المحتوى الرئيسى

"ترى طيفه في جميع المقرئين".. أستاذ تلاوة سعودي يحلل أسلوب المنشاوي

01/21 02:04

"المقرئ الذي ترى طيفه في كل مقرئ، حتى الذين تظن أنهم بعيدون عنه في الأداء، وتستطيع أن تراه في كل القراء المهرة، فكل من كان قارئا متقنا متزنا خاشعا، رأيت فيه طيفًا من المنشاوي، مهما تغير الزمن والمكان"، بهذه الكلمات وصف الدكتور صفوت معاذ، أستاذ التلاوة بمعهد الإمام الشاطبى للقرآن والقراءات في جدة بالمملكة العربية السعودية، الشيخ محمد صديق المنشاوي.

وفي ذكرى ميلاده المئة، يقول صفوت إن المهارة في القراءة تتفاوت عند القارئ عندما تتفاوت سرعات قراءته حدرًا وترتيلاً وتحقيقًا، وقد تميز الشيخ المنشاوي رحمه الله في هذا الباب، فهو القارئ الذي لا يختل إتقانه، ولا تشعر فيه بأي تكلف، كأن القراءة فيه سجية ولد بها، مشيرا إلى أنه لم ير ذلك في قارئ حتى الآن، مهما بلغ من النبوغ في القراءة والإتقان، وهذا من أهم ما يميز هذا القارئ رحمه الله.

وأضاف الدكتور معاذ لـ"الوطن": "ريادة المنشاوي في رأيي حصلت لاجتماع عدة أمور، تتمثل في مهارته في القراءة، وتفرد صوته بتلك النبرة الخاشعة التي تلامش شغاف القلب، وتبرز للسامع حضور قلب القارئ وهو يتلو، وكأنه ينفصل عن بهرج الدنيا وزخرفها، ويعيش الآخرة، حتى تحسب أنه يقرأ من هناك، فترى سلامة سريرته في القراءة بحيث لا يختل اطمئنانه، مهما تغير الناس حوله، وتستريح له القلوب لهذه المادة النادرة في القراء. نعم قد يشترك معه البعض فيها إلا أنه حاز ذروتها وامتلك جذوتها، فحارت القلوب في سماعه، وساهم في ريادته كذلك كونه من قراء مصر، التي أنجبت عمالقة هذا المجال في العصر الحديث، وكانت أول دولة سجلت المصاحف المرتلة في ما أعلم".

وأوضح أن المهارات التي برع فيها هي الجمع بين صفاء الحرف وصحته مع سلاسة الأداء، فالحروف والكلمات تنساب من فمه رقراقة غضة طرية، سهلة ممتنعة، يظن السامع أنها سهلة، لكن يتعذر عليه أن يأتي بها مثله رحمه الله.

 أما القراء الأقرب إلى صوته، فأكد أنه لا يوجد من استطاع بلوغ هذه الرتبة بعد، فما زال المنشاوي متفردًا بها حتى اليوم، والقريبون منه هم من يقصدون إلى تقليده.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل