المحتوى الرئيسى

حكايات عالم قديم ترويها ريشة الفنانة سعاد مردم بك

01/21 12:28

تخلق الفنانة التشكيلية السورية سعاد مردم بك حوارًا حضاريًا وفلسفيًا عبر لوحات معرضها الجديد المقام بجاليري الزمالك للفن بالقاهرة، الذي يستمر حتى 8 فبراير شباط المقبل، فأبطالها يبحثون عن مرفأ للخير، حتى لو كان على بُعد زمن من المعجزات والأساطير. 

عبر نحو 30 لوحة يقود التخيل خطوط مردم بك إلى أعماق الميثيولوجيا ورموزها، يتشح أبطال لوحاتها بأقنعة وملامح أسطورية، وكأنهم خرجوا لتوهم من ملاحم مُستوحاة من جلجامش السومرية وأوزوريس الفرعونية.

تقول سعاد مردم بك لـ"العين الإخبارية": "أثر المعجزات متأصل داخلنا، وفي المعرض حضور لعدد من الأساطير والمعجزات ودلالاتها الإنسانية، مثل الثور المجنح الحارس الذي كان لا يسمح بدخول الأشرار، وحتى الخروف ودلالته الدينية لدى قصة سيدنا إبراهيم، وإيزيس التي تُحيط بذراعها طفلا، وهي رمز للأمومة التي هي أصل المعجزات". 

والثور المُجنح الذي تشير له سعاد مردم بك في كلمتها يُطلق عليه كذلك في كثير من الحضارات لفظ "لاماسو"، لاسيما لدى الثقافات الآشورية والسومرية، وهو رمز للحماية وتصميمه مُكتنز بالمعالم الجمالية.

تقترب لوحات سعاد مردم بك من حكايات عالم قديم، تُعزز ملامح هذا القدم عبر ملامح بورتريهاتها المُجردة من الصخب، والتي تُطمس من المعالم أحيانًا سعيًا للاقتراب من معنى أبعد، ووضعت أبطالها في حيّز زمني فارغ منحته تدريجات بُنية وبيضاء ورمادية كأنها استعارتهم من زمن منسي، حتى وإن منحتهم حُلة كلاسيكية، فهم مدفوعون إلى سياق مُجرد من تفاصيل الحداثية، يعيشون داخل الأسطورة والحكاية القديمة.

يرتدي أبطال اللوحات التيجان، وأحيانًا يجلسون داخل قوارب على البر، تمنح الفنانة ملمس اللوحات خربشات تحيل لعمق الحكايات، وتضاعفها عيون أبطالها الغائرة، وتعبيرات أجسادهم الراسخة.

ولا يمكن قراءة المعرض الحالي دون الالتفات لمشروع سعاد مردم بك الفني المليء بالأسئلة الفلسفية، ومعُطيات التراث الحضاري، فمعارضها السابقة استلهمت فلسفة الوجود كما في معرضها "آدم" ومقارباته مع القيم الدينية والإنسانية التي شكلت تاريخه، بدءا من فكرة التوحيد لدى إخناتون، والبقرة التي ترمز إلى قصة قوم موسى، وقبل ذلك كله تفاحة آدم، وفلسفة العشق كما طرحت في معرضها العام الماضي الذي أطلقت عليه "جئت، ورأيت، وعشقت"، ومن قبلها كان معرضها الراثي لأطفال الحرب في سوريا وأطلقت عليه "لعب بلا ألعاب".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل