المحتوى الرئيسى

"سمير وولاء" زوجان من قصار القامة.. نجحا في اختبار الحب وفشلا في "أكل العيش": "الناس بتحدفنا بالطوب"

01/25 04:14

"سمير" وزوجته "ولاء" فى المنزل

تكاد قدماها الصغيرتان لا تحملان جسدها الذى ينتفض خوفاً. بخطوات ثقيلة وأنفاس متهدجة ويدين ترتعشان، تسير فى الطريق إلى منزلها فى مركز سمنود بمحافظة الغربية، بين الحين والآخر ترفع يديها أمام وجهها لتفادى ضربات الطوب التى تفاجئها، فأطفال المنطقة التى تقطنها يلاحقونها خطوة بخطوة ساخرين من قامتها القصيرة.

فى كل مرة تقرر فيها الخروج من منزلها إلى السوق، تواجه ولاء محمد جمال، ٣١ عاماً، هذا المصير الذى يجعلها تنزوى وتقرّر عدم الخروج من المنزل مرة أخرى، لكنها تتراجع للضرورة القصوى.

معاناة مضاعفة تعيشها «ولاء» مع زوجها سمير محمد زغلول، ٤١ عاماً، الذى يعانى هو الآخر من الإعاقة نفسها، قصر قامة وقلة حيلة ونظرات ساخرة من كل المحيطين بهما، كلا الزوجين ارتضيا ببعضهما البعض، نجحا فى زواجهما لكنهما لم ينجحا فى إقناع المجتمع بتقبّلهما كما هما، تحكى «ولاء»: «عشت ظروفاً صعبة، ولسه باعانى فى حياتى بسبب المجتمع وظلمه لينا، إحنا قاعدين فى بيتنا كافيين خيرنا شرنا، مش بنؤذى حد ولا بنضايق حد، ويوم ما أخرج من البيت، العيال يجروا ورايا فى الشارع، يحدّفونى بالطوب ويقولوا لى توت توت، فيه ناس بيحبونى وبيستبشروا بيا، لكن الأغلبية بيسخروا من شكلى ومن شكل زوجى».

لم يجمع الحب بين «ولاء» و«سمير» إلا بعد الزواج، فقبله لم تكن تعرفه، ولم يدر فى مخيلتها يوماً أن تتزوج من الأساس، فمن الذى يرضى بالزواج من فتاة فى جسد طفلة، لا تقدر على الإنجاب ولا «شغل البيت»، ولا حتى الدفاع عن نفسها فى حال تعرّضها لاعتداء: «أهالينا وفّقوا بينا، لأن ظروفنا واحدة، والدى متوفى، ووالدتى كانت عايزة تطمن عليا، ولما لقيت سمير بيعانى من نفس إعاقتى وافقت، لأن محدش طبيعى هيرضى يتجوز قزمة».

فى غرفتين فوق بعضهما فى شارع المجارى بسمنود، تعيش الأسرة الصغيرة، غرفة فى الطابق الثانى للمطبخ، وأخرى فى الطابق الثالث لغرفة النوم: «نفسى أجيب أوضة نوم حلوة، اللى عندى مكسّرة والسرير عالى عليا، علشان أحصله لازم أقف على كرسى».

معاناة «سمير» أكثر وطأة من «ولاء»، فهو رب الأسرة المسئول عن الإنفاق، لكن كيف ينفق وهو لا يعمل، يحكى «سمير» مأساته: «للأسف مش باشتغل، كنت شغال عامل فى مصنع نسيج، باخد ١٢٠ جنيه فى الأسبوع، ولما مات صاحب المصنع مشونى، حاولت أشتغل فى حاجة تانية ماعرفتش، محدش راضى يشغّلنى».. الحال نفسه بالنسبة لـ«ولاء» التى عملت فى عدة مصانع مقابل ٣٠٠ جنيه شهرياً: «كانوا بيشغلوها ١٢ ساعة واقفة على رجلها بـ٣٠٠ جنيه بس، أنا قلت لها اقعدى ورزقى ورزقك على الله».

حيلة لجأت إليها زاهية عاشور، والدة «ولاء» لتوفير فرصة عمل لزوج ابنتها: «جبت لهم كام كرتونة شيبسى على كام علبة بسكويت وخليتهم يحطوها قدام الباب، يادوب يجيبوا حق الأكل كل يوم، ولما مايطلعش لهم أى مكسب باديهم، أنا مش هاسيب بنتى».

تؤكد «زاهية» التى تعمل موظفة فى القطاع الحكومى، أن «سمير وولاء» يأملان فى توفير كشك لهما يعيشان منه ويواجهان المجتمع الذى لا يرحم ضعفهما: «ولاء معاها شهادة دبلوم تأهيل مهنى، ومن حقها هى وسمير يتعينوا فى أى وظيفة ضمن الـ٥% معاقين، إحنا مش طالبين غير إنهم يعيشوا بكرامة».

تمكن باحثون من سماع صوت مومياء مصرية قديمة عمرها 3000 عام، باستخدام مسالك صوتية مطبوعة

ساق الدكتور جمال شعبان أستاذ القلب وعميد معهد القلب السابق، بشرى عظيمة لمرضى السرطان، ونشر صورة عبر صفحته على "فيس بوك"

بعدما حققت أغنية مهرجان "بنت قلبي" للمطرب حسن شاكوش ، أرباحا قدرت بحوالي 2 مليون جنيه، خبير تكنولجي يوضح كيفية ربح أموال في شهر من خلال قناة يويتوب

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل