المحتوى الرئيسى

خالد الصاوي: أنا "فوضوي" في التعامل مع "الفلوس" وكدت أصاب بالجنون في إحدى فترات حياتي

01/25 10:01

طمأن الفنان الكبير خالد الصاوى محبيه على حالته الصحية بعد إصابته بالتهابات شديدة فى أحباله الصوتية، قبل أيام، بدرجة دفعت طبيبه المعالج لمنعه من الكلام لمدة أسبوع.

ويكشف «الصاوى»، فى حواره مع «الوطن»، تطورات حالته، ويتحدث عن فيلمه الجديد «الفلوس»، الذى يتصدر إيرادات أفلام منتصف العام، كما تكلم عن فيلميه «شريط 6» و«صندوق الدنيا» ومسلسله الجديد «القاهرة كابول»، ولم يخلُ الحوار من الصراحة فى آرائه التى تصل إلى حد الجرأة.

نودّ أولاً الاطمئنان على حالتك الصحية بعد إصابتك بالتهابات شديدة فى أحبالك الصوتية.

- أشعر بتحسن ملحوظ فى أحبالى الصوتية، نظراً لالتزامى بتعاطى الأدوية فى مواعيدها، واستجابتى لتعليمات الطبيب بعدم الكلام لمدة أسبوع، لا سيما أن إصابتى بهذه الالتهابات ليست وليدة اللحظة، حيث أعانى منها منذ فترة، وتداهمنى آلامها من حين لآخر.

معنى كلامك أنك تحاملت على نفسك لارتباطك بتصوير أعمالك الفنية الأخيرة؟

- لا أحب التعامل مع نفسى وكأنى «شمعة تحترق»، لأن تعبى قد يكون سببه أسلوب حياتى نفسها، بمعنى «إنى بآجى على صحتى لأنى حاسس إنها كويسة»، ولكن يُفترض حال شعورى بشىء ينبئ عن خطر ما، الانتباه إليه وإعادة تنظيم حساباتى من جديد.

وهل يمر خالد الصاوى بفترة تنظيم حساباته حالياً؟

- نعم، فقد بدأت إعادة النظر فى أسلوب حياتى، وشرعت فى اتخاذ خطوات لهذه المسألة، ومنها الخضوع لحمية غذائية وممارسة الرياضة بانتظام، بخاصة مع ظهورى أخيراً بوزن زائد، ولكن «زى الأيام دى من السنة الجاية هكون عامل إنجاز كبير»، لإيمانى بأن تقديمى لأعمال جيدة مرتبط بتغيير أسلوب حياتى، خاصة «إنى ماعنديش حاجة أهم من الفن أو إنى أقابل جمهورى وأكون قد درجة حبهم واحترامهم لى».

إذا تحدثنا عن فيلمك الجديد «الفلوس».. فما ردود الفعل التى تلقيتها حياله؟ وما الذى حمّسك لخوض هذه التجربة السينمائية؟

- ردود الفعل أكثر من جيدة، وتعكس نجاح الفيلم بشكل عام، ولمست إدراك الجمهور لظهورى المختلف، وهو نتاج جهد وتفكير المخرج سعيد الماروق الذى حدّثنى حينما رآنى قائلاً: «عاوز أعمل حاجة مختلفة معاك»، وأشكره لتحقق كلامه على أرض الواقع، أما فيما يخص أسباب تحمسى لهذا الفيلم، فأبرزها رغبتى فى التركيز مع مشروع لتامر حسنى، لأنه نجم فوق العادة داخل مصر وخارجها، ويحظى بجماهيرية واسعة فى الوطن العربى، فضلاً عن تقديمه لأفلام جيدة الصنع، كما لمست تمسكه بوجودى فى الفيلم، وثقته فى أن يُحدث دورى صدى كبيراً. ومن هذا المنطلق انجذبت للفيلم لوجود مخرج متميز وممثلين رائعين وجهة إنتاجية محترمة، ونادراً ما تجد عملاً تتوافر فيه كل هذه العناصر.

ما حقيقة اعتراضك على تقديم تامر حسنى لأغنية واحدة فى الفيلم؟

- تبادلت الحديث معه إبان مرحلة التحضيرات وقلت له: «أكيد هتغنى فى الفيلم»، فرد قائلاً: «لأ، ولو حصل هتبقى حاجة بسيطة» فاندهشت منه قائلاً: «بس دى ممكن تبقى حاجة مُحبطة أو مفاجئة لجمهورك والناس بتحب صوتك»، فوجدته يسعى للتركيز على نفسه كممثل، وأُعجبت بطموحه ورغبته فى تطوير ذاته، وإن كانت نتائج توجهه لم تتضح لى فى حينها، ولكنى أثناء مرحلة التصوير وبعد مشاهدتى للفيلم أدركت حجم طموحه فى مجال التمثيل، وهو طموح مشروع، وإلا لما استوعبنا فيلماً للعظيمة شادية دون وجود أغنية بصوتها، حيث أرى أن الانفتاح على تجارب جديدة أحد السبل لإحداث نقلة فى حياة الفنان.

ولكن أغنية «حلو المكان» كانت مُقحمة على الأحداث ولا تتناسب مع الموقف الدرامى المعروضة فيه.. فما تعليقك؟

- لا أتفق مع هذا الرأى إطلاقاً، لأن الأغنية كانت جيدة وفى محلها، وهذه النوعية من الأفلام لا يُنتظر وجود مدلول فى كل كلمة أو مشهد فيها، لأن سلاسة الأحداث هى ما يعنى المتفرج فى المقام الأول، كما أن الأغنية اقترنت برقصة من جوهرة، وشهدت تفاعلاً من أبطال الفيلم بالرقص، وفقاً للمشهد نفسه.

بمناسبة «جوهرة».. ما ردك على الانتقادات التى طالتك إزاء نشرك لصورة معها بعد الأزمة الأخلاقية الأخيرة التى أثيرت بشأنها؟

- لم يصلنى أى انتقاد فى هذه المسألة، ولو كانت أزمتها تفوق الحد لما تمكنت من دخول مصر وعودتها لمزاولة مهنتها كراقصة من جديد، ربما أنها ارتكبت خطأ معيناً وعالجته فى حينها، وبعيداً عن هذا وذاك، فهى تُعجبنى كراقصة بكل تأكيد، ولا أجد أزمة فى صورتنا معاً، فالموضوع أبسط من دخوله فى دائرة التحليلات.

بعد ارتدائك «باروكة» فى «الفلوس» وحلاقتك لشعرك فى فيلم «الضيف».. ألا ينتابك شعور بالتخوف كالذى يلازم بعض الممثلين جرّاء تغييرهم لهيئتهم؟

- ومن كان صاحب فكرة الشعر المستعار لشخصية «سليم»؟

- الأستاذ سعيد الماروق كان صاحب الفكرة، لأنه مخرج يملك رؤية واسعة، وكذلك الحال بالنسبة لفيلم «الضيف»، حيث اقترح الأستاذ هادى الباجورى حلاقتى لشعرى واستجبت لرغبته، وأنا أحاول إراحة المخرجين فى مثل هذه التفاصيل، لعدم وجود ما يمنعنى من خوض المغامرة، «ماعنديش مثلاً شعر خايف عليه لو حلقته شكلى يبوظ، وماعنديش حاجة تخلينى أقول إنها أهم من الدور»، ومن هذا المنطلق أتناقش مع المخرجين وأميل إلى مقترحاتهم، بل وأكون مرناً معهم انطلاقاً من رؤاهم المختلفة لى، والسعى إلى تحقيق مبتغاهم لأنه سينعكس علىّ بالاستفادة، ولذلك استمتعت بالعمل مع سعيد الماروق لأنه مخرج متميز.

ولكن الماروق وضع نفسه فى مرمى نيران النقاد بسبب أخطائه الإخراجية بالفيلم التى دفعتهم لتصنيفه تحت بند مخرج كليبات فقط.

- نُطلق أحكاماً مبالغاً فيها أحياناً من وجهة نظرى، لأنه لا يجوز محو صفة مخرج سينما قدم فيلماً واثنين، وينافس حالياً بفيلم كـ«الفلوس» الذى يُحقق نجاحاً كبيراً فى مصر والدول العربية، ومن ثم لا يُعقل أن نقول عنه أمام هذا النجاح: «ماينفعش مخرج سينما»، ربما أتفهم مثلاً حينما يعترض البعض على تقديمه لنوعية أفلام معينة، ولكن مصطلح «ماينفعش مخرج سينما» كبير جداً، فماذا نقول إذاً عن مخرج «ماعرفش يركب فيلم أو باظ منه»؟ وبصراحة أرى تعنتاً إزاء ما أثير بشأن الأستاذ سعيد، خاصة أن الفيلم لم يطرح قضية إنسانية درامية شديدة البؤس أو ذات انقلابات قدرية، فهو أخرج الفيلم فى حدود قصته وأحداثه.

ما تعليقك على رغبة تامر حسنى فى سرقة مخك بدعوى قيامك بتصرفات مفاجئة دون سابق إنذار، بحسب تصريحات تليفزيونية له؟

- ضاحكاً: «هو كده مش عاوز مخى، ده عاوز جنونى»، أشكره للغاية على تفكيره فى هذا الاتجاه، ولكن «ربنا يديله الصحة فى مخه ويبقى أحسن»، لأنه سُيجنبه الأخطاء التى وقعت فيها فى حياتى وكذلك مغامراتى الغريبة، ولكن تظل المغامرة لها سحرها وبريقها الخاص من وجهة نظرى.

وما أبرز المغامرات الغريبة فى حياة خالد الصاوى؟

- غامرت بسنوات عمرى وحياتى وشغلى ومستقبلى، ولا أنكر أنها كانت مغامرات قوية بكل تأكيد.

وإذا سألتك عما يمكن أن تسرقه من تامر حسنى.. فماذا تقول؟

- ذكاؤه، فهو إنسان وفنان ذكى للغاية.

فى رأيك، مَن أفضل مطرب اتجه للتمثيل على مدار العقود الماضية؟

- لا يمكن أن أمحو عبدالحليم حافظ من ذهنى، بغضّ النظر عن مستواه التمثيلى، ولكنه «كان مقفل الحتة بتاعته تماماً».

ألديك تحفظات على أدائه كممثل؟

- المسألة ليست كذلك، ولكن لا يمكن مقارنته بمحمود المليجى مثلاً أو شكرى سرحان، لأن التمثيل مدارس وأنواع مختلفة من الأداء، وحليم كان عظيماً فى المنطقة التى يلعب فيها.

وماذا عن تجارب أم كلثوم بما أنك تعشق صوتها، بحسب معلوماتنا؟

- أحبها كمطربة عظيمة ولكن تجاربها فى التمثيل لم تكن على قدر مكانتها، فلا أجد فيلماً واحداً لها بقدر قيمتها الفنية، وإن كانت السينما وقتها كانت وسيلة مهمة فى انتشار المطرب.

من وحى اسم فيلمك الأخير.. هل تتعامل مع الفلوس كغاية أم وسيلة؟

- تعاملت مع الفلوس بشكل خاطئ فى حياتى، لأنها من المفترض أنها وسيلة للإنفاق، ولكن إذا افتقد مالكها الحكمة فيها «فمش هيعرف يكسب إمتى ولا يكسب ازاى، ولما يكسب مش هيعرف يصون إيه ويبذر إيه».

معنى كلامك أنك تعانى من صفة التبذير؟

- نعم، فأنا أفتقد الحكمة فى التعامل مع المال، ولا أجد حرجاً حينما أصف نفسى بـ«الفوضوى» فيها، ولكن المسألة تغيرت بشكل كبير بعد زواجى، لأننى كنت أفكر بمفردى قبل الزواج، وحتى فى بداية زواجى كانت مشاركة زوجتى فى التفكير محدودة لأنها لم تكن توغلت فى حياتى بعد، ولكن بمرور الوقت أصبحنا كياناً واحداً نتشاور فى كل الأمور.

هل مررت بأى ضائقة مادية خلال الآونة الأخيرة؟

- تعثرت مادياً نظراً لتأخر حصولى على دفعات مالية كبيرة مستحقة لى، إضافة إلى عدم اكتمال المشروعات الفنية التى شرعت فى التحضير لها، ناهيك عن دخولى فى مشروعين تجاريين لم يحالفنى النجاح فيهما، لأننى لست بارعاً فى أمور التجارة، ولكنى متفائل بما هو قادم بإذن الله.

هل تتفق مع ما كتبه الناقد طارق الشناوى بشأن إجادتك التعامل مع متغيرات الحياة الفنية وأنك إذا لم تجد ما تحب تحب ما تجد؟

- أوافقه الرأى، لأننى جربت الانتظار لحين تقديمى العمل الفنى الذى أتمناه، ولكن ربما تطول الفترة بما ينعكس علىّ بالسلب، وفى المقابل جربت العمل بأقل طموحاتى ونسجت من المعروض علىّ أفضل تركيبة وكان التوفيق حليفى، لأننى تعلمت أخيراً أن «الحركة بركة» مثلما نقول باللهجة الدارجة، فمن الجيد العمل على مشروع تشهد ولادة فكرته، أو انتظار مشروع تتمنى تقديمه بشكل شخصى، ولكن هناك اتجاه ثالث يتمثل فى النظر إلى المشاريع المحيطة بك، فإذا لم تُوفق فى أول اتجاهين فلا بد من استرعاء الانتباه للاتجاه الأخير.

ألا تشعر بانزعاج حينما تُقدم أفلاماً من بطولتك على غرار «الضيف» وتتراجع لتقديم أدوار البطولة الثانية كما حدث فى «الفلوس»؟

- على الإطلاق، ولكن الوضع يبدو مغايراً بالنسبة للدراما الرمضانية التى ربما لا أشارك فى أحد مواسمها مثلاً، ولكن حال وجودى لابد أن أكون من الأبطال الرئيسيين للعمل، نظراً لاكتسابى أرضية جماهيرية كبيرة ليس بوسعى التخلى عنها، وربما أكون أكثر أريحية بالنسبة للأفلام أو المسلسلات التى تُعرض خارج رمضان.

علمنا من مصادرنا أن فيلم «شريط 6» متوقف تصويره منذ فترة إثر مرور جهة الإنتاج بأزمة مادية.. فما آخر التطورات بشأنه؟

- الفيلم توقف تصويره كما يحدث مع أفلام أخرى، ولكنى أريد أن أكون شخصاً عملياً، وبما أن مسئولى الإنتاج حدثوننى بشأن استكمال التصوير خلال أيام، فلن أتوقف عند أسباب توقف الفيلم خلال الفترة الماضية، «أنا مسامح ولكن المهم إننا نكمل علشان أفوق للشغل اللى جاى، وأتخلص من راكور الفيلم، فربنا يصلح الحال ونكمل على خير».

وما دلالة اسم «شريط 6»؟

- «شريط 6» فيلم شاب بكل عناصره من مؤلف ومخرج وأبطال فيما عداى أنا، حيث أمثل وجهة النظر المختلفة لهذا الجيل الشبابى وفقاً للأحداث، إذ أجسد دور طبيب نفسى مختلفاً عما قدمته فى فيلم «كده رضا»، ومن هذا المنطلق استعنت بصديقى الطبيب مهاب مجاهد الذى أعطانى مفاتيح للشخصية، وسنرى إذا كان الفيلم سُيحقق الرؤية الشبابية المقترنة بالإيقاع العصرى والعمق الذى تشهده الأحداث رغم شبابية السيناريست محمود حمدان والمخرج محمد سلامة.

علمنا أن هناك اتجاهاً لعرض فيلم «صندوق الدنيا» فى مهرجان برلين السينمائى فى دورته السبعين.. فما حقيقة ذلك؟

- لن يلحق الفيلم بمهرجان برلين فى دورته المقبلة، لعدم انتهاء المخرج عماد البهات من «تقفيل» الفيلم، والحقيقة أننى أعتز كثيراً بهذه التجربة التى رُشحت لأداء أحد أدوارها ولكنى اخترت دوراً آخر، إلا أننى لن أكشف عن طبيعة الدورين فى الوقت الحالى، ولكنى اخترت الدور الذى لمس قلبى وجوارحى.

وما المغزى من اسم «صندوق الدنيا»؟

- أعتقد أن دلالة الاسم ستتضح جلية وقت عرضه، ولكنى لن أتمكن من الكشف عن مغزاه لعدم حرقه.

ما الذى حمّسك لإعادة تقديم رواية «أنف و3 عيون» للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس سينمائياً؟

- زوجتى مى كُريم وراء خروج هذا المشروع للنور، لأنها عاشقة لروايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس بدرجة دفعتها لقراءة كل الأعمال الأدبية للأخير، فعرضت علىّ فكرة إعادة تقديم «أنف و3 عيون» سينمائياً، حيث أبلغتها بأن هذه الرواية سبق تقديمها سينمائياً فى فيلم من بطولة محمود ياسين وماجدة الصباحى، فأكدت لى أن الرواية يمكن تقديمها برؤية جديدة تُناسب الفترة الزمنية التى نعيشها حالياً، ومن كلامها بدأت التفكير فيمن يكتب سيناريو هذه الرواية، فلم أجد أفضل من السيناريست تامر حبيب، الذى لديه من روح عبدالقدوس، فضلاً عن عشقه لكتاباته ورواياته.

وما الجديد الذى ستطرحه فى الفيلم إذاً؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل