المحتوى الرئيسى

إيران تستهدف ألبانيا بعد مقتل سليماني

01/23 09:32

مؤخراً بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية بدون طيار وما تلاها من مناوشات بين البلدين، انتقد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، هدفاً مفاجئاً، وهو ألبانيا- الدولة الصغيرة في البلقان على حافة جنوب شرق أوروبا، والعضو في حلف الـ "ناتو". إذ قال: "هناك دولة أوروبية صغيرة شريرة احتشد فيها الأمريكيون والخونة للتآمر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وباتت ألبانيا محاصرة في الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران. في الواقع، رحب القادة في العاصمة الألبانية تيرانا باغتيال سليماني. وقاموا على الفور بطرد دبلوماسيين اثنين إيرانيين، حسبما ذُكر، بسبب مشاركتهم في أنشطة تعتبر غير مقبولة لمنصبيهما كدبلوماسيين.

لكن لماذا تشارك ألبانيا تحديداً في هذه المواجهة الأمريكية الإيرانية؟ تعود هذه العلاقة إلى عدة سنوات وتشمل أعضاء من منظمة "مجاهدي خلق إيران (MEK)"، وهي منظمة إيرانية معارضة كان مقرها سابقاً العراق وسعت لإسقاط النظام الإيراني.

 ولكن بعد الإطاحة بالديكتاتور العراقي السابق صدام حسين، وجد أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" أنفسهم يتعرضون لهجمات الصواريخ الإيرانية. إذ تعتبر القيادة الإيرانية "خلق" منظمة إرهابية، ومع ذلك، تواصلت الولايات المتحدة مع ألبانيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي وحليف واشنطن القوي لمنح اللجوء لأكثر من 3 آلاف عضو في المنظمة .

توصلت الولايات المتحدة وألبانيا إلى اتفاق إنساني، وفي عام 2013 تم إعادة توطين الآلاف من أعضاء "مجاهدي خلق" في الدولة البلقانية. و قال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما في أعقاب تهديدات خامنئي إن إعادة التوطين نتجت عن "التحالف الثابت" لبلاده مع الولايات المتحدة.

ألبانيا وافقت على استقبال "مجاهدي خلق" دون سلاح كلاجئين عام 2013

يعترف راما بأن قبول أعضاء "مجاهدي خلق" يشكل خطراً على ألبانيا. وقال إنه على الرغم من الخطر المحتمل، غير أنه بذلك "يكرم ويحافظ أيضاً على التقاليد الألبانية"- مشيراً بذلك إلى الدور السابق لبلاده في حماية اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. إذ لم تُرحل ألبانيا أي يهودي إلى ألمانيا النازية.

أعضاء "مجاهدي خلق" يخشون على سلامتهم

يعيش أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" في معسكر كبير تحت حراسة مشددة بالقرب من مدينة دوريس الساحلية، على بعد حوالي 30 كيلومتراً (19 ميلًا) من العاصمة تيرانا. لكن الآن وقد تعهدت إيران بالانتقام لمقتل الجنرال سليماني، فإنهم أكثر قلقاً على سلامتهم. وفي حين تم تشديد أمن المعسكر، قال المستشار القانوني لـ "مجاهدي خلق" بهزاد صفاري لـ DW إن أعضاء المنظمة لا يشعرون بالأمان في أي مكان.

وقال لـ : DW"إرهاب النظام الإيراني يشكل تهديداً لنا في كل مكان في العالم. السفارة الإيرانية في تيرانا، وتلك الموجودات في العواصم الأوروبية الأخرى، هي مراكز للعمليات الإرهابية للنظام"، مضيفاً أن أجهزة الأمن الألمانية قد أكدت على أن عمليات التجسس الإيرانية كانت تستهدف المجموعة.

ومن جهة أخرى، رحبت المنظمة بطرد ألبانيا للدبلوماسيين الإيرانيين. وأشاد صفاري بهذه الخطوة، قائلاً "إنها خطوة شجاعة ومشرفة في مكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي الألباني. وهي تحمي المنشقين الإيرانيين في المنفى".

ألبانيا عضو في الناتو منذ عام 2009

ولكن حتى قبل مقتل سليماني، تسببت إعادة توطين "مجاهدي خلق" في ألبانيا بتوترات كبيرة بين ألبانيا وإيران. في تشرين الأول/ اكتوبر 2019، على سبيل المثال، كشفت الشرطة الألبانية عن خلية إرهابية إيرانية كانت تهدف إلى شن هجمات على أعضاء "مجاهدي خلق" في البلقان. وتعتقد الشرطة الألبانية أن الجماعة جزء من وحدة "فيلق القدس" الإيرانية.

ومن جهته قال خبير الأمن الألباني رديون كريازي إن الدولة البلقانية تتعرض لتهديد متزايد من النظام الإيراني، وأن الهجمات الإلكترونية والإرهابية تشكل أكبر خطر. ووفقاً للكريازي، تمتلك إيران "موارد مستقرة وذات خبرة" في هذا الصدد. وهو يعتقد أن إيران يمكن أن تشن هجمات على الأراضي الألبانية، أو على القوات الألبانية التي تعمل كجزء من البعثات الدولية في الخارج، على سبيل المثال في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وحذر صفاري مستشار "مجاهدي خلق"  من أن مثل هذه الهجمات لا تشكل خطراً على ألبانيا فحسب، وإنما على منطقة البلقان بأكملها. وقال لـ DW: "إن استراتيجية إيران على المدى البعيد هي تحويل البلقان إلى بوابة للأصولية والإرهاب الإسلامي في أوروبا". ومن جهة أخرى، أثناء حديثه في مؤتمر أمني في تيرانا في وقت سابق من هذا الشهر، حذر الجنرال الأمريكي مايكل باربر من أن ألبانيا يجب أن تظل متيقظة لأن إيران قد تستهدف جميع حلفاء الولايات المتحدة. في إشارة إلى اتفاق الكتلة الأطلسية بشأن شن دفاع جماعي مشترك، وأكد (لتيرانا) أن الولايات المتحدة وحلف الـ "ناتو" سوف يقفان إلى جانبها: "سوف يستجيب الحلف لأي هجوم على أحد أعضائه".

آني روسي/ لينديتا آرابي/ ر.ض

في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.

نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."

عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق. وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.

مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.

كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل