المحتوى الرئيسى

إبراهيم رضوان يكتب: ناصر والإخوان

01/21 13:12

قبل أيام مرت الذكرى 102 لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورغم كل هذه السنوات على وفاته إلا أنه مازال يمثل حالة خاصة في تاريخ الأمم ، فقد عرف ناصر بعلاقته الحميمة مع المصريين العاديين، وقدرته على تمثيل الأصالة المصرية، في الانتصار أو الهزيمة، وساهمت الصحافة الوطنية في تعزيز شعبيته، على الرغم من أن محاولات اغتياله كانت لا مثيل لها، وكان خطيبا ماهرا، حيث ألقى 1359 خطبة بين عامى 1953 و1970، وهو رقم قياسي بالنسبة لأي رئيس مصري.

ورغم مرور كل هذه الأعوام على رحيل جمال عبدالناصر، وعدم معاصرة الجيل الحالي له، إلا إنه يبدو وكأنه غادرنا بالأمس، فصورته حاضرة في العقل المصري والعربي، ويبدو فيها رمزا عصيا على الرحيل والغياب، بشخصيته المتفردة، وكاريزمته الجذابة وحضوره الطاغي، فقد عاش عبدالناصر بمقاييس الزمن حياة قصيرة، إلا أن السنوات الـ 18 من حكمه مثلت فصلا استثنائيا في المشهد المصرى والتاريخ العربي كله.

وبنى ناصر دولة قوية رغم المؤمرات، وأسس فكرا قوامه الإنسان المصري الذي يعي جيدا معنى العزة والكرامة والمواطنة ، كما بقى إرثه باقيا فقد جعل ناصر مصر مستقلة تماما عن النفوذ البريطاني، وأصبحت البلاد قوة عظمى في العالم النامي تحت قيادته، وواحدة من جهوده المحلية الرئيسية كانت إقامة العدالة الاجتماعية، والتي تعتبر شرطا أساسيا لتحقيق الديمقراطية، وخلال فترة رئاسته، تمتع المواطنون العاديون بمزايا غير مسبوقة في السكن والتعليم وفرص العمل والخدمات الصحية والتغذية، فضلا عن العديد من أشكال الرعاية الاجتماعية، في حين تراجع نفوذ الإقطاعية وبحلول نهاية رئاسته تحسنت ظروف العمل والعمال بشكل كبير.

ونما الاقتصاد الوطني بشكل كبير من خلال الإصلاح الزراعي، ومشاريع التحديث الكبرى مثل صلب حلوان وسد أسوان، وتأميم قناة السويس، ومع ذلك، فإن النمو الاقتصادي الملحوظ في أوائل الستينات أخذ في الانكماش للفترة المتبقية من العقد، متعافيا فقط في سنة 1970، وشهدت مصر «العصر الذهبي» للثقافة خلال رئاسة عبدالناصر، خاصة في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، والأدب، والفنون الجميلة، والكوميديا، والشعر، والموسيقى، وساد مصر الوطن العربي في هذه المجالات في عهد ناصر، منتجة العديد من الرموز والشخصيات الثقافية.

إبنته هدى عبد الناصر ، حضرت قبل أيام ندوة بالأسكندرية ، وتحدثت عن والدها ، واكدت أنه لم يكن يوما إخوانيا ، ولا منتميا لتنظيم الإخوان المسلمين ، وإنما كان متعاونا مع الجميع  لإستيعاب ما يحدث على الساحة أنذاك ، وانه كان متبرما من "غراميات الضباط الأحرار " ، وبعيدا عن كلام هدى عبد الناصر فنحن في حاجة لشهادات جادة توضح لنا الالتباس القائم بين ثورة يوليو 1952 وتنظيم الإخوان المسلمين الذي أراد التهام الحكم من الضباط الأحرار منذ اليوم الأول ..

الأجيال الجديدة في حاجة الي معرفة الأسرار ممن عايشوا تلك اللحظة ، خاصة وأن من بقى على قيد الحياة حاليا عدد قليل ، نحن في حاجة الي معرفة علاقة التنظيم بقيام الثورة ودعمها ، ثم محاولة الإنقضاض عليها ، وموقف الإخوان من أزمة مارس 1954  للوقيعة بين عبد الناصر ومحمد نجيب ، نحن في حاجة الي معرفة أسباب هزيمة 67 ، الأسباب الحقيقية والمسئول عنها  ، نحن في حاجة الي معرفة علاقة ناصر بزملائة في مجلس قيادة الثورة وكيف إنتهت ، نحن في حاجة لمن يجيب على كل هذه التساؤلات بحياديه وموضوعية ، خاصة وأن جماعة الإخوان الإرهابية  تتشدق بهذا الكلام وتقول انه أقسم بالولاء على المصحف والسيف امام مرشدهم أنذاك حسن الهضيبي ثم أنقلب عليهم لينفرد بالسلطة .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل