملى كمونتير سينمائي بدأت أشعر برغبتي في كتابة القصص وإخراجها على الشاشة، وهو الأمر الذي جعلني أتجه لاخراج أفلام قصيرة من تأليفي وإخراجي في بادئ الأمر، حيث أنني اؤمن بسينما المؤلف.

ومن أين جاءت لك فكرة فيلم "بيك نعيش"؟

حقيقة لا أعرف تحديدًا، لكنني طوال الوقت كنت مهتم بمعني "الأسرة" والروابط العائلية أمر يشغل تفكيري، حيث أنني عشت في أسرة لأشقاء من والدتي وكنت دائمًا أسمع كلمة "أخوات غير أشقاء" ومن هنا بدأ التساؤل يدور في تفكير ما معني هذه الكلمة وما يمكن أن يربط العائلة بعضها ببعض غير الروابط البيولوجية؟ وهل يمكن لأب أو أم أن يرتبطوا بأبناء غير بيلوجيين لهم؟ وهذا كان محور أحداث الفيلم المتمثلة في الأبن عزيز والأب فارس.

في فيلمك ظهرت العديد من المشاكل التى يعاني منها عدد من بلدان الوطن العربي.. لماذا كنت تقصد من إظهار هذا الكم من المشكلات في فيلمك الأول؟

أردت أن أعرض أننا أصبحنا نعيش في عالم بدأ يفقد الكثير من إنسانيته، وأصبح كل شئ مباح بيعه، حتى الأطفال وأحلامه وحياتهم، فرأينا كيف كانت تجارة الأعضاء تأتي على حساب أطفال ليس لهم ذنب غير أن بلادهم تواجه حرب او تعاني من فقر فأصبحوا بلا ثمن. وقصدت أن أظهر ذلك من خلال أرقام الأسرة التى توضع لكل طفل، ولم يظهر شكل الأطفال لأنهم بالنسبة للعالم الخارجي المتوحش فقط مجرد أرقام.

من جهة أخرى قصدت أن تظهر "فارس" بطل الفيلم بأخلاق الفارس الحقيقية هل هذا نوع من الإسقاط على عاداتنا وتقاليدنا الشرقية؟

ليس طوال الوقت كان فارس بمثابة الملاك الذي لم يخطئ، ففي وقت أن قرر أن يشترى أحد الأعضاء البشرية لينقذ إبنه من الموت، كان فارس قد تخلى عن إنسانيته لأنه بذلك يكتب شهادة وفاة طفل آخر، ولكنه في النهاية لم يستطيع المضي في هذا الطريق وإختار أن يرجع لطبيعته الإنسانية وأن يوصل الطفل لإمام الجامع ليرعاه، وهذا ما اريد أن اؤمن به أن انسانيتنا يجب أن تتنصر في آخر المطاف رغم ما نتعرض له من ضغوطات.

لكنك عرضت رد فعل مغايرة عن الواقع عند معرفته بحقيقة إبنه؟

هذا ما أردت ان أقدمه، أن الخطأ يمكن أن يحدث من الرجل والمرأة على حد سواء، وهذا هو العالم الذي أريد أن أحيا فيه عالم المساواه في الخطأ والصواب، فلا يمكن أن أغفر خطيئة لأحد لانه رجل فقط، فنحن كلنا انسان.. والإنسان معرض للخطأ، وليس معني أن المرأة أخطأت مرة أن تعاقب باقي عمرها وينظر لها نظرة فتاة الليل مثلًا، ففارس كان كل ما يريده من زوجته هو المصارحة فقط ولم يفكر في عقاب لها او عقاب إبنهما بخطيئتها.

حدثني عن فريق العمل وكيف كان إختيار الممثلين وأماكن التصوير

في البداية وقع إختياري على بطل العمل الفنان سامي أبو عجيلة "فارس"، وهو فنان كبير في فرنسا وقد حصد على عدة جوائز عالمية منها جائزة “César Award” وهي جائزة الفيلم الوطني لفرنسا (أوسكار السينما الفرنسية) كذلك أفضل ممثل في مهرجان كان عدة مرات، وهو لم يمثل في السينما العربية منذ 26 سنة، وقد أعجب بقصة الفيلم فور إرسالنا له وقرر العودة مرة أخرى للسينما التونسية.

أما البطلة نجلاء بن عبدالله "مريم" فكانت من خلال اختبار للممثلين، وهو ثانى دور لها في مشوارها الفني، أما الطفل يوسف خميري "عزيز" فهو أيضًا من خلال إختبار الممثلين.

وأماكن التصوير فكانت كلها في تونس، لأننى أقدم فيلم تونسي خالص عن حياة العائلة التونسية وأهديته للشعب التونسي.

وماذا عن ردود الفعل التى تلقيتها من الشعب التونسي تحديدًا؟

كانت ردود فعل إيجابية في أغلب المقايس، فقط تم عرض الفيلم للمرة الأولى في تونس يوم 15 من شهر يناير الجاري، حيث قررنا أن تكون أول دولة يتوزع فيها الفيلم تجاريًا هى تونس، وكان رد فعل الجمهور والحضور القوي للفيلم في جميع السينمات ايجابي وهو الأمر الذي أعتز به وأسعدني بشكل كبير، ومتوقع أن يستمر الفيلم في السينمات الى نحو 8 أسابيع مقبلة.

وماذا عن ردود الفعل السلبية التى تلقيتها

لم أتلق العديد من الردود السلبية، سوى من ناقد عربي واحد أوضح انني عرضت العديد من الموضعات في الفيلم وكان من الأفضل أن اركز على مشكلة واحدة.. لكنني لم اتفق مع وجهة نظره.

وماذا عن أصعب مشاهد تصوير العمل

تم تصوير الفيلم في 6 أسابيع، وأخذت التحضيرات نحو 8 أسابيع آخرين، أما الكتابه فقد أخذت منى 4 سنوات، وأصعب مشاهد الفيلم كانت الكمين مع قطاع الطرق، حيث أردت أن أقدمه بصورة طبيعية بقدر الإمكان وكانت الصعوبة ان كل المشهد تم تصويره من داخل السيارة فقط، مع وجود ثلاث شخصيات وطاقم العمل بالاضافة الى التوتر الشديد من المفرقعات وتكسير الزجاج كل هذا بالطبع اخذ كمشهد واحد وكان في غاية الصعوبة.

"بيك نعيش" إسم غير تقليدي لكنه يحمل الكثير من المعاني.. لماذا اخترت هذا العنوان لفيلمك الأول؟

في البداية أخذ منى اختيار العنوان الكثير من الوقت، لأنني لم أكن أريد أن أضع عنوان تقليدي، وكلمة "بيك نعيش" معني بها كل فرد من العائلة، فهي تمثل الأب الذي يقولها للأم والأبن، كذلك الأم والولد الصغير، فهي لا تمثل الأبن فقط لكن هم الثلاثه يعيشوا من خلال بعض ولبعضهم البعض.

مازالت عندي أفكار لكنني لا أريد أن اقدم عمل سريع فقط، أريد أن أقدم عمل قوى ومؤثر خاصة بعد نجاح "بيك نعيش"، كما أن كتابة القصة والسيناريو والتحضير للفيلم يأخذ العديد من الوقت، وهذه هى النوعية التى أريد أن أقدمها للجمهور، لكن كل ما أستطيع أن أقوله عن مشروعي المقبل بالتأكيد سيكون فيلم تونسي.

أمجد أبو العلاء: أعمل على كسر المألوف.. والجمهور السوداني متعطش لهذه الأفلام

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل