"جمهوريات الموز".. كيف ومتى نشأ المصطلح؟

"جمهوريات الموز"؛ مصطلح غير متداول بالأوساط العامة، لكن السياسيين يلجؤون إليه أحيانا للاصطلاح، بطريقة ساخرة، على دولة غير مستقرة سياسيا أو اقتصاديا، أو للتأكيد على سيادة القانون ببلدانهم.

وعاد المصطلح إلى الواجهة، أمس الثلاثاء، حين وجه وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، انتقادات للدول الأوروبية، ردا على أخرى موجهة لبلاده.

وقال الجبير، في كلمة ألقاها أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي،: "نحن دولة ذات سيادة، ولن نقبل أن تحاضروا علينا".

وأضاف: "معلوماتكم حول السعودية مبنية على الشائعات. توقفوا عن انتقاد قضائنا. لسنا دولة من دول جمهوريات الموز".

عادة ما يتم تداول قائمة شهيرة لـ"جمهوريات الموز"، تضم كلا من دول نيكارجوا ، كوستاريكا ، السلفادور ، بنما ، جواتيمالا ، هندوراس ، وبليز، وجميعها بلدان في أمريكا الوسطى والجنوبية ومنطقة بحر الكاريبي، وقد يشمل المصطلح أيضا بلدانا في آسيا وأفريقيا، لكن يظل المقصود منه ليس التحديد الجغرافي، وإنما يستخدم في إطار الإشارة إلى الجانب غير المستقر للدولة المعنية.

بداية ظهوره كان في كتاب صدر العام 1904، تحت عنوان "الملفوف والملوك"، للكاتب الأمريكي أوليفر هنري، واستخدمه الأخير في معرض حديثه عن هندوراس.

والكتاب عبارة عن مجموعة قصصية تجري أحداثها في أمريكا الوسطى، وفيه استخدم الكاتب مصطلح "جمهورية الموز" للإشارة إلى هندوراس التي اعتبر أن حكومتها الدكتاتورية سمحت ببناء مستعمرات زراعية شاسعة لزراعة الفاكهة، وخصوصا الموز، على أراضيها مقابل المال.

وعاد الكاتب على التحولات التي شهدها القطاع الزراعي في الولايات المتحدة الأمريكية، بحلول نهاية القرن 19، حين أراد المزارعون التوجه إلى زراعة الفواكه، لكنهم فشلوا في ذلك بسبب طقس بلدهم البارد.

في الأثناء، توصلت شركات الفاكهة الأمريكية العملاقة إلى خطة تمكن من حل معضلة الطقس والفاكهة، تشمل الانتقال إلى هندوراس، حيث يمكن زراعة الفاكهة بهذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى.