المحتوى الرئيسى

مصري يكتشف بكتيريا فائقة المقاومة للمضادات الحيوية لدى الكلاب خطر على صحة الإنسان

01/24 19:22

اكتشف فريق مصري أمريكي، إمكانية استخراج بكتيريا فائقة المقاومة للمضادات الحيوية لدى الكلاب المصرية، تعرف باسم بكتيريا الإيشيريشيا القولونية “إي –كولاي”، والتي تتشارك بعض الخواص الجينية مع نظيرتها المكتشَفة لدى الإنسان.

وأثبتت الأبحاث، قوة احتمالات انتقال عدوى الأمراض إلى الانسان عبر الاختلاط المباشر وغير المباشر مع الحيوانات الأليفة، وتزداد خطورة إذا انتقلت تلك السلالات من بكتيريا مقاوِمة للمضادات الحيوية، ويمثل خطورة على الصحة العامة.

ونشر الفريق البحثي نتيجة دراستهم في دورية “الأمراض المـتركة والصحة العامة Health Public and Zoonoses”، بعد أن تمكنوا من تحديد مسودة الجينوم الكامل لهذه البكتيريا، التي جرى عزلها من عينات مأخوذة من كلٍّ من الإنسان والكلاب في مصر، كما نجح أيضًا في تحديد الارتباط الجيني لهذه العزلات.

تمكن الدكتور حازم رمضان، الأستاذ المساعد بقسم الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري جامعة المنصورة، والباحث بالمركز القومي الأمريكي لأبحاث الدواجن التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، من العثور على جين بكتيريا “إي – كولاي” المقاوِمة للمضادات الحيوية في الكلاب، كما جرى التأكد من أن هذا النوع من البكتيريا يتشارك بعض الخواص الجينية مع نظيره المكتشَف لدى الإنسان في مصر، مما يمثل خطورة كبيرة على الصحة العامة.

وخلال الفترة من ديسمبر 2015 إلى أغسطس 2016، جمع الفريق 235 عينةً من الإنسان (عينة البول)، و332 عينة من الكلاب في مدينة المنصورة، واستخرج الباحثون من تلك العينات 170 عزلة بكتيرية بواسطة الطرق التقليدية لزراعة البكتيريا، وتَبيَّن أن 165 منها كانت لبكتيريا الإيشيريشيا القولونية، أو كما تُعرف أيضًا بالإشريكية القولونية.

واستنادًا إلى اتفاقية التعاون البحثي بين جامعة المنصورة ووزارة الزراعة الأمريكية، تم تحليل العينات في مختبرات المركز القومي الأمريكي لأبحاث الدواجن وتبين من النتائج الأولية وباختبار حساسية هذه العزلات لـ 24 مضادًّا حيويًّا، أن جميع العزلات الـ165 كانت مقاوِمة للمضادات الحيوية من الجيل الثالث لمركبات “السيفالوسبورين” وعلى رأسها عقار “سيفوتاكسيم Cefotaxime”، وكانت نسبة كبيرة من العزلات فائقةَ المقاومة للمضادات الحيوية أي تُظهر على الأقل مقاومة لثلاثة مضادات حيوية تنتمي إلى مجموعات دوائية مختلفة.

وأشار الدكتور حازم مضان، أستاذ مساعد في جامعة المنصورة ومشارك في الفريق، إن أخطر ما توصلت إليه الدراسة أن 9 عزلات (2 من الإنسان و7 من الكلاب) كانت مقاوِمة لفئة من المضادات يُطلق عليها “الكاربابينيم”، أحد مضادين حيويين يُعَدان خط الدفاع الأخير لدى البشرية ضد أنواع البكتيريا فائقة المقاوِمة للمضادات الحيوية وخاصةً سالبة الجرام منها في حين يُطلق على الآخر “كوليستين colistin” ويُعرفان بين المتخصصين بالملاذ الأخير.

وأوضح، في تصريحات صحفية، أن ما يميز الكاربابينيم أنه أكثر أمانًا وأقل آثارًا جانبية على عكس عقار “كوليستين” الذي يُعطَى فقط في حالات الضرورة القصوى لكن “كوليستين” ظهرت له عدوى بكتيرية خطيرة مقاوِمة له ولجميع أنواع المضادات الحيوية الأخرى وتسببت تلك العدوى في وفاة إحدى السيدات بالولايات المتحدة في سبتمبر 2016.

بتحليل الجينوم للعزلات المأخوذة من الإنسان والكلاب، جرى تحديد أنواع الجينات المسؤولة عن مقاومة المضادات الحيوية ككل ومضاد “الكاربابينيم” بشكل خاص وتحديد التسلسل النوعي وكذلك تحديد البيئة الجينية المحيطة بمجموعة يُطلق عليها إنزيم “نيودلهي ميتالو بيتالاكتماز NDM Metallo-β-Lactamases” إذ اكتُشفت لأول مرة في نيودلهي بالهند، في حين جاءت تسمية “بيتالاكتماز” لأنه يقاوم مجموعةً من المضادات الحيوية تسمى مضادات “بيتا-لاكتام” (β-Lactam) التي تندرج تحتها عائلة مضادات “الكاربابينيم” الحيوية.

أظهرت نتائج الدراسة الجديدة تحديد جين معين من إحدى عزلتي الإنسان وعـزلات الكلاب وتُعَد هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها تحديد هذا الجين لدى الكلاب في مصر، والمرة الثانية في إفريقيا حيث كان قد جرى اكتشافه في الجزائر.

وأشار إلى أن الكلاب عادةً ما تقوم بلعق فتحة الشرج الخاصة بها، وبالتالي تنتقل الطفيليات والبكتيريا من الشرج إلى اللسان في حين يقوم الكلب بلعق الأسطح أو لمس الإنسان وملاطفته ومن هنا تنتقل البكتيريا مباشرةً إلى الإنسان في حين تنتقل بصورة غير مباشرة عبر لمس الإنسان للأسطح والأشياء الملوثة بلُعاب الكلاب على سبيل المثال.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل