المحتوى الرئيسى

مجدي يعقوب: الحزن «يكسر القلوب».. والغرور «مُدمر» (حوار) | المصري اليوم

01/20 15:48

«مصر عادت شمسك الذهب».. جملة وجهتها للبروفيسور مجدي يعقوب، جراح القلب العالمي، مستفسرًا عن مساحة تحقيقها الآن على أرض الواقع في مجال الطب بعد نجاحات مركزه بأسوان، فأجابني: نعم نور الحضارة المصرية القديمة سيعود، ليس عندى شك في ذلك، وها نحن الآن نلامس الحلم بأيدينا.

ابتسامة هادئة فيها ود عميق ارتسمت على ملامحه، شجعتنى على الاقتراب من «السير»، ما أتاح لى أن أجلس معه على مدار ساعتين وكأننى مع أخى الأكبر، لم يرد لى سؤالا في حوارى معه، وغيّر رغبته في عدم التحدث عن نفسه، ليقول: «أنا إنسان بسيط وعادى».

يصفه العارفون بطباعه بأنه النبيل، وفى مكان عمله يعتبرونه أيقونة قاهرة للمستحيل، لا يبالى بصحته، فبرغم آلام ظهره العميقة يعمل يوميا 14 ساعة كرسها لترويض القلوب الجانحة بعيدا وإعادتها إلى أصحابها سليمة عفية، وخاصة الأطفال الذين يتحدث عنهم جميعا وكأنهم أبناؤه.

يقول البروفيسور إنه بصدد إنشاء مركز عالمى آخر في مدينة السادس من أكتوبر لاستيعاب الحالات التي زادت على مستشفى أسوان، لافتا إلى أن أكثر ما أزعجه في بداية عمله بهذا المركز قبل 12 عاما هو محاولات التمرد على النظام.

أخبرنى السير «يعقوب» أن الحزن والخوف من أكثر ما يؤذى القلوب، وتتطرقنا إلى أحدث شىء في مجال تلك الجراحات الدقيقة، فأكد أن علم الجينات بات يقدم مفاجآت مذهلة وأن المفاجأة الأكبر يمكن أن تتم من مصر وهى هدية القاهرة للعالم. بتواضع العلماء فتح لنا الرجل قلبه وأفصح عن أمنياته لوطنه وبلاده، وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور الدكتور مجدى يعقوب

■ في البداية، نرغب في الاطمئنان على صحتك؟

- الحمد لله، صحتى تحسنت بشكل أفضل، لكن لا أخفى عليك الوجع ما زال موجودا في منطقة الظهر، وأجريت أكثر من جراحة دقيقة في العمود الفقرى.

■ وكم ساعة تقفها داخل العمليات؟ وما مدة تواجدك في المستشفى يوميا؟

- أقف ما بين 5 و7 ساعات كل يوم داخل حجرة العمليات، وهذا المعدل أقل من السابق، لأننى كنت أقف أضعاف ذلك من قبل، وأعمل من 12 إلى 15 ساعة يوميا، لكن نحمد الله، أشعر بشىء من الراحة، وكل ما يأتى من عند الله خير.

■ هل هناك أطباء من الممكن أن تعتمد عليهم لتأخذ قسطا من الراحة كى تستعيد عافيتك؟

- الحقيقة أصبح لدينا في مركز أسوان لجراحات القلب أطباء في غاية المهارة والكفاءة، ويمكن الاعتماد عليهم، وبالفعل يؤدون عملهم أكثر ما كنت أتوقع، ولكن تعودت أن أباشر العمل بنفسى طالما موجود وقادر على ذلك.

■ ذكرت لى أن لدينا أطباء مهرة في مركز أسوان، هل يعنى ذلك أن المصري بإمكانه التفوق على أي جنسية أخرى إذا أتيحت له الظروف؟

- هذه مقولة خاطئة جدا، وللأسف أسمعها كثيرا ولست راضيا عنها، لأنها تعنى الغرور الذي يملأ نفوس بعض الناس، وهو مدمر ويؤدى حتما للفشل الذريع، فلا يجب أن نقول إن أي مصرى يمكن أن يتفوق على الأجنبى لو أتيحت له الفرصة، أو ممكن أي باحث من هنا يخرج لأمريكا يصبح مثل العالم الراحل أحمد زويل، الأمر ليس كذلك مطلقا، لأن النجاح يسبقه طريق طويل من التعب والمجهود والخبرة والإرادة والتحدى والعلم، ولا يستطيع الإنسان أن يصل إلى مكانة مرموقة عالميا دون كفاح ومثابرة، فـ«زويل» ذاق التعب والإرهاق من أجل ما وصل إليه، أما الكلام على إطلاقه فهو الغرور بعينه، وأنصح الراغبين في النجاح بالتحلى بالتواضع العلمى فهو الطريق إلى التقدم والتميز.

■ كيف وصلت بمركز مجدى يعقوب في أسوان إلى العالمية؟

- النجاح لا يأتى هباء، كما لا يأتى بيد واحدة، لكن التفوق يكون بالوقوف على أدوات ومبادئ معروفة قد أخذنا بها واتفقنا منذ اللحظة الأولى للعمل في أسوان أنا وجميع الزملاء على عدم الإخلال بتلك المبادئ، ومنها العمل الجاد والالتزام والبقاء للكفاءات فقط، وكذا لا مكان بيننا للمحسوبيات والمجاملات، واحترام القوانين واحترام المريض لأقصى درجات الاحترام، والاعتماد على العلم والبحث العلمى كركيزة أساسية في العلاج، وفى نفس الوقت لا بد أن يأخذ كل شخص حقه دون نقصان سواء من الناحية المادية أو المعنوية، وكانت تقريبا تلك الأمور أساس عملنا، ولا مجال لمخالفتها، فمن يخالفها ليس له مكان بيننا.

■ لماذا اخترت أسوان لتكون مركزا عالميا للقلب؟

- لأكثر من سبب، كون تلك المناطق لا تجد الخدمات الكافية لمرضى القلب، والصعيد بحاجة ماسة إلى مثل هذا المستشفى، إضافة إلى أنها مكان صحى وسياحى.

■ من ناحية الطاقم الطبى، هل هم مصريون أم أجانب؟

- الطاقم الطبى من أطباء وممرضين كان لهم الجانب الأكبر من الاهتمام في البداية، لأن العنصر البشرى أساس نجاح أي عمل، وبدون العنصر البشرى المتميز لن تصل إلى أي نجاحات مطلقا، وهو مبدأ غير قابل للتشكيك، ولذلك بدأنا مع الأولاد قبل الافتتاح بالتمرين المكثف والمحاضرات، واستمر الأمر فترة ليست قصيرة، فالأطباء خضعوا لبرنامج تدريبى حديث، وأيضا طاقم التمريض كان له نصيب كبير من العناية، كونهم يمثلون مهنة غاية في الأهمية، والحقيقة مستوى التمريض لدينا كان قد انخفض جدا في الماضى، ولا أخفى عليك استعنا بتمريض من الخارج في البداية من أمريكا وإنجلترا وألمانيا، لإيماننا بأن التمريض عنصر جوهرى في الشفاء، وكانت استعانتنا بالأجانب محدودة فقط من أجل إكساب المصريين بعض الأشياء الفنية التي استطاعوا اكتسابها في فترة وجيزة، وأتذكر أن البداية كانت عشرة أطباء وضعفهم تقريبا تمريض، والآن أستطيع أن أقول لك إن لدينا طاقما طبيا على أعلى مستوى ويعمل بكفاءة عالية، وجميعهم مصريون، ونفتخر بهم، وهناك رغبات خارجية للتدريب هنا.

■ لماذا مستوى التمريض انخفض في مصر؟

- ما حدث في مصر منذ عقود أن مستوى التمريض «فى النازل»، وهذا أمر في غاية الخطورة، لأن مهنة التمريض مهنة نبيلة كونها تلاصق المريض وتقوم على رعايته وخدمته وتقدم له الدواء والأكل والدعم الكامل، عمل عظيم، لكن للأسف تمت معاملة الممرضين والممرضات بطريقة «وحشة جدا» فلم يأخذوا حقوقهم المادية، وأصبحت مرتباتهم هزيلة لا تكفى متطلبات الحياة، وكذا أهملنا الممرضين من الجانب المعنوى وباتوا في مكانة ليست مكانتهم، ونسينا دورهم الحساس في المستشفيات والمراكز الطبية، ولذلك انتبهنا في بداية تنفيذنا مشروع مركزأسوان للقلب أن يكون في أولوياتنا إعداد فريق تمريض على أعلى كفاءة وبالطبع راعينا إعدادهم نفسيا ومعنويا مع توفير عائد مادى مناسب لاحتياجاتهم، وأخبرناهم بأن مسؤوليتهم ضخمة وأنهم ركيزة عريضة في الطب، والآن يتم أخذ رأيهم من قبل الأطباء في أمور غاية في الدقة، ما نسميه تغيير الثقافة التي أدت إلى نتائج إيجابية واسعة، والأكثر من ذلك بعثناهم للخارج للتعلم واكتساب المهارات بشكل أكبر، وجلبنا لهم الفكر الأجنبى لمحاضرتهم حتى وصلنا بهم إلى مستوى يفوق المستويات العالمية، وأخذوا حقوقهم، وتفهم الجميع دورهم الحيوى في مراحل العلاج.

■ حدثنا عن رغبات الجامعات والمراكز العالمية في التدريب؟

- يوجد عدد من مستشفيات ألمانيا أرسلوا لنا أطباء وممرضات لتدريبهم هنا، حيث كتبوا لنا جملة «نعرف أن مستوياتكم عالية جدا، ونتطلع إلى تدريب عدد من الأطباء والممرضات لديكم»، كما طلب منى أستاذ جامعى ألمانى أن أقبل تدريب ابنته داخل العناية المركزة بأسوان، وبالطبع قبلناها، وجاءت للتدريب، وقالت لى بالحرف: «أرى شعورا بين الممرضين والممرضات والمرضى هايل جدا أفضل من الوضع في ألمانيا»، كما يوجد تعاون في البحث العلمى بيننا وبين جامعة هارفارد، وهناك أبحاث علمية نجريها في المركز بأسوان ويتم نشرها في أكبر المجلات العلمية في العالم، ونتلقى دعوات مستمرة لإلقاء محاضرات في مؤتمرات ومراكز عالمية، كما أن الرغبات لا تنقطع بالحضور هنا لاكتساب مزيدا من الخبرات التي يمتلكها فريقنا الطبى، فضلا عن الاتفاق مع عدد من جامعات أوروبا وأمريكا على بدء برنامج تبادل خبرات.

■ «مصر عادت شمسك الذهب».. هل يمكن أن ينطبق المعنى حاليا على الطب في مصر؟

- مصر دائما زاخرة بأبنائها المتفوقين، ونتطلع إلى أن تعود مصر إلى مكانتها كما كانت مقرا للعلم والمعرفة، وأنا لا أعمل بمفردى، ولكن هناك فريق عمل وأشخاص مخلصين، ففى كل مكان على أرض وطننا رجال أوفياء يحبونه كثيرا، ونتطلع إلى أن تتبوأ مصر موقعها الصحيح كوطن للعلم والحضارة، لكن ما زال أمامنا الكثير ونتمنى أن نصل إليه.

■ ما عدد عمليات القلب التي تجري سنويا في مركز أسوان؟

- عمليات القلب المفتوح تزيد على 1000 حالة سنويا، بينما هناك ما يقرب من 3000 حالة قسطرة تجرى داخل المركز كل عام، ونصيب الأطفال 60% من تلك العمليات، فهناك عمليات معقدة تجرى للأطفال، وللعلم كل الخدمات تقدم للمرضى مجانا دون مقابل.

■ كيف يتم تحديد الحالات الأولى بإجراء العمليات؟

- الأولوية للحالات الحرجة، ونجد صعوبة في اختيار الحالة الأولى بالدخول، لأننا كثيرا ما نقابل حالات متعددة تكون حرجة، ولا بد أن نختار منها الأكثر خطورة بالنظر إلى عدد الغرف المتاحة، ونحاول أن ناخذ أطفال ومرضى الصعيد، خاصة الفقراء ثم باقى المحافظات.

■ هل تتعرضون لضغوطات من أجل تعديل إجراء عمليات قبل غيرها؟

- نعم يحدث ضغوط من شخصيات كبيرة، ولكن نرفضها، ونعتمد مبدأ لا للوساطة، ونقول لهم إن الأمور تسير وفق ترتيب وتنظيم من أجل الصالح العام وأن حياة المرضى أغلى من أي شىء، وليس لدينا مجاملات مطلقا في العمليات، وأذكر لك أنه كان لدينا مريض «رجل أعمال مشهور»، وانتظر كثيرا لأننا قدمنا أحد المرضى من اصحاب الحالات الحرجة عليه، وتأخرنا في إجراء جراحته، وعندما أدخلنا رجل الاعمال غرفة العمليات، اعتذرت له، وقلت إن هناك حالة كانت صعبة اضطررنا للتعامل معها قبله، فرد سريعا: «أنا فخور بأن مصر بها هذا النظام»، وطلب أن يتبرع للمستشفى بأجهزة طبية تعادل 30 ألف دولار.

■ أخبرنا عن المعوقات التي واجهتها عند إنشاء مركز أسوان لجراحات القلب؟

- الحقيقة أصعب شىء قابلنا هو مقاومة التغيير من البعض، نظرا للتعود على طريقة ونظام عمل معينة وقد تمثل ذلك في رفض اللوائح التي وضعت كقانون للإدارة والعمل داخل المستشفى، وأخذنا فترة شد وجذب مع الرافضين حتى تفهموا أن ذلك الأفضل لنا جميعا، والأكثر من ذلك اطمأنوا أن الالتزام يؤدى بهم إلى الاستقرار وبالتالى النجاح.

■ سلسلة الأمل التي بدأتها بلندن قبل ربع قرن لعلاج أطفال العالم ونجحت في دول عديدة، هل يمكن أن نعتبر أسوان جزءا منها؟

- بالطبع نحن نتعامل مع سلسلة الأمل التي امتدت إلى دول عديدة في كل أنحاء العالم باعتبار أنها فكرة واحدة ويوجد تعاون كبير بيننا وبينهم والسلسلة جاءت لتخدم أطفال العالم وأكبر جزء من سلسلة الأمل موجود في أسوان وهى مستقلة عن الخارج لكن التعاون مستمر بيننا.

■ أخبرنا عن أحدث شىء في جراحات القلب؟

- كل يوم هناك جديد في جراحات القلب ويمكن أن نقول الآن ونحن نجلس معا أحدث شىء هو البدء في تطبيق علم الجينات والجزيئات على أمراض القلب وجراحاته، فالجينات لها أهمية عظيمة في معرفة نوع المرض وتقديم الدواء المناسب له وأيضا نعرف الجراحة المناسبة للشخص من علم الجينات، حيث يتطلب منا الوقوف على الجينات المناسبة لكل إنسان، فالبشر مختلفون في هذا الأمر وتحديد جينات المرضى بدقة يسهل من اختيار الطريقة المناسبة لعلاجه ونعكف حاليا على اختيار أشخاص في أسوان للوقوف على أنواع الجينات بهدف إيجاد دواء وطرق لعلاج المرض تكون أكثر دقة وأكثر أمانا، أيضا تصوير القلب من الداخل أمر حدث به تقدم شديد، مما أدى إلى معرفة التشوهات الخلقية منذ الميلاد، .

■ ما أكثر الاشياء التي تجلب «وجع القلب»؟

- أمراض القلب حاليا تعد من أكثر أسباب الوفاة، حيث تخطت أرقامها الوفاة بالسرطان ومشاكل القلب ترجع إلى الجينات والعادات السلبية والنظام الغذائى الخاطئ فهناك من ينغمسون في الكوليسترول والدهون ويبتعدون عن الأسماك والخضروات.. كما أن هجر الرياضة أمر سيئ جدا وأكثر ما يعرض القلب للخطورة هو الحزن والخوف فهما عاملان يؤثران تاثيرا سريعا على صحة القلب ويعملان على تدهو حالته التي تؤدى حتما إلى الوفاة، حيث تتضخم عضلة القلب عند الحزن أو الخوف، مما يجعل حياة الانسان في خطر وللعلم فإن الاسترس الخاص بالعمل لا يسبب مشكلة للقلب، لأن زيادة العمل تؤدى إلى الراحة النفسية ويجلب الاطمئنان والسعادة فيرتاح القلب وقد اكتشف اليابانيون مرضا سموه القلب المكسور وهو الحزن الشديد، حيث يؤذى القلب لأنه يغير عضلة القلب ويضخمها ويؤدى إلى صدمات قلبية غاية في الخطورة.

■ وقلوب المصريين كيف تراها؟

صحة القلب لدى عدد كبير من المصريين في خطر والسبب يرجع إلى اتباع الكثيرين للعادات الخاطئة مثل الإفراط في كل شىء سواء المأكولات أو المشروبات غير الصحية والسهر والبعد عن الرياضة والتدخين فهو مصيبة كبرى والعصبية والحزن والخوف وعدم الاهتمام بالأماكن جيدة التهوية كلها أمور تؤدى إلى تدهور الصحة العامة والقلب وانصح الجميع بالضحك والسعادة والرياضة وتغيير ثقافات الطعام والنوم أمر ضرورى من أجل حياة صحية جيدة

■ هناك كتابات قرأتها عن الحب واحتمالية تأثر القلب بسببه؟

- الحزن والخوف عاملان يؤثران بشكل مباشر على القلب ويؤذيانه جدا، لذلك لا يجب على الانسان الغوص في الأحزان حماية لقلبه.

■ زراعة القلب هل أصبحت آمنة؟

- بالطبع زراعة القلب تطورت كثيرا عن الماضى، وعندما يمشون يزيد كفاءته ويمنح الشخص السعادة، وهناك أشخاص زرعت لهم قلوبا منذ 35 عاما، وما زالوا أحياء، وهناك قلوب صناعية أيضا وتعمل بكفاءة، والمعروف أن الزراعة عبارة عن قلب طبيعى ويتطور يوميا.

■ بمناسبة زراعة الأعضاء كيف تراها في مصر والعالم العربى؟

- موضوع محزن جدا ويؤثر في نفسى كثيرا وللأسف قانون نقل الاعضاء الحالى يؤلمنى، لأن قوانيننا ما زالت في مصر تقف عائقا أمام إنقاذ كثيرا من الأرواح لعدم إتاحة نقل الأعضاء إلى المحتاجين برغم أن العالم تقريبا تحول إلى إجازة التبرع ونقل الأعضاء، من أجل إنقاذ حياة إنسان، فنقل الأعضاء هبة الحياة لكن الدستور المصرى يرفض تلك الهبة ونسى أن جميع الأديان إسلام ومسيحية ويهودية حبذت نقل الأعضاء إلا أن الأفكار لدينا ما زالت عالقة بخرافات قديمة قد عفا عليها الزمان وتؤدى إلى غل يد المساعدة لمن يحتاجها وأناشد من خلالكم الشعب والدولة والمسؤولين أن يعوا جميعا الأهمية القصوى لنقل الأعضاء والتى يمكن أن تدخل السعادة على أسرة بالكامل عن طريق شفاء أحد أفرادها أناشد الجميع أن يساعدوا المرضى عن طريق نقل الأعضاء وهو أمر ليس فيه ضرر على أحد لأنها تأتى من شخص متوفى.

■ ولكن هناك اختلاف في تعريف الموت؟

- الموت الحديث وفقا للعلم والاتفاقات الطبية العالمية هو موت جذع المخ بمعنى أن حدث وفاة جذع مخ لشخص فقد أصبح في عداد الموتى وليس الموت عن طريق توقف الدورة الدموية بالكامل كما يعتمد المصريون لأن هناك فارقا كبيرا ويجب أن نعرف أن أعضاء الشخص المتوفى بجذع المخ تكون حية وسليمة ويمكن نقلها بسهولة أما عند الانتظار لحين توقف الدورة الدموية بالكامل لمدة ما تموت الأعضاء وحتى إن لم تمت تكون في اتجاهها للتلف ونقلها صعب جدا، ولذا فإن الأعضاء الخاصة بالموت في الحالة الأولى أفضل وآمنة تماما وتزرع دون أي مخاوف، أما الأخرى فكثيرا ما تموت قبل أن يتم ذرعها في المريض. وأناشد الصحافة والإعلام بعمل حملة كبرى لتوعية الناس ولفت نظر المسؤولين إلى أهمية دخولنا في منظومة نقل الأعضاء واعتماد موت جذع المخ وفاة طبيعية من أجل المرضى الذين يحتاجون إلى أعضاء وأقول لهم أحيانا نحتاج صمامات في أسوان ولا نجدها في مصر لعدم توافرها ونرسل نشتريها من الخارج بمبالغ ضخمة جدا.

■ وكيف يمكن تغيير الثقافة هنا كى نصل إلى اعتماد موت جذع المخ موتًا رسميًا؟

- لازم تغيير تلك الأفكار من أجل المصلحة العامة لنا جميعا، ولك أن تتخيل أن في اوروبا قد حدث كثير من التوعية مما أتاح للشعوب المعرفة وأتذكر أنه منذ سنوات مضت جاءنى أبنائى وكانوا مازالوا في مرحلة التعليم الأساسى يقولون لى أبى نرغب في التبرع بأعضائنا لأحبابنا المحتاجين فسألتهم أنتم عرفتوا الموضوع ده منين فأجابونى بأن المدرسة نظمت لنا اليوم يوما عن أهمية التبرع للمحتاجين بالأعضاء فور الوفاة، وطلبوا منا أن نتبرع بأعضائنا في حال وفاتنا ونحن مستعدون وبالطبع شجعتهم على موقفهم، وكنت سعيدا بهم وبأفكارهم التي تسير في اتجاه التعاون والنبل وعلينا أن نغير من ثقافاتنا لما فيه الخير للجميع.

■ وما الجديد في البحث العلمى؟

- البحث العلمى يتطور باستمرار فيمكن أن تجد اشياء حديثة أسبوعيا ونعكف حاليا في العمل على الخلايا الجذعية، حيث نحاول الاستفادة القصوى من الخلايا في علاجات القلب وهى عمليات معقدة لكن ببساطة وصلنا فيها إلى درجات في منتهى الدقة والأهمية، فعلاج المريض بالخلايا الجذعية أصبح حقيقة علمية مؤكدة، فمثلا هناك خلايا جذعية تخرج من الجلد غير النخاع وتصبح خلايا في القلب وتشوفها تنبض ونتحكم في الخلايا ونعمل منها أنسجة صناعية.

■ نريد معرفة شىء عن مركز مجدى يعقوب الجديد بأكتوبر؟

- الحقيقة أننا فكرنا في المشروع بعد نجاح مركز أسوان وكان لابد أن يكبر هذا المشروع الناجح وجاء القرار أن نمتد به إلى آفاق أوسع وأضخم من أجل خدمة أبناء الوطن الذي يستحقون الكثير منا فجأت الفكرة هو بناء مركز عالمى على مساحة شاسعة لمحاولة استيعاب كل المرضى الذي يتوافدون على مركز أسوان ونجد أنفسنا غير قادرين على اتخاذ قرار علاج من الأول فمثلا توجد حالات حرجة أكثر من الإمكانيات ونحتار كثيرا في أيهما نبدا لذا لا بد من التوسعة وهى سنة الحياة ونستهدف في المركز الجديد بأكتوبر علاج ما يقرب من 12 ألف حالة مريض قلب سنويا منها ثلاثة آلاف عملية قلب مفتوح على الأقل وتسعة آلاف للقسطرة.

■ هل ستنتقلون إلى المركز الجديد بطاقم الأطباء أم هناك فريق آخر لهذه المهمة؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل